تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    أبل الزيادية ام انسان الجزيرة    الفاشر ..المقبرة الجديدة لمليشيات التمرد السريع    وزير الداخلية المكلف يستعرض خلال المنبر الإعلامي التأسيسي لوزارة الداخلية إنجازات وخطط وزارة الداخلية خلال الفترة الماضية وفترة ما بعد الحرب    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    وزير الصحة: الجيش الأبيض يخدم بشجاعة في كل ولايات السودان    نائب وزيرالخارجية الروسي نتعامل مع مجلس السيادة كممثل للشعب السوداني    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مؤتمر دولي في الأردن يناقش مستقبل إسهام المسلمين في الحضارة المعاصرة

عقد في عمان في الفترة من 8/9 - 10/9/2007 وتحت عنوان " نحو إسهام عربي إسلامي في الحضارة الإنسانية المعاصرة" المؤتمر السنوى الدولى الثالث لمنتدى الوسطية للفكر والثقافة بمشاركة 90 من العلماء والشخصيات الاسلامية من 24 دولة عربية واسلامية يمثلون مختلف المذاهب الاسلامية. ويهدف المؤتمر الى بيان الدور العلمي للحضارة الاسلامية واثرها في الحضارة الانسانية والدور المستقبلي المأمول للمسلمين في التقدم الانساني وابراز رسالة الاسلام ومنجزات حضارته في شتى مجالات العلوم والمعارف. وفيما يلي عرض لجلسات المؤتمر وتوصياته الختامية.
وقد تأسس منتدى الوسطية للفكر والثقافة عام 2002م 1423ه كمؤسسة ثقافية إسلامية ، يسعى ليضم في عضويته صفوة مثقفة من المؤمنين بالإسلام فكراً وممارسة، ضمن منهج الوسطية والاعتدال، باعتباره عنوان العدل والخيرية والسداد الفكري، و الممارسة المبصرة والعلاج الشامل لحاجات الناس. وكان المنتدى قد عقد المؤتمر الدولى الاول له عام2004 حول وسطية الاسلام بين الفكر والممارسة والمؤتمر الدولى الثانى عام 2006 حول الدور العملى لتيار الوسطية فى الاصلاح ونهضة الامة.
واشتمل المؤتمر الأخير في 2007 على خمسة محاور رئيسة تتركز على جهود العرب والمسلمين في تاصيل العلم الحديث في مجالات العلوم الانسانية والتاثير الحضاري بين العالم الاسلامي وغيره ودور الجامعات والمؤسسات العلمية العربية والاسلامية في الاسهام الحضاري
الجلسة الافتتاحية
في الجلسة الافتتاحية وقال رئيس منتدى الوسطية المهندس مروان الفاعوري ان المنتدى اخذ على عاتقه في تنظيمه للمؤتمرات المتتالية منذ عام 2004 الاسهام في مسيرة إصلاح الأمة من خلال المراجعات الفكرية والثقافية التي يتصدى لها العلماء والمفكرون وقادة الرأي الذين يعبّرون عن الفكر المعتدل .
وفيما اكد الدكتور الصادق المهدي من دولة السودان ان الوسطية دعوة حق توجب رفض الظلمات فقد بين الشيخ الحبيب علي الجفري من اليمن ان الامة بحاجة الى نهضة علمية اخرى.
واشار الدكتور حامد الرفاعي من المملكة العربية السعودية الى تدهور القيم واختلال معايير واضطراب موازين الوسطية التي تشكل المصدر الاساس للازمة العالمية المعاصرة.
الجلسة الاولى
وعقدت في اليوم الاول ثلاث جلسات عمل قدمت خلالها 15 ورقة عمل.
ففي الجلسة الاولى من اعمال المؤتمر التي ترأسها رئيس الوزراء الاسبق عبدالرؤوف الروابدة ، قدمت خمس اوراق عمل، تحت محور جهود العرب والمسلمين في تاصيل العلم الحديث.
فقد قدم رئيس الوزراء السوداني الاسبق وزعيم حزب الامة الصادق المهدي ورقة تحت عنوان القيم الإسلامية ودورها في إيجاد بيئة حيوية للعلم والعلماء كشف فيها ان ثلاثة شروط لازمة لإيجاد بيئة حيوية للعلم والعلماء هي: نظام سياسي يكفل حقوق الإنسان، ونظام اقتصادي يوفر الإمكانات المادية، ونظام ثقافي يكفل حرية البحث العلمي. وقال في ورقتهإن المجتمعات الغربية تفوقت علينا بالتنافس والحرية.
واضاف المهدي نمت تيارات تعترف بقدرات الإنسان وتنادي بحرية الاختيار والعقلانية لدرجة أثمرت عطاء الفلاسفة: الكندي، والفارابي، وابن سينا، إٌلى آخر المنظومة. وأثمرت في علم الكلام مدرسة المعتزلة، وفي الفقه أثمرت المذهب الحنفي أول المذاهب وأكثرها قولا بالرأي.
وبين المهدي التحدي الأكبر الذي يواجهنا اليوم هو أن نلحق بالتاريخ وأن نكمل نقائصه.
كما قدم بحثا اخر تحت عنوان الدور الرائد للحضارة الإسلامية في مجال العلوم البحتة والتطبيقية وأثر ذلك في الحضارة المعاصرة للأستاذ الدكتور زغلول راغب محمد النجار وهو رئيس لجنة الاعجاز العلمي في القرآن الكريم بالمجلس الاعلى للشؤون الاسلامية - القاهرة. وقال فيه ان الحضارة الإسلامية آمنت بوحدة رسالة السماء، وبالأخوة بين الأنبياء وبين الناس جميعا، ومن ثم آمنت بوحدة التراث الإنساني فغربلته بمعيار الإسلام، ثم أضافت إليه إضافات أصلية، وظلت تلك الحضارة الفريدة فى تاريخ الإنسان تحمل مشاعل المعرفة فى كل منحى من مناحي الحياة لأكثر من أحد عشر قرنا من الزمان.
واضاف زغلول ولكن هذه النهضة المعاصرة إنتكست فى جوانبها الدينية والأخلاقية والسلوكية لأنها رفضت الإسلام دينا، وحصرت نفسها فى الأطر المادية وحدها فوصلت إلى ما وصلت إليه من تقدم علمي وتقني مذهل رافقه انحسار ديني وأخلاقي وسلوكي مذهل .. وفي ظل هذا الضياع تنكرت الحضارة المادية المعاصرة للدور البَنَّاء الذي قامت به الحضارة الإسلامية على مدى أحد عشر قرنا أو يزيد، والذي لولاه ما كانت تلك الحضارة .
وبين النجار ان للمعرفة الإنسانية عند المسلمين مصدرين رئيسيين : هما الوحي السماويّ المنزّل من الخالق سبحانه وتعالى ، والعلوم المكتسبة في مختلف مجالات المعرفة والتي تجمعت عبر الأجيال المتعاقبة من السلالة البشرية إلى اليوم.
وفي الورقة الثالثة التي قدمها رئيس مؤسسة المنصور الثقافية للحوار بين الحضارات الدكتور عبدالملك منصور المصعبي تحت عنوان الخطاب الحضاري العربي مقتضيات إعادة التوجيهفقد تحدث فيها عن بعض الاسباب و العوامل العديدة التي تسببت او أسهمت في تعثر مسار النهضة العربية.
وقال المصعبي إن بعض اوجه قصور الادبيات العربية عن الاسهام الحضاري العربي ما يكفي لترجيح ان ما تعكسه اوجه القصور تلك من اختلال مضمون الخطاب العربي عن الاسهام الحضاري ليس اختلالا ثانويا بسيطا بل هو اختلال واسع و متشعب التاثير. .
كما قدم الدكتور محمد المصباحي من جامعة محمد الخامس ورقة عمل رابعة تحت عنوان الموقف الوسط العدل باعتباره أداة حضور الفكر الفلسفي العربي الإسلامي في الحضارة الإنسانية المعاصرة اضافة لورقة عمل خامسة تحت عنوان اسهام ابن رشد في بلورة فكر وسطي.
الجلسة الثانية
اما الجلسة الثانية من اعمال اليوم الاول للمؤتمر والتي تراسها الدكتور في الحضارة الاسلامية بوزارة الشؤون الدينية التونسية فتحي بوعجيله، فقد شهدت مناقشة وتقديم خمس اوراق عمل اخرى ، فقد قدم الداعية الحبيب علي زين العابدين الجفري ورقة بعنوان التوحيد وبناء النظام المعرفي الإسلامي.
وقال الجفري ان التوحيد يمثل أساساً للمنهج العلمي الذي لا يقتصر على البحوث النظرية ، و يشكل منطلقاً لأخلاقيات العلم في تعامله مع البيئة والتأكيد على عناصر الصلاح في الكون ، وفي ارتباط الوسائل بالغايات، أو ما يطلق عليه العلاقة ما بين العلم و الحكمة .
فيما قدم الدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار-الأستاذ بجامعة القصيم ورقة بعنوان أثر العلماء في توعية المجتمعات الإسلامية قال فيها إن العلم من المصالح الضرورية التي تقوم عليها حياة الأمة بمجموعها وآحادها فلا يستقيم نظام الحياة مع الإخلال بها بحيث لو فاتت تلك المصالح الضرورية لآلت حال الأمة إلى الفساد ولحادت عن الطريق الذي أراده لها الشارع، ولذا جاء الحث على العلم والاهتمام به والترغيب في طلبه في نصوص كثيرة متضافرة.
اما الورقة الثالثة فقد قدمها الدكتور الأخضر شريط من جامعة الجزائر بعنوان دور المفهوم التصوري للرياضيات في الحضارة العربية الإسلامية وأثره على النهضة الأوروبية. فيما قدم رئيس مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان الدكتور رضوان زيادة ورقة دور الحضارة الإسلامية في التاريخ الإنساني وسبل استئناف الدور الحضاري.
وفي ختام الجلسة الثانية قدمت ورقة عمل خامسة للدكتور محمد سالم سعدالله من العراق تحت عنوان الفلسفة الاسلامية واثرها في البناء الحضاري الانساني.
الجلسة الثالثة
وخلال اعمال الجلسة الثالثة والتي ترأس اعمالها رئيس الوزراء الاسبق الدكتور عدنان بدران قدمت خمسة اوراق عمل .
الورقة الاولى التي كانت تحت عنوان المسلمون .. وتأصيل مرتكزات فقه الحوار العالمي المعاصر قدمها رئيس المنتدى الإسلامي العالمي للحوار الدكتور حامد بن أحمد الرفاعي ، كما قدمت ورقة عمل ثانية من الدكتور خالد فهداوي من العراق تحت عنوانجهود العرب والمسلمين في تاصيل علوم القانون الدولي وثالثة تحت عنوان الفكر المقاصدي عند الحكيم الترمذي ودوره في تحقيق التواصل الحضاري ورابعة بعنوان جهود العرب والمسلمين في حوار الاديان عرضها الدكتور عبد الحليم عويس من مصر والاخيرة قدمها الدكتور شوقي احمد دنيا من مصر تحت عنوان اسهام ابن خلدون في تاسيس علم الاقتصاد.
الجلسة الرابعة
وفي الجلسة الرابعة في اليوم الثاني من إعمال المؤتمر التي ترأسها الأستاذ أبو القاسم العليوي من تونس قدمت خلالها خمس أوراق عمل ، فقد قدم الدكتور سليمان أوشو من نيجيريا ورقة تحت عنوان ''دور الإعلام الإسلامي في الترويج للحضارة الإنسانية'' وقال اوشو'' لا شك أن المبادئ الإسلامية المتعلقة بنشر المعلومات قد استُخدمت من قِبَل المسلمين الأوائل لتعزيز الحضارة الإنسانية في مصر والعراق وقرطبة في إسبانيا وغيرها. لكن الحضارة الغربية جعلت وسائل الإعلام تسقط بقوة في شَرَك عدم الدقة، والإثارة، والترويج للجريمة والعُرِيّ بهدف تشويه وتحريف الأخبار، والافتراء وتشويه سمعة الشخصيات، واستثارة الوجدان والعواطف''.
اما الدكتور محمد عبدو من المغرب فقدم ورقة تحت عنوان '' جهود علماء الإسلام في الكشف عن دور مقاصد الشريعة في تشييد قيم الوسطية والاعتدال في الفكر والأخلاق والاعتقاد - أبو حامد الغزالي نموذجا'' قال فيه'' ونحن اليوم، في هذا العصر الذي يتلقى فيه الإسلام والمسلمون الصفعات واللطمات من طرف بعض الفرق التكفيرية، في أمس الحاجة إلى ضرورة إحياء هذا التراكم المعرفي الوسطي المعتدل، ودراسته دراسة منهجية واعية بتحديات العصر، كي تتبلور المذهبية الإسلامية في مختلف المعارف والفنون، والعمل على إبراز ما في عطاءات علمائنا من ذهنية خلاقة، ربطا بين الفضاء الفكري لتاريخ الأمة بحاضرها، من أجل تنقيته من مثالب التشدد الفكري، والاستهلاك السلبي للنظريات المنحرفة. واستثماره في مد جسور التواصل الحضاري مع مختلف الشعوب''.
ومن جانبه قدم الدكتور عبد السلام بلاجي من المغرب و بعنوان ''الدور الحضاري الثقافي للجاليات المسلمة في الغرب ورقة تحدث فيها عن انه'' أصبح للإسلام والمسلمين وجود معتبر ومقدر في أوربا بصف خاصة والغرب بصفة عامة، هكذا ونتيجة لاحتكاك المسلمين المباشر مع الشعوب الغربية، ونتيجة أحيانا حتى لبعض الحملات الإعلامية التي تثار حول الإسلام والمسلمين، يتوجه عدد متزايد من سكان المجتمعات الغربية إلى الإطلاع على ثقافة الإسلام لمحاولة فهم ما يجري، حيث ينتهي المطاف بالعديد منهم إلى اعتناق الإسلام كعقيدة لهم''.
وفي ذات الجلسة ايضا قدمت ورقتي عمل اخريين الاولى من الدكتور مجير العمري من لبنان بعنوان'' الترجمة
مفتاح ثقافتنا على الآخر'' والاخرى من الدكتور خليل العناني بعنوان'' الوسطية ودورها في إدامة التواصل الحضاري .. قراءة في دور أحزاب الوسط الإسلامي ''.
الجلسة الخامسة
وخلال أعمال الجلسة الخامسة من اليوم الثاني للمؤتمر التي تراسها امين امانة عمان الكبرى المهندس عمر المعاني ، قدمت خلالها خمس اوراق عمل جديدة. ففى الورقة الأولى التي كانت تحت عنوان ''دور الشراكة الحضارية للوجود الإسلامي في أوروبا'' قدمها الأمين العام المساعد للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث الدكتور عبد المجيد النجار من فرنسا تحدث فيها عن أنّ الوجود الإسلامي في أوروبا فيما حدّد لنفسه من هدف التوطين ينبغي أن يكون قائما بدور الشراكة الحضارية مع المجتمع الذي يعيش فيه، وأن يكون تبعا لذلك حالاّ من المجتمع في دائرته الحيّة مندمجا في سائر المكوّنات الاجتماعية متفاعلا معها، غير مقتصر على الحلول بالأطراف الهامشية كما كان عليه الأمر في المرحلة السابقة.
من جانبه قدم الدكتور حسن حنفي من مصر ورقة بعنوان''مفهوم الوسطية في الإسلام وعلاقته بالتأثير الحضاري '' كما قدم الدكتور محمد السماك من لبنان ورقة بعنوان''جسور التأثير الحضاري بين العالم الإسلامي والعالم'' قال فيه'' لا بد من إعادة نظر في بعض مفاهيمنا وتفسيراتنا غير المقدسة للنصوص المقدسة . إن من يقرأ كتباً مثل '' صدمة المستقبل'' و '' الموجة الثالثة'' و''انتقال السلطة'' و''بناء الحضارة الجديدة : العقل قبل الآلة'' ، يدرك مدى اتساع المسافة بين جرأة العقل الغربي على اقتحام المستقبل وصناعته واسترخاء العقل العربي - الإسلامي في حضن الماضي واجتراره''.
وفي ورقته الثالثة قدم سماحة الشيخ هاني فحص ورقة بعنوان'' الإسلام والغرب ... الممانعة شرط المقاربة''.. قال فيها'' الإسلام والغرب، ثنائية احتدم الجدل حول مسألة القطع والوصل بين طرفيها في ما دعي عصر النهضة، وما زال هذا الجدل يتجدد ويحتدم مع كل مستجد معرفي أو عملي، قد يعني ذلك أن الإسلام والغرب، في مقام التقابل، ليسا مفهومين نهائيين، بل هما تاريخيان، وعليه فإن المتغيرات تتيح أو تلزم بمقاربة مستمرة لهذه الثنائية، آخذين في اعتبارنا أن العلاقة بين الإسلام والغرب تراوح بين التوتر النسبي -العالي النسبة أحياناً- وبين التصالح الذي لا يخلو من الالتباس''. وكانت الورقة الأخيرة في الجلسة الخامسة قدمت من جانب الدكتور عبد الرحمن الحاج بعنوان'' الوسطية وإعادة بناء الفكر الديني في سياق الإسهام الحضاري '' دراسة نقدية '' أشار خلالها إلى إن حماية الهوية كما ينتهي البحث يقتضي الدخول مع العصر والاشتباك بمعارفه والانفتاح عليه في إطار قيم إسلامية واضحة، ودون ذلك فإن حماية الهوية والخوف الذي يصل إلى حد الوسواس القهري سيجعل من خطاب الهوية (الحفاظ على الهوية) عائقاً أمام نهوضنا.
الجلسة السادسة
وفي الجلسة السادسة التي تراسها رئيس وحدة التخاصية الدكتور محمد ابو حمور قدمت خمس أوراق عمل الاولى بعنوان''دور الجامعات العربية والإسلامية في النهوض الحضاري المعاصر'' قدمها كل من رئيس الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور خالد الكركي ونائبه الأستاذ الدكتور صلاح جرار. كما قدمت أستاذ العلاقات الدولية- مدير برنامج الدراسات الحضارية وحوار الثقافات في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية/ جامعة القاهرة الدكتور نادية مصطفى ورقة بعنوان '' المنظور الحضاري للتعليم والبحث: رؤية من منطلق الوسطية '' ، كما قدم الاستاذ الدكتور سيف الدين عبد الفتاح من جامعة القاهرة ورقة بعنوان'' علوم الأمة و الجامعة الحضارية '' دراسة فى تأسيس الهوية'' وتحت عنوان'' الدبلوماسية العامة: صناعة الصور البديلة للاختزال'' قدمها الصادق بخيت الفقيه من السودان،فيما قدم عفيف الصبابطي من تونس في طريق الإسهام في الحضاري الإنسانية المعاصرة .
الجلسة السابعة
واما الجلسة السابعة التي ترأسها رئيس جامعة ال البيت الاستاذ الدكتور عبدالسلام العبادي فقد تضمنت مناقشة خمسة اوراق عمل جديدة في سياق محور اليوم الثاني من اعمال المؤتمر. قدم الدكتور محمد حبش من سوريا ورقة عمل بعنوان''جهود العرب والمسلمين في تأصيل العلم الحديث ... معارف الطب والطبيعة نموذجاً''فيما قدم معلى سلجوق من تركيا ورقة ثانية بعنوان '' تعليم الإسلام في عالم التنوع'' وقدم الورقة الثالثة الاستاذ صلاح سالم من مصر بعنوان'' نقاء التوحيد وعقلانية المبادىء الكونية'' فيما قدم مازن مطبقاني من السعودية ورقة بعنوان'' منهجية التعاون بين الجامعات الغربية والجامعات العربية (الواقع والمثال )واخيرا ورقة الدكتور باسم خفاجي من مصر بعنوان''الوسطية الفكرية للعالم الإسلامي''.
التوصيات
وخرج المؤتمر بالتوصيات التالية:
1. توجيه الشكر الى مقام صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على تكرمه برعاية المؤتمر، وكذلك الى دولة رئيس الوزراء على دعمه وتوجيهاته الى كافة الجهات المختصة بتسهيل أعمال هذا المؤتمر وإلى أجهزة الإعلام المختلفة التي سعت على نشر واشاعة أوراق ومناقشات المؤتمر، كما نتوجه بالشكر الى القيادات العربية المُبَادرة إلى تشجيع البحث العلمي وتوسيع مظلة الانتفاع بها من كل أنحاء العالم العربي.
2. إصدار وثيقة تحمل اسم (إعلان عمان للحوار الحضاري) تتضمن دعوة واضحة من علماء ومفكري الأمة إلى مفكري وعلماء الغرب من أجل زيادة الحوار والتعاون لبناء حضارة إنسانية بعيدة عن العنصرية والتعصب والصراع.
3. أهمية تبني الفكر الوسطي المعتدل باعتباره اللبنة الأساسية في الحضارة الإسلامية، التي كان لها الأثر الكبير في تقدم الإنسانية، في شتى المجالات المعرفية. ولأن إحياء هذا الفكر سوف يخدم حاضرالمسلمين ومستقبلهم، ويزيل الحواجز والعوائق المصطنعة التي تفصل بين المسلمين وغيرهم، وهي حواجز ظهرت وتراكمت بسبب السلوكيات المنحرفة لبعض التيارات الضالة، مما جعلها سداً منيعاً بين المسلمين وغيرهم.
4. ضرورة التركيز على ترسيخ المقدمات والمنطلقات الشعورية والعملية التي تساعد على بناء خطاب إسلامي حضاري منفتح بين المسلمين بشكل عام، وفي شرائح الشباب على وجه الخصوص. وذلك من خلال جهود المتخصصين في حقول التربية والتعليم والإعلام.
5. تأسيس برامج دراسية موجهة لخدمة البحث العلمي، حتى تلعب دوراً أساسياً في صياغة الفكر العلمي وبناء مناهج تعالج الإشكالات المعاصرة.
6. ضرورة معالجة المشاكل والمعوقات التي تواجه المسلمين ومؤسساتهم في أوروبا، ومن بينها التمييز العنصري والديني، والخلافات العرقية والتنظيمية والمذهبية للمسلمين في أوروبا، ووجود مجموعات وأفراد ممن يحملون توجهات وأفكار متشددة لأن من شأن هذا أن يقف أمام إسهام المسلمين وخاصة الجاليات الإسلامية في الحضارة الإنسانية.
7. الدعوة إلى اندماج الأقليات الإسلامية في الغرب بالمجتمعات التي يعيشون فيها، ليكونوا أحد المكونات الأساسية في تلك المجتمعات، وليقوموا بدور الشراكة الحضارية مع تلك المجتمعات، مع المحافظة على مرجعيتهم وهويتهم الإسلامية وخصائصهم الذاتية.
8. السعي لدى الحكومات العربية والإسلامية من أجل زيادة الجوائز المادية والمعنوية للباحثين والعلماء والمبدعين وذلك كجائزة جلالة الملك عبد الله الثاني للمبدعين في المملكة الأردنية الهاشمية، وجائزة سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الإمارات العربية المتحدة، بحيث تتبنى كل دولة جائزة تقديرية في مجال معين من المجالات العلمية.
9. زيادة موازنات البحث العلمي في الجامعات العربية والإسلامية، وفي الشركات والمصانع المنتشرة في العالم العربي والإسلامي، لأن هذا سيزيد من الإسهام العربي والإسلامي في الحضارة الإنسانية المعاصرة.
10. تبني المبدعين والمخترعين والعلماء والمفكرين في العالم العربي والإسلامي لتثبيت وجودهم على الأرض العربية والإسلامية مما يزيد من فرص الإستفادة من علومهم وتجاربهم.
11. الاشادة بتجربة انشاء اتحاد مجالس البحث العلمي العربية، الذي يتخذ من العاصمة السودانية الخرطوم مقراً له (لمؤسسة عربية رسمية) وبالدعم الذي تقدمه الحكومة السودانية له ومناشدة الدول العربية لمضاعفة دعمها للإتحاد حتى يتمكن من انفاد المهام الموكولة إليه، ويسهم في ترقية وتطوير البحث العلمي في العالم العربي.
12. نظراً لأن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم ونظراً لأنها وعاء الحضارة والفكر والثقافة ونظراً لأن النهضة الحضارية تتم في إطار ذلك الوعاء فإننا نوصي بتعريب التعليم الجامعي خلال فترة محدودة كي تستأنف اللغة العربية دورها الحضاري المرموق.
13. مطالبة الحكومات العربية والإسلامية بإشاعة أجواء الحرية والديمقراطية، التي ستفتح المجال أمام الإبداع في كل مجالات الحياة، وتفجر الطاقات الكامنة في العالم العربي والإسلامي.
14. ضرورة استنهاض الهمم من أجل إعادة توطين العقول العربية والإسلامية المهاجرة، وذلك عن طريق فتح أبواب المؤسسات والهيئات العلمية أبوابها لهذه العقول، والذي سيؤدي إلى مزيد من التقدم العلمي والتكنولوجي في العالم العربي والإسلامي.
15. دعوة الحكومات العربية والإسلامية إلى ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية في داخل الاوطان العربية لأنها تعد مقوماً أساسياً من مقومات النهوض الحضاري العربي.
16. ضرورة توجيه جزء من رأس المال العربي للبحوث العلمية وتشجيع العلماء والمخترعين، وإيجاد مراكز عربية وإسلامية لتنفيذ هذه المهمة.
17. مطالبة الحكومات الغربية والهيئات الدولية بأن تكون العدالة في العلاقات الدولية هي المعيار الأساسي في علاقات العالم الغربي مع العالم الإسلامي، لأن الظلم نتيجته تأجيج الصراع وتهديد الأمن الدولي.
18. حث الجامعات العربية والإسلامية على زيادة الاستثمار في البحوث العلمية والتكنولوجية، والتزام الجامعات بميثاق عمل مشترك تعمل على تحقيقه عبر خطة ومراحل محددة.
19. تعزيز منح الأقليات (المجموعات غير العريبة) في الوطن العربي حقوق مواطنة متساوية، وإفساح المجال لهم للقيام بدورهم في نهضة الأمة والدفاع عن مصالحها.
20. الدعوة إلى إيجاد مراكز في الجامعات العربية والإسلامية لدراسة علم الأجناس والشعوب وذلك للمساهمة في التواصل الحضاري مع الشعوب الأخرى، والاطلاع على قيمهم وعاداتهم.
21. تثمين دور الأخوة المسيحيين العرب في الدفاع عن قضايا الامة ومصالحها، وإفساح المجال لهم بحكم إيمانهم بحضارتهم العربية والإسلامية للقيام بهذا الدور، مما يعكس تسامح الأمة وسجلها في التعايش عبر القرون الماضية.
المصدر: جريدة الرأي + وكالات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.