لم يتوقع أحد من ركاب الرحلة (370) على متن طائرة الخطوط الجوية الماليزية بوينغ (777) أن صعودهم إلى الطائرة لن ينتهي بهبوط ولأكثر من ثمانية أيام. نعم إنه لغز اختفاء الطائرة الماليزية الذي حيّر خبراء الطيران في كل أنحاء العالم وجعل أكثر من (12) دولة تبحث عن الطائرة كما جعل الصين تفرغ أكثر من (8) أقمار صناعية للبحث عن إشارة لها. ولأن إشارات الرادار لم ترصد هبوطاً أو تلتقط تحطماً صارت فرضية أنها تعرضت لكارثة أو عطب غير موجودة كما أن فرضية تعرضها لعملية اختطاف على أيدي مجموعة إرهابية زالت أيضاً . لأنه وحتى اللحظة لم تتبنَّ أي مجموعة مسئولية الاختطاف ، كما لم يتقدم أي راكب بمطالب توضح أنه من قام بتغيير مسارها طلباً للجوء سياسي أو لدواع نفسية. وأفادت آخر الأخبار أن هناك اتجاها قويا يعزو اختطافها إلى مثلث الرعب في برمودا أو أن المخلوقات الفضائية هي من قامت باختطاف الرحلة. حيث أن هناك أكثر من (16) راكباً هواتفهم ما زالت ترن وبعضها يعطي إشارة مشغولة ومن ضمنها هاتف كابتن الطائرة. ومن متابعتي لأخبار الطائرة شدني حديث الخبراء عن المخلوقات الفضائية وقد كنت أعتقد في البدء أنها خرافات وخزعبلات أفلام هوليود. احترت لماذا لم تقم هذه المخلوقات الفضائية باختطاف زعمائنا وقادتنا في رحلاتهم الكثيرة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، خاصة وأنهم يكثرون من زيارة دول شرق آسيا بل أنهم يمتلكون عقارات هناك. وأذكر أني كنت في زيارة إلى دولة ماليزيا وأقمت فترة بالعاصمة كوالا لامبور وكان مرشدنا السياحي سودانيا وبينما كان يشرح لنا معالم ماليزيا وفي أحد الشوارع بالقرب من برج (التايم اسكوير) شاهدنا فندقاً جميلاً هو في حد ذاته تحفة معمارية فسألنا عنه فأخبرنا أنه ملك لأحد قياداتنا في السودان . فضحكنا كثيراً وشر البلية ما يضحك. المهم أنهم يسافرون ويسافرون ويسافرون ولم نسمع باختطافهم من قبل المخلوقات الفضائية أو احتجازهم في مثلث الرعب في برمودا. ولكن ماذا سيحدث لو اختطفتهم المخلوقات الفضائية ؟؟ إني أكاد أجزم أنهم سيشرعون في تجنيدها للحركة الإسلامية والحديث عن المشروع الحضاري والنهضة المستدامة والحكومة العريضة ويحدثونها عن الاستهداف الخارجي وفك الارتباط وإعلاء القيم ويقترحون عليها التمكين والتجنيب ومشروع الأسر المنتجة وتوطين العلاج بالداخل وكل ما حاولت تلك المخلوقات أن ترفع رأسها يبدأ الحديث عن مجانية التعليم والاستعداد المبكر للخريف وجذب المستثمرين ومشروع الجزيرة وبص الوالي والزواج الجماعي والسودان سلة غذاء العالم. بعد كده تبدأ المخلوقات الفضائية بالهتاف هي لله ... هي لله... سهير عبد الرحيم [email protected]