المراة كيان كبير ومخلوق له مميزات عظيمة اوجدها الله فيه أو ميزها من غير بنى البشر،وان هذا الكيان لايقل عن الرجل في اداء كل المهام بل تتفوق عليه في العديد من المجالات،اللهم ان كانت في المهام الشاقة التي تعتمد على القوة الجسدية والعضلية، ولكن نحن العرب تقاضينا النظر عن هذا الكيان وكانما خلق لئن يكون تابع أو زيلي للرجل وذو مهام محدودة، منذ أن فجر استقلال العديد من الدول العربية والى يومنا هذا لم يتغير ذلك الروتين الذي تعمل به المراة وكانما خلقت لاداء الاعمال المنزلية والتربوية والمكتبية البسيطة وتلاشي وجودها داخل المجتمع وحتى في حال تقلدها للمناصب في أي حكومة من الحكومات العربية يكون دورها شكلي أو صوري وكل ذلك من اجل التغطية الاعلامية وخوفاً من تعالي صيحات من ينادوا بحقوق المراة في العالم، فالمراة في العالم العربي دورها منحسر وضيق رغم التأييد الضخم الذي تجده في الغرب وواشنطن ولكن ايضا لم تختلف الحكومات الحالية عن الشكليات والصورية والتمثيلي للمراة ووجودها السياسي في صفوفهم الامر الذي ادى الى قلة عددهم في جسم العالم العربي السياسي،لذا نحن كعرب مطالبين الى أن نعي أو نهتم بالدور الهام لهذا الكيان وان نعطيها حقها الكامل وان يكون لها تمثيل في اكثر من حقيبة في كل وزارة جديدة حكومية وان يكون صوتها مسموع عبر صفوف الدولة حتى تستطيع أن تثبت وجودها في كل الاعمال المنوطة اليها،وانني في تلك السطور السالفة الذكر لا ادعو الى مساوة المراة بالرجل وانما ادعو الى اعطاء المراة بسيط أو جزء من حقوقها الفعلية حتى تشعر بوجودها الفعلي داخل المجتمع التي هي جزء منه وليس التمثيل الشكلي أو الصوري لوجودها كما تفعل العديد من الحكومات العربية الحالية،لذا نجد أن السودان أخيراً بدات تسعى حثيثاً لتنفيذ فكرة انشاء مقاعد محدودة للمراة في وزارة الخارجية السودانية والرعاية الاجتماعية كما لا انسى ان اذكر علم من الاعلام هذه البلاد تقلدت منصب حساس،رغم تشكيك اعداء السودان في تلك المناصب الصورية المعطى لهن ولكن نقول من الاعماق أنه فخراً لنا كعرب ومسلمين في زمن سادت فيه اسماء ومسميات الغرب جميع مقاعد الاممالمتحدة،اما المراة في البحرين والكويت ومصر فقد خط خطوات كبيرة في التمثيل الوزاري يحسد عليها زميلاتها في الاقطار الاخرى،لذا يمكن ان نقول للعالم نحن في دول الخليج لسنا بمتخلفين عن ركب العالم الاخر واننا قادمون بلا شك0 اما حواء السودانية يجب ان نعطيها حقها في هذه السطور فهي امي وخالاتي واخواتي،فهن لايقلن اهمية عن حواء اللبنانية أو السعودية أو غيرهن،رغم ما اثير حول المراة السودانية من القباحة في الوجة(أي عدم الجمال) والمقصود به هو المظهر الخارجي كما لوح بذلك عدة مرات الفنان اللبناني راغب علامة واخيرا ما اثارته الصحافية سارة المنصوري في كتابها الاخيرة(بنات الخرطوم) والذي كتب على غرار كتاب(بنات الرياض)لاحدي الكاتبات السعوديات رغم ذلك وكله يظل جوهر المراة السودانية اغلى من الذهب وهذا ليس بحال كوني سوداني ولكن بسبب تعايشي داخل العديد من المجتمعات العربية الاخرى ابان اغترابي ودراستي بالخارج،رغم رياح التغيير في تلك الديار يظل المعدن ذهباً خالصاً دون تغيير. رغم التحولات في دولة السودان لم يحول المراة الى التيار أو عملية الاسترقاق الغربي فظلت حواء السودانية قوية بما تملك عزيزة بما فيها رغم تواجد العديد من الجنسيات داخل السودان فمظهرها الاقليمي او العاصمى سيان حتى لو لاحظتها عند تواجدها في ارض الغربة لم يحركها أي تغيير في جوهرها او مظهرها العام بل ظلت عنيده في حياتها تجابه الاهواء والرياح المختلفة،فالناظر الى العديد من الجنسيات العربية المتواجده في دول الخليج نجدها تتغير الى الاسوه تسعى نحو هدفها المادي بشتى السبل حتى لو خلعت رداء الاخلاق. تظل توداي وجواهر وبت السيل وحواء كامثلة محلية قائدات لموكب الحياة الزاخر بالعديد من التضحيات من اجل تكوين الاسرة حال كونهن متزوجات أو غير متزوجات حال كونهن يمثلن بنات الغد وهن يسجلن تواجد كبير داخل السودان وخارجه بالاضافة الى رغم ظروف الحياة المتجهمة بالعديد من التحديات وصعوبات الحياة تظل حواء السودانية صلبة وفولاذية . فالمظهر الخارجي للمراة العربية بصفة عامة مغري للغاية ومثير للشبة وماعدا حواء السودانية والتي ظلت ولا تزال بعيدة عن تلك الشبهات وهي ترسخ للعديد من القيم الاسلامية الفاضلة والجميلة النابعة من ادبيات الاسلام وسماحته،فهي العرين الذي يشمل الحياة والجمال الداخلي الفياض والحب والمودة والاخلاص بعيداً عن رتوش الحياة وزخارفها العديدة،وهذه الكلمات لم تاتي كمصدر اعجاب لحواء شقيقتي السودانية وانما جاء عن قناعتي التامة بافضليتها على الاخريات وهذه حسب تجربتي الطويلة في الاغتراب كما اسلفت الذكر . المراة السودانية رغم تاريخها الطويل عبر مسيرة الحياة من النضال والاحتراق على شمس الله الله اكبر،ولكن لا زالت تجابه الهفوات والقفوات والاهوية والغبار التي تحف عليها من عده جهات من عادات وتقاليد مستوردة على مجتمعنا،حتى اصبحت تعاني من الامراض والاوبئة هزيلة وكئيبة،حتى اصبح القاشي والماشي يتحدث عنها وما راغب علامة الا احد الباحثين عن واجه فنية اخرى تعيد له بريقه الذي غاب في ظل لغة الأجساد التي سادت الفن العربي الحالي،مع العلم ان حواء السودانية ولدت من رحم رجل افريقي مغوار كما انها ولدت كبيرة وعملاقة على كل اعين العديد من الرجال ولكن بشرتنا الافريقية لن ولم تغير في مبادئها شئنا أو أبينا ولم تلد من رحم ادوات تجميل الاميريكية او البرازيلية وعطور باريس أوظهر رجل كندي،إذا كانت المراة العربية الاخرى في مناطق الهلال الخصيب تستعيد رونقها وجمالها من شعرها المسترسل ومن بشرتها البيضاء،اما حواء السودانية فجمالها الابنوسي وحشمتها دليل عافية على حياتها ورفعتها،ولكن في الاواني الاخيرة ومع الضائقة الاقتصادية المتسارعة في الزيلية والممتدة على جميع انحاء السودان اصبح وضعها يرثى له ولكن عزانا الوحيد هو السياسات الحالية للدولة التي تعيش في مفترق الطريق والتي (تكون او لاتكون). د. احمد محمد عثمان ادريس [email protected]