أصدرت هيئة علماء السودان بياناً استنكرت فيه قيام ما أسمته الاستغلال السيئ لأزمة دارفور الذي تقوم به بعض الجهات وتروج له أجهزة الإعلام من استقدام مجموعة من الفنانين العرب لإقامة حفلات صاخبة في السودان.ومعتبرة ذلك طريقاً آخر من طرق الإفساد وهجمة ضد الوطن وإنسانه، وتخريب لقيمنا وأخلاقنا. وأفتت هيئة علماء السودان في بيان آخر بحرمة ما تقوم به بعض الشركات التجارية وخاصة شركات الاتصال من استعمال صور الفتيات في الإعلان مؤكدة أن ذلك متاجرة فاضحة ومعصية لله ولرسوله ولمبادئ الدين الحق التي تصون كرامة الإنسان، وضرب من الفتنة التي نهى الله عنها والتي يجب صدها. وننقل هنا نص البيانين. بيان هيئة علماء السودان حول استخدام حفلات الفسق والفساد لدعم دارفور بيان هيئة علماء السودان حول استخدام حفلات المجون والفساد الحمد لله الواحد القهار والصلاة والسلام على سيدنا محمد الرسول النبي الأمر وعلى آله وصحبه الأخيار .. وبعد .. قال تعالى : { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون } . لقد استثمر الغرب مشكلة دارفور بصورة تخدم مصالحه ولضرب الوحدة الوطنية ونشر البغضاء والأحقاد بين أبنائه وعمل على بذر الفتن واجتهد إعلامه الشائن المأجور في استحداث مصطلحات غريبة على الواقع السوداني مثل مصطلح العرب والزرقة وذلك لدق إسفين يشق الاستقرار والسلام الاجتماعيين وقام إعلامه المضلل وضمن المشروع الاستعماري القديم المتجدد بما خطط له .. وأفشلت أمريكا وتوابعها كل مشروع للحل لاح في الأفق .. وعارضت بشدة كل محاولة لعودة النازحين إلى ديارهم وشجعت بعض حركات التمرد عبر عملائها من دول الجوار لإفشال أي محاولة للحلول السلمية والعودة الطوعية .. بل وتنكرت لاتفاقية أبوجا والتي كانت شاهدة عليها وعملت على فرض المزيد من العقوبات على الشعب السوداني بلا ذنب جناه سوى أنه رفض الخضوع والذل .. والأدهى والأمر هو ذلك الاستغلال السيئ المشين لمعاناة نازحي الحرب من قبل ما يسمى بمنظمات العون الإنساني وهي أبعد ما تكون عن الإنسانية فهم حقيقة أباطرة الحروب وسماسرتها .. وهم أكثر الجهات المكتسبة من هذه الحروب ومن مأساة وموت الآخرين .. فانتفخت جيوبهم بالدولارات الملوثة بدماء الشهداء وصارت مصالحهم مرتبطة باستمرار هذه الحروب ، لهذا نجدهم أكثر المعارضين لإخمادها .. وذلك بنشرهم المعلومات الكاذبة وترويجها خارجياً ومعارضة وتهديد النازحين الراغبين في العودة إلى ديارهم وتصعيب الأمر عليهم وجعله رابع المستحيلات .. ونحن لا نتجنَّى عليها فدونكم سجلاتها ليتأكد من في قلبه شك من أن ما تصرفه جل هذه المنظمات على الإعانة الفعلية لا يتعدى ال5% من دخلها والباقي يذهب إلى جيوب القائمين عليها عبر المخصصات والمرتبات والحوافز وغيره .. لهذا نطلب من جهات الاختصاص أن تتعامل مع هذه المنظمات بما تتطلبه السيادة والعرف والدين والأخلاق المفقودة لديها .. ومن الأعجب، ذلك الاستغلال السيئ الذي يدور هذه الأيام باسم مشكلة دارفور وباسم مساعدة أهلها فقد امتلأت الخرطوم بالإعلانات عن حفلات صاخبة سوف يشارك فيها مجموعة من الفنانين والفنانات العرب (لا مرحباً بهم) .. وبدأت بعض الأجهزة الإعلامية الرسمية الترويج لهذا العبث والفساد .. فما علاقة مشكلة دارفور بالغناء .. إنه الإفساد بعينه . وهل من يريد إعانة إنسان دارفور لا يجد طريقاً إلا المشاركة في هذه الحفلات وشراء التذاكر الباهظة الثمن؟! والتي سوف يذهب جُلَّ ريعها إلى مستحقات المشاركين واستحقاقات المنظمين وأنه لم يجد طريقاً إلا طريق الفسوق لهذا لعمل الخيِّر ؟!.. إن باب الإنفاق مفتوح لكل من يريد أن ينفق ويساعد أهلنا في دارفور ولكن ليس عبر المجون والعبث .. ونحن لا نرى فيها إلا طريقاً آخر من طرق الإفساد وهجمة ضد هذا الوطن وإنسانه وتخريب قيمه وأخلاقه .. وهي تجارة أخرى ولكن بأسلوب آخر .. لهذا نناشد السلطات المختصة وعلى رأسها الأخ/ رئيس الجمهورية التدخل لوقف هذا الأمر حفظاً وصوناً لهذا المجتمع ودينه وقيمه .. وشئ آخر لا بد من التنبيه إليه .. فقد تلاحظ أن العديد من الشركات التجارية . ومن خلال سعيها لتحقيق الأرباح خاصة شركات الاتصال قد درجت على إستعمال صور الفتيات في الإعلان في متاجرة فاضحة ومعصية لله ولرسوله ولمبادئ الدين الحق التي تصون كرامة الإنسان .. إن هذا الأمر إنما هو ضرب من الفتنة التي نهى الله عنها والتي يجب صدها .. فقد قال الله تعالى : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون. وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها } .. ونحن في هيئة علماء السودان نفتي بحرمة استخدام الفتيات في الإعلان درءاً للفتنة وإبعاداً للمرأة عن الاستغلال التجاري . ونناشد الجهات المختصة بالتدخل لحسم هذه الفوضى حماية للمرأة من هذا الاستغلال المعيب .. أيضاً رأينا وفي بلد يعاني أهله ما يعانون من ويلات الحرب والفقر والحصار الاقتصادي والاستهداف الخارجي.. كيف أن بعض ضعاف النفوس يروِّجون لحفلات عروض الأزياء .. وأن ما حدث في أحد الفنادق الحديثة بالخرطوم في الفترة الماضية من استضافة لما يسمى بعرض أزياء للرجال هو في حقيقته امتهان للرجولة، وضرب في صميم القيم السودانية السمحة .. خاصة وأن هذا الأمر تم تحت سمع وبصر أحد الوزراء .. الأمر الذي يدعونا أن نطالب الجهاز التنفيذي بالمساءلة وتقصِّي هذا الأمر .. ختاماً نسأل الله أن يبعد عنا وعن أمتنا الشرور وعبث العابثين وكيد الكائدين إنه نعم المولى ونعم المجيب .. والله ولي التوفيق الأمانة العامة 31/مايو/2007م فتوى هيئة علماء السودان حول استخدام الفتيات في الإعلان الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد: فقد اطلعنا على طلب الفتوى المقدم من جمعية اظهار الحق الخيرية حول حكم استخدام الفتيات المحجبات في الإعلان، نقول وبالله التوفيق: قد فُهِم أن المقصود هو الإعلان عن السلع وغيرها بصورة ثابتة على لوحات الإعلان أو وسائل الكترونية أو تلفازية أوصحفية أو غير ذلك من الوسائل: كما فُهم أن المقصود من ذلك أن تؤثر صورة الفتاة(محجبة أو غير محجبة) على الناس حتى يلفت نظرهم، وتتعلق أنفسهمبالسلعة المعلن عنها مستغلين بذلك صورة الفتاة للربط بين جمالها وجمال تلك السلعة وملائمتها في شعور الزبون أو في رغبته الخفية. ولا أدل على ذلك من أن فتاة الإعلان لابد أن تكون وسيمة قسيمة وفاتنة مشتهاة. وقد نهى الله تعالى عن الفتنة بقوله: ((وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى) طه (131) أما صدًّ الفتنة فقد جائت سورة النور بكاملها؛لتبين آداب الإسلام ومنها تحريم إشاعة الفاحشة :( إن الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذااب أليم في الدنيا والآخرة، والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) الآية [19 ] وتحريم دخول البيوت بغير استئذان حتى لا تقع العيون على العورات: الآيات:(27)و(28) و(58).ثم أمر بغض البصر كما في قوله سبحانه: ( قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ) سورة النور [30-31]. والمقصود ما ظهر دون ابداء، أو عرض أزياء كما يفعل سواقطهم الهمم من المعلنين. وكما في الحديث الصحيح فإن النظر محكوم بالنظرة الأولى دون تحديق مقصود. وقد خوطب النبي أن في ابداء الزينة أذى للدين ( سورة الأحزاب آية 59 ). كما نهى الله تعالى عن الميل العظيم كما في قوله في الآية ( 27 ) من سورة النساء. وعليه: نرى حرمة اظهار الفتيات في الإعلان محجبات أو غير محجبات ( من باب أولى ) وذلك منعاً للفتنة وصداً لتحريك الغرائز وابعاداً للمرأة من الاستغلال التجاري. والحمد لله رب العالمين أ.د. محمد عثمان صالح الأمين العام