((نعم للدوري الممتاز)    رئيس مجلس السيادة يتلقى اتصالاً هاتفياً من أمير دولة قطر    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    الكشف عن سلامةكافة بيانات ومعلومات صندوق الإسكان    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    شاهد بالفيديو.. حسناء الإعلام السوداني إسراء سليمان تبهر المتابعين بإطلالة جديدة بعد عام من الغياب والجمهور يتغزل: (ملكة جمال الإعلام وقطعة سكر)    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية المتابعين.. الصحفي إبراهيم بقال يتجول رفقة بعض أفراد الدعم السريع داخل مكاتب الولاية وهو يحمل رتبة "فريق" وينصب نفسه والي لولاية الخرطوم    بنك الخرطوم يعدد مزايا التحديث الاخير    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تظهر في لقطات رومانسية مع زوجها "الخواجة" وتصف زواجها منه بالصدفة الجميلة: (أجمل صدفة وأروع منها تاني ما أظن القى)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تظهر في لقطات رومانسية مع زوجها "الخواجة" وتصف زواجها منه بالصدفة الجميلة: (أجمل صدفة وأروع منها تاني ما أظن القى)    مفاوضات الجنرالين كباشي – الحلو!    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه    محمد وداعة يكتب:    عالم «حافة الهاوية»    مستشفي الشرطة بدنقلا تحتفل باليوم العالمي للتمريض ونظافة الأيدي    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    تعرف علي أين رسم دافنشي «الموناليزا»    عقار يلتقي وفد مبادرة أبناء البجا بالخدمة المدنية    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    كوكو يوقع رسمياً للمريخ    برقو لماذا لايعود مديراً للمنتخبات؟؟    السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    باريس يسقط بثلاثية في ليلة وداع مبابي وحفل التتويج    جماهير الريال تحتفل باللقب ال 36    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    نتنياهو مستمر فى رفح .. إلا إذا...!    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    السيسي: لدينا خطة كبيرة لتطوير مساجد آل البيت    ترامب شبه المهاجرين بثعبان    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا سرب جهاز الامن الوثيقة السرية وهل هى حقيقية؟
نشر في السودان اليوم يوم 11 - 10 - 2014


لماذا سرب جهاز الامن الوثيقة السرية؟
في الفترة الماضية قام الخبير الامريكى ايريك ريفز بنشر محضر لوقائع اجتماع اللجنة الامنية والعسكرية بالخرطوم يوم 31 اغسطس 2014 ثم تبعه الاستاذ فتحى الضو لاحقا وقام بنشر كل الوثيقة و التى تجدونها هنا
http://www.alrakoba.net/download-1411986180942-2.pdf
ولقد اجتهد ريفز في التحقق من ان الوثيقة اصلية او مزورة و قد توصل لقناعة انها وثيقة حقيقية الشئ الذى اوافقه عليه لحد واختلف معه فيه ايضا. خاض الكثيرون في نقاشات كثيرة حول اهمية هذه الوثيقة وذلك لانها تلقى الضوء على كيفية ادارة عصابة البشير لامور الدولة. اولا قناعاتى هى ان الوثيقة من فبركة جهاز الامن السودانى و هى ليست محضر اجتماعات حقيقى و لكن محاكاة قصد من تسريبها ايصال العديد من الرسائل. الشئ المهم بهذه الوثيقة ه الهيكل الذى بنيت عليه حيث يوضح الخلفية العسكرية و الامنية الضيقة التى تدير شئون البلاد والعباد بدلا عن الخبراء والمفكرين الاسترتيجين. في هذا المقال ساحاول ان اجيب على مجموعة من الاسئلة تلقى الضوء على حقيقة الوثيقة والقصد من وراء تسريبها و هى:
1- هل الوثيقة هى لاجتماع حقيقى ام مفبرك؟
2- لماذا سرب جهاز الامن هذه الوثيقة؟
3- لماذا اختار هذا التوقيت لتسريبها؟
4- لماذا سرب الوثيقة للخبير الامريكى و ليس لاى طرف داخلى؟
وساقدم اجابات لهذه الاسئلة بنفس ترتيبها فيما يلى:
1-هل الوثيقة هى لاجتماع حقيقى ام مفبرك؟
اولا :هناك العديد من الاشياء التى تدعو للشك حول هل الوثيقة هى لاجتماع حدث فعلا ام مجرد فبركة قامت بها حكومة البشير. بالنظر للوثيقة نجد ان عدد حضور الاجتماع هو 12عضو و افاداتهم تأتى بعدد 25صفحة (الصفحة الاولى للعنوان والاخيرة للتوصيات) فاذا نظرنا لعدد السطور المنقولة عن كل عضو فنجدها مكتوبة بعدد قليل من الاسطر و لو تحولت لكلام لما احتاج اى فرد منهم لاكثر من دقائق معدودة لنطقها الشئ الذى يطعن في تجمع مثل هذا العدد من افراد العصابة لسرد بضع جمل بزمن وجيز وينسف الحوجة لاى نوع من الاجتماعات من الاساس. ايضا من المعروف عن كوادر الجبهة الاسلامية حبهم للكلام الكثير و الثرثرة و خلت الوقائع من اى استفسار او سؤال و جاءت باسلوب التداعى الحر الشئ الذى يتيح للمتحدث قول الكثير وهو الشئ الذى لم يحدث.
ثانيا: ترتيب المتحدثين كان عشوائيا اى لم يراعى ترتيب و مكانة المتحدثين اذا كان على مستوى الدولة او حسب الاقدمية العسكرية و الرتب الاعلى. حيث جاء حديث عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع و بكرى حسن صالح في النهاية و بعد كل المتحدثين حيث يفترض ان بكرى هو من افتتح الاجتماع و على حسب موقعه كنائب للرئيس و رتبته العسكرية ان يكون من اوائل المتحدثين و ينطبق نفس الامر على عبدالرحيم.
ثالثا: وقائع المحضر تعكس ان ما دار كان اقرب للتنوير منه لاجتماع حيث خلا من النقاشات و الاستفسارات والاسئلة وطلب التوضيح و اختلاف الاراء بين الاعضاء. لكن في نفس الوقت نجد مثلا ان فريق صلاح الطيب بصفحة 4 ابتدى مداخلته ب (اومن على ما ذكره الاخ مصطفى-في اشارة لحديث مصطفى عثمان اسماعيل الذى سبقه بالحديث) و هو شئ غريب يوضح ان هناك نقاشات واتفاقات ومعارضات وتامين لم يظهر بالوثيقة ويشير الى خلل اخر بالوثيقة.
رابعا: بغياب المواضيع المطروحة للنقاش والاختلاف والاتفاق بين الاعضاء فكان يجب ان يكون موضوع الاجتماع نوع من انواع التنوير واذا كان كذلك فكان يجب ان يكون كل متحدث مسئول عن موضوع معين او مسالة معينة كل على حسب تخصصه او التكليف المناط به. لكن نجد ان الجميع يخوضون في كل المواضيع. فتم تناول موضوع ايران بواسطة اكثر من متحدث و التهديد بقتل المتظاهرين و غيرها من المواضيع بواسطة اكثر من عضو وهو شئ غريب ايضا اذ ينسف فرضية ان ما تم هو نوع من التنوير او التنويرات ان صح الجمع.
خامسا: اشتملت الصفحة الاخيرة على توصيات. والمعروف ان التوصيات يتم التوصل اليها بعد مناقشة المواضيع بالتفصيل لكن الوثيقة لم توضح على اى اساس تم الاتفاق على التوصيات حيث لم يات ذكر اى نوع من انواع النقاش و الاخذ والرد. هنالك اجزاء مبتسرة او مفقودة من النص عن قصد او ان الوثيقة هى فبركة سئية السبك لاجتماع حدث. من الواضح جدا ان الوثيقة تفتقد للتسلسل المنطقى والموضوعى للاجتماعات مما بطعن بصحتها بصورة كبيرة جدا.
2-لماذا سرب جهاز الامن هذه الوثيقة؟
الوثيقة تحتوى على عدد كبير جدا من الرسائل لاطراف عديدة بالداخل وبالخارج يحتاج جهاز الامن لايصالها بصورة ما لذوى الشان. وهى تحتوى على تهديدات ومحاولات لخلق الفتن والبلبلة و زرع الوساوس والشكوك بين معارضى النظام بالداخل بينما تحتوى على تهديدات و تلميح بمساومات لحكومات مصر والسعودية والامارات وامريكا بصورة صبيانية واقرب للتهريج. في الماضى كان نافع على نافع وبعض من الطغمة الفاسدة يقومون بنفث سمومهم و تهديداتهم للمعارضة والشعب السودانى على الهواء الطلق وبعد رحيله حاول غندور وسامية محمد احمد القيام بهذا الدور ولكنهما فشلا لحد كبير. ايضا معرفة جهاز الامن لفقدان كل المسئولين الحكوميين للمصداقية والتعامل معهم بريبة وشك من قبل الاخرين يجعل من الواجب عليهم ايجاد وسيلة اخرى تجعل الاخرين يصدقونها لايصال رسائلهم. تعطى الوثيقة الانطباع بان المعلومات قد خرجت غصبا عن الحكومة لذا هى صحيحة وعلى المتلقى الثقة المطلقة بها و عدم التشكيك بها لانهم لم يرغبوا بطرح المعلومات السرية لكن هناك من قام بذلك دون موافقتهم. بالاضافة لذلك فان حديث اى مسئول عن اطلاق النار على المتظاهرين بصورة علنية او تجويع سكان النيل الازرق او جنوب كردفان سيعرضه لمشاكل لا حصر لها ولمشاكل قانونية كبيرة على المستوى الدولى لذا كان اسلوب الوثيقة المسربة هو الافضل لذلك و ذلك لوجود مساحة لنفى ما ورد فيها او التشكيك بصحة الوثيقة. تسريب الوثيقة ايضا يعزز من وهم الانشقاقات داخل الحكومة مما يدعو المناضلين للتراخى بانتظار ان تسقط عصابة البشير بعوامل الصراع الداخلى.
بالقاء نظرة على المواضيع المفخخة التى ارادت الحكومة ايصالها لمختلف الاطراف نجدها كالتالى:
اولا: اهم التهديدات التى تم ادارجها بالوثيقة هو التهديد الموجه للشارع السودانى و ذلك لتخويفه من الخروج بمظاهرات و قد ورد التهديد بمواجهة المظاهرات بالرصاص الحى على اكثر من لسان اهمهم عبدالرحيم محمد حسين و مصطفى عثمان اسماعيل. فمن جهة تم استخدام الوثيقة المفبركة لايصال التهديد و من جهة اخرى يمكن التملص من الوثيقة مستقبلا و وصمها بانها مزورة متى ما تطلب الامر التهرب من ذلك التهديد.
ثانيا: التهديد الثانى هو ان الحكومة ستعمل على تجويع قوات الجبهة الثورية و ذلك باستهداف المحاصيل التى تمت زراعتها بفصل الخريف و الوثيقة هى الانسب لنقل هذا التهديد اذ انه سيضع اى مسئول يقول بذلك تحت مقصلة العدالة الدولية و لكن لا باس ان يرد على لسان عماد عدوى بوثيقة مشكوك بها.
ثالثا: عمدت الوثيقة لفت عضد المعارضة و ذلك بالتركيز على ان جهاز الامن قد قام باختراق كل الاحزاب وقوى التجمع بالداخل والخارج. حيث كشفت الوثيقة عن اختراقها لكل احزاب المعارضة و التجمع الوطنى و قد تم ذكر ارقام و نسب فيما يختص بذلك و لكن عندما اراد مؤلفوها ايراد اسماء في افادات اعضاء اللجنة لم يذكروا من الغواصات المزروعة غير صديق الامين بحزب الامة و الرجل متهم منذ مدة طويلة من قبل العديد من اعضاء الحزب بانه غواصة ثم تم ذكر اقطاب الاتحادى الديمقراطى والذين هم اصلا من حلفاء الحكومة. الوثيقة لم تذكر اى اسم جديد يضاف لغواصات الامن بالمعارضة وذلك لان الغرض هو خلق مزيد من البلبلة و زرع الشكوك و الفتن داخل الاحزاب و العمل على تشتيت صفوف المعارضة و نسف اى فرص لتوحدها وبنفس الوقت التغطية على الغواصات الموجودة بصفوف المعارضة. الوثيقة وبحرص شديد تجتهد عن قصد في عدم كشف اى معلومة جديدة و انما تعيد اجترار معلومات معروفة سلفا للجميع.
رابعا:قدمت الوثيقة شرح فطير لاستراتيجية الاجهزة الامنية لاختراق المعارضة و ذلك باحتجاز احد افراد الامن ثم عمل حملة للمطالبة بالافراج عنه و ذلك قبل تسفيره للخارج للقيام بدور الغواصة او الحاقه بمعارضة الداخل. و هذه محاولة فاضحة لزرع الشكوك و الظنون بين الجميع بالمعسكر الاخر و هو اتهام يمكن ان يقع تحت مظلته عشرات النشطاء بالداخل والخارج.لايمكن باى حال من الاحوال لاجتماع يضم كبار القادة الامنيين من ذوى الوزن الثقيل والخبراء بمثل هذا النوع من الخباثة ان يقدم مثل هذا الشرح الفطير الا اذا كان المستهدف بهذا الشرح هم اشخاص اخرين مثل المعارضة.
خامسا:اعتبرت الاوساط السياسية ان اتفاق باريس بين الجبهة الثورية والصادق المهدى هو علامة فارقة في تاريخ العمل المعارض لذا اجتهدت الوثيقة بزرع الياس بنفوس المهتمين والايحاء بان الاتفاق مصيره المحتوم هو الفشل و ذلك بان الحكومة تعمل على اقناع الصادق بالعودة عن طريق ابنائه المتحالفين معها وايضا بالجديث عن ان الصادق سيزهج عما قريب و سينفض يده عن الاتفاق ...الخ. ثم هناك الاشارات المختلفة لحالة الضعف التى تمر بها الجبهة الثورية و الهزائم التى تعرضت لها الشئ الذى اضطرها للتوقيع مع الصادق ....الخ من الدعاية الحكومية الرخيصة والتى تهدف الى تحقيق مكاسب نفسية و تهز ثقة المعارضيين بجدوى مثل هذه الاتفاقات.
سادسا: هنالك العديد من الرسائل بخصوص قوات الجنجويد التى تحاول ان تضفى على هذه القوات شئيا من الايجابية فهناك التلميحات والايحاءات بان ابناء القبائل من مناطق النزاع ينضمون لها باعداد كبيرة وانها تحقق انتصارات كبيرة على الارض بالاضافة لتفصيل الاغراءات المادية لمن يريد الالتحاق بها...الخ و هو ما يناقض الواقع و هو ما يندرج تحت الحرب النفسية ضد قوات الجبهة الثورية و معارضى النظام بايهامهم ان قوات الدعم السريع تنمو باضطراد وتحقق الكثير من المكاسب وان ابناء القبائل التى تحارب الان سينضمون للحكومة لانها تدفع اكثر و سيحاربون اهلهم وعلى بقية المقاتلين انتهاز الفرصة واللحاق بمولد المرتبات المليونية للجنود والضباط.
سابعا: الجهاز يريد تئيس المؤيدين له داخل المؤتمر الوطنى و المعارضين من خارجه من ان يفضى الحوار لشئ و هو نفس محتوى خطاب نافع على نافع بخصوص انهم لم يسمحوا بفكفكة النظام وعرضه على العلمانيين بقاعة الصداقة.
ثامنا: الوثيقة تزعم بان الحكومة دفعت للترابى مبلغ 3 مليار للمشاركة بالحوار و الانتخابات بينما تشير مصادر من داخل المؤتمر الشعبى بان المبلغ هو 5 مليارات فكيف تتناقض معلومات اللجنة الامنية مع واقع ما دفع للترابى. هذه الرسالة المقصود منها حرق الترابى وسط انصاره القلائل اذ يعتبر كرتا محروقا بالنسبة للحكومة منذ العام 2000 م بعد المفاصلة و بذات الوقت ترضية للاخوان المسلمين القطريين الذين يريدون ارجاع الرجل لزعامة التنظيم وذلك بايهامهم انه جزء اصيل من حوار يجرى بالداخل.
تاسعا: التشكيك في نزاهة لجنة الانتخابات و دعم اتهامات المعارضة بعمالة لجان الاصم و من ثم خلق بلبلة كبيرة وسط الاحزاب المعارضة فيما يختص باتخاذ قرار خوضها الانتخابات او عدمه و ذلك لان دخول الاحزاب الكبيرة سيأزم وضع المؤتمر الوطنى ويصعب مهمة التزوير عليه وهو الذى يريد ان يلعب اللعبة وحده من دون اى منافسة و بهدوء شديد فاعطاء اشارات متناقضة للمعارضيين يهدف لشل قدراتهم على اتخاذ القرار الصحيح بالوقت المناسب. و الاتهامات بعدم نزاهة اللجنة لا جديد فيها اى ان الوثيقة تجتهد عن قصد في عدم كشف اى معلومة جديدة و انما تعيد اجترار معلومات معروفة سلفا للجميع.
عاشرا: التشكيك بنزاهة الوسطاء الدوليون و على راسهم ثابو امبيكى و هو مقصود لتخويف المعارضة من اللجوء لاطراف دولية لحل الصراعات و لتفويت الفرصة على المجتمع الدولى لاتهام الحكومة بانها لا تبحث عن وقف للحرب والقاء التهمة على الطرف الاخر الذى لا يريد التفاوض وذلك لخوفه من عمالة الوسطاء و ايضا المعلومة لا تقدم جديدا اذا انها تجتر اتهامات قديمة للوسطاء بانهم يستلمون رشاوى من الحكومة و نذكر بهذا الصدد المرتبات الدولارية التى كان يستلمها قائد القوات الدولية بدارفور جبريل باسولى وغيره من جهاز الامن.
بالنسبة للخارج هناك اربع رسائل الاولى لمصر والاخرى للسعودية و الامارات والثالثة لجنوب السودان والاخيرة للولايات المتحدة الامريكية.
الاولى: ركزت الوثيقة على تذكير مصر بتعاون السودان اللصيق مع اثيوبيا و تم ذكر سد النهضة والاعمال العسكرية المشتركة ثم تم الاشارة لنجاح الحكومة في دعم الاخوان المسلمين بليبيا باشارة لامكانية استخدامهم لاثارة البلبلة بمصر و باشارة واضحة لقدرة الخرطوم على دعم الاخوان المصريين عسكريا لزعزعة استقرار مصر. وبالمقابل تلمح الوثيقة لان المطلوب من مصر هو قفل مكاتب الحركات المسلحة و ملاحقة المعارضين السودانيين باراضيها.
الثانية: ما يختص بالسعودية هو التلويح بالخطر الايرانى على سواحل المملكة الغربية و امكانية اشتراك السودان بمحاولات اثارة الغلاغل باراضيها و تلمح بان السودان ما لم يجد البديل عن ايران فهو لن يتخلى عنها و ذلك كعرض للسعودية لزيادة دعمها لهم و ايقاف العقوبات التى تتالى من قبلها تجاه نظام البشير.
الثالثة: تهديد جنوب السودان بامكانية دعم النظام لرياك مشار في صراعه ضد حكومة جوبا و بنفس الوقت لتمح للمطلوب وهو ايقاف دعم الحركات المسلحة بالشمال.
الاخيرة: تذكير الولايات المتحدة بالمعلومات الهائلة والعلاقات الجيدة التى تملكها الطغمة البائدة مع الجماعات الاسلامية من العراق الى المغرب الشئ الذى يجعل الخرطوم حليفا جيدا يجب على واشنطون كسبه وذلك لدعم حربها على الارهاب وبنفس الوقت تذكير الولايات المتحدة بانهم على استعداد للتعاون ومدها بالمعلومات عن الجماعات الاسلامية المختلفة مقابل ان تنفذ وتشنطون التزامتها السابقة.
بالنظر للرسائل المبطنة بالتقرير نجد انها وفى الايام الخوالى كانت لا تحتاج لاكثر من خطبة عصماء لنافع على نافع لتهديد الداخل و يونس محمود لنقل التهديدات للخارج وخاصة مصر والسعودية لكن تطورات الاحداث اضطرت جهاز الامن للبحث عن وسيلة اخرى لايصال هذه الرسائل الملغومة.
3- لماذا اختار جهاز الامن هذا التوقيت لتسريبها؟
خرجت الوثيقة للعلن اول سبتمبر و قد تم اختيار هذا التوقيت لايقاف المد الثورى الذى سيعم الشارع عند مرور ذكرى شهداء سبتمبر 2013 وقد كانت هناك العديد من الارهاصات التى تشير الى تصاعد وتيرة التظاهرات بتلك الفترة الشئ الذى جعل السفارة الامريكية تقوم بتحذير رعاياها من اندلاع تظاهرات بذلك الشهر لذا جاءت الوثيقة لايصال التهديد للنشطاء والشارع السودانى بان الحكومة على استعداد لسفك مزيد من الدماء اذ قرروا الخروج للتظاهر.
الوثيقة خرجت للعلن قبل زيارة البشير للسعودية و هى تمهيد وتهديد للرياض لزيادة دعمها للخرطوم مقابل تنازلها عن تحالفها مع ايران. تفيد الاخبار الواردة من الرياض ان الاخيرة مصرة على قطع السودان لعلاقاته مع ايران قبل الدخول باى نوع من التفاوض حول رفع العقوبات الشئ الذى يوضح العقلية الصبيانية التى تدير بها الاجهزة الامنية الملفات الحساسة و المصيرية مثل العلاقات مع السعودية وايران.
توقيت نشر الوثيقة يسبق زيارة مزمعة للبشير لمصر هذ الشهرو هى تحتوى على رسائل يظن مؤلفوها بانها ستدعم موقف الخرطوم التفاوضى مع القاهرة وتدفعها لتقديم تنازلات.
4- لماذا سرب الجهاز الوثيقة للخبير الامريكى و ليس لاى طرف داخلى؟
تم تسريب الوثيقة للناشط الامريكى والمهتم بشئون السودان اريك ريفز و ذلك لانه سيخدم بذلك عدة اغراض. اولا سرعة وصول الوثيقة وما تجويه من رسائل لصانع القرار الامريكى و من ثم لحلفائه بالمنطقة العربية. ايضا اعطاء الوثيقة اكبر قدر من المصداقية استنادا على احترافية ريفز وشهرته بالاوساط المهتمة بقضايا السياسة السودانية. كان من الممكن ان يتم نشر الوثيقة بالخرطوم و لكن لان الرقابة القبلية للامن تحتم قص مثل هذه المواد من الصحف و تجريم ناشريها فمن غير المفيد تسريبها داخل السودان لانها ستختفى قبل ان تنشر. ايضا اذا تم تسريب الوثيقة لمواقع الانترنت المعارضة السودانية فانه من الممكن ان تحتاج لوقت طويل جدا للانتشار حتى تصل للخارج و لعواصم مثل واشنطون والقاهرة الشئ الذى يجعلها غير مفيدة لمواقف الخرطوم التفاوضية في القريب العاجل. لكل هذه الاسباب تم ايصال الوثيقة لريفز والذى لم يتوان بنشرها ولفت الانظار لها بزمن قياسى و هو ما اراده مؤلفوها ان تحدث اكبر ضجة باسرع وقت.
الخلاصة:
الوثيقة صادرة عن جهاز الامن السودانى لكنها مفبركة بصورة فطيرة و ضعيفة و لاتقدم اى معلومة مهمة و هى تعيد تكرار معلومات معروفة للجميع منذ زمن بعيد و لا يقصد من ورائها غير تمرير رسائل و كشف بعض كروت اللعب التى تمتلكها العصابة والتى يجب على المجتمع المحلى او الدولى مراعاتها والتعامل مع العصابة على اساس هذه الكروت و في نفس الوقت تعطى فرصة للتملص مما ورد فيها متى ما احست العصابة البائدة بان ما فيها سيوردها موارد التهلكة. الوثيقة تشير للعقليات الصبيانية اتى تتعامل بها الاجهزة الامنية مع ملفات شائكة و في غاية التعقيد وهى نفس الاسترتيجيات والمناورات التى اوصلت عصابة البشير لهذه العزلة الدولية الخانقة التى يعيشها.
على نورالدين
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.