Facebook.com/tharwat.gasim [email protected] مقدمة . هل تصدق ، يا هذا ، إن السيد بليز كومباورى ، رئيس جمهورية بوركينا فاسو ، قد تمت الإطاحة به من السلطة في إنتفاضة شعبية كاسحة يو الخميس 30 اكتوبر 2014 لمجرد إنه فكر ( مجرد تفكير ) في تعديل الدستور ليتمكن من المشاركة في الإنتخابات الرئاسية في العام القادم 2015 ، للمرة الخامسة ؟ في المقابل ، وفي السودان ، لم يحتاج الرئيس البشير لتعديل الدستور لخوض الإنتخابات الرئاسية ، للمرة الخامسة ايضاً ، في العام المقبل 2015 ؟ تجاهل الرئيس البشير والمؤتمر الوطني الشرعية الدستورية ، وركزوا على الشرعية العسكرية وعلى الشرعية الثورية الأنقاذية حصرياً ، في قرارهم ترشيح الرئيس البشير لجولة إنتخابية رئاسية خامسة في ابريل 2015 . هذا هو الفرق بين الرئيسين ، وبين النظامين ، وبين البلدين ، وبين الشعبين ؟ في ورشة عمل تم عقدها تحت قيادته في إطار نادي*مدريد*في البحر الميت في*الأردن*في عام 2008 ، تنبأ السيد الإمام * بالربيع العربي وبالربيع الأفريقي جنوب الصحراء ، لأن الأوضاع وقتها في البلاد العربية وفي البلاد الأفريقية تصرخ مطالبة بإنتفاضات شعبية لتغيير الأنظمة المستبدة والفاسدة . في يوم الجمعة 17 ديسمبر 2010 ، قام الشاب طارق الطيب محمد البوعزيزي ( 26 سنة ) بإضرام النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية في مدينة سيدي بو زيد لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه ! فجر البوعزيزي ثورات الربيع العربي في نفس الوقت الذي فجر فيه نفسه ، وتماماً كما تنبأ السيد الإمام في عام 2008 . وفي يوم الخميس 30 اكتوبر 2014 ، دشن الشعب في بوركينا فاسو ثورات الربيع الأفريقي ، بتفجيره إنتفاضة شعبية في بوركينا فاسو جنوب الصحراء ، تماماً كما تنبأ السيد الإمام في عام 2008 . صدقت نبؤات السيد الإمام في عام 2011 في مصر وفي ليبيا شمال الصحراء ، وصدقت في عام 2014 في بوركينا فاسو جنوب الصحراء ! وتترى حبات مسبحة الربيع الافريقي ! 2 - رسالة السيد الإمام ؟ في يوم الثلاثاء 21 اكتوبر 2014 ، وفي ذكرى اليوبيل الذهبي لثورة اكتوبر الخضراء ، وفي حركة وطنية إستباقية بيومين لإجتماعات حزب المؤتمر الوطني ( المكتب القيادي ومجلس الشورى والمؤتمر العام ... أيام الخميس والجمعة والسبت 23 و24 و25 اكتوبر 2014 ) ؛ وجه السيد الإمام رسالة مفتوحة إلى قادة وعضوية المؤتمر الوطني . في رسالته الوطنية ، دعا السيد الإمام قادة المؤتمر الوطني أحترام دستور السودان ، ودستور حزب المؤتمر الوطني ، ودستور الحركة الإسلامية ، وعدم خرق هذه الدساتير الثلاثة ، بترشيح الرئيس البشير لفترة رئاسية خامسة . 3- يوم الخميس ويوم الخميس ؟ في يوم الخميس 23 اكتوبر 2014 ، بدأت إجتماعات حزب المؤتمر الوطني في الخرطوم ، والتي إنتهت يوم السبت 25 اكتوبر بترشيح الرئيس البشير لدورة رئاسية خامسة ، في خرق واضح وصريح للدساتير الثلاثة المذكورة أعلاه ، وفي عدم قبول لتحذير السيد الإمام ! هذا ما حدث في الخرطوم ، وقبله الشعب السوداني ، راضياً أو مُكرهاً ، دون أن يقول أحد ( بغم ) ! دعنا نرى ماذا حدث في يوم خميس آخر ، ولكنه جد ملتهب ، في جمهورية بوركينا فاسو في غرب افريقيا ؟ في يوم الخميس 30 اكتوبر ، حاول الرئيس بليز كومباورى ، رئيس جمهورية بوركينا فاسو ، تعديل دستور بلاده ، لكي يتمكن من الترشح لدورة رئاسية خامسة في عام 2015 ، تماماً كما شقيقه الرئيس البشير . هل لاحظت ، يا هذا ، الفرق بين ترشيح الرئيس البشير في الخرطوم لدورة رئاسية خامسة وترشيح الريس بليز في واقا دو قو لدورة رئاسية خامسة ؟ الفرق إن الرئيس بليز يحترم الدستور ، ويسعى ( لتعديله ) حتى يتمكن من خوض الإنتخابات الرئاسية في عام 2015 ، بينما الرئيس البشير وصحبه الكرام في المؤتمر الوطني يتجاهلون الدستور ... دستور السودان ، ودستور المؤتمر الوطني ، ودستور الحركة الإسلامية ، ويرشحون الرئيس البشير لدورة رئاسية خامسة في ابريل 2015 ، متجاهلين كذلك تحذير السيد الإمام لهم في رسالته . في يوم الخميس 30 اكتوبر ، إشتعلت المظاهرات في عموم بوركينا فاسو محتجة على مجرد ( تفكير ) الرئيس بليز تعديل الدستور ، ليتمكن من الترشح لدورة خامسة عام 2015 . حرقت الجماهير مبني البرلمان ، وبعض المقار الحكومية ، وإختلط الحابل بالنابل . كما حرقت الجماهير منزل الوسيط المشترك السابق لدارفور جبريل باسولى في واقا دو قو ، كما سوف نوضح أدناه . خاطب الرئيس بليز الجماهير الغاضبة مؤكداً إنه قد فهمها ( هل تتذكر زين العابدين بن علي الذي قال نفس الكلمات قبل أن يهرب إلى جدة ؟ ) ، وإنه لن يعدل الدستور ، ولن يترشح لدورة رئاسية خامسة في عام 2015 . ولكن شمت الجماهير دم الرئيس بليز الذي طال وإستطال في السلطة ( 27 سنة ) ، وطالبت برحيله الفوري . قابل قادة الجيش الرئيس بليز وقالوا له : Game Over . إستقل الرئيس السابق بليز عربة مصفحة وهرب من العاصمة واقا دو قو جنوباً نحو الحدود مع غانا . قبضت قوات الجيش على الرئيس الهارب ، وحجزته في مكان سري كما صرح بذلك العقيد اسحق زيدا ، الرجل الثاني في الحرس الجمهوري ، والذي صار رجل بوركينا فاسو القوي ، حتى إشعار آخر . هذا ما كان في واقا دو قو عندما ( فكر؟ ) الرئيس بليز في تعديل الدستور . أما في الخرطوم فعادي بالزبادي . لم يفكر الرئيس البشير حتي في تعديل الدستور ؛ فالرئيس البشير يملك الشرعية العسكريه وهي تلغي وتتجاوز الشرعية الدستورية . والما عاجبو يمشي يشرب من بحر أبيض . لم يقل أحد بغم في الخرطوم ، بل ذهبوا وشربوا من بحر ابيض كما أمرهم الرئيس البشير ، ومعهم السيد محمد عثمان الميرغني ، الذي أكد في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط ( نفس يوم الخميس 30 اكتوبر ) ، إن حزبه سوف يشارك في الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية في ابريل 2015 ، حسب متلازمة ( كشكش تسلم ) ! والآن دعنا نحدثك شيئاً عن الوسيط جبريل باسولي ، الذي ربما تكون قد نسيته ؟ 4 - الوسيط جبريل باسولي ؟ ربما لا تكون تعرف الكثير عن جمهورية بوركينا فاسو في غرب افريقيا ، التي كان اسمها فولتا العليا ، وتم تغيير إسمها عند إستقلالها من فرنسا عام 1960 إلى بوركينا فاسو ، او كما تترجمها المبدعة ( بلد الرجال الذين لا يعرفون اللولوة ) ! وهي دولة لا حدود بحرية لها ، وتحدها من الشمال دولتا النيجرومالي ، ومن الغرب دولتا مالي وساحل العاج ، ومن الجنوب دولتا غانا وتوقو ، ومن الشرق دولتا النيجر وبنين ؛ وهي من أفقر الدول في افريقيا . وربما تكون سمعت ببوركينا فاسو لاول مرة عبر الوسيط جبريل باسولي ؟ هل تذكره ؟ دعني أذكرك لتتضح لك الصورة أكثر . في يوم السبت 28 يونيو 2008 ، ومن شرم الشيخ ، تم تعيين وزير خارجية بوركينا فاسو السيد جبريل باسولي مبعوثاً خاصاً مشتركاً للإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في السودان ، مكلفا بالإشراف على البحث عن حلول عسكرية وسياسية للأزمة في دارفور . خلف السيد باسولي المبعوث الخاص للإتحاد الإفريقي سالم أحمد سالم والمبعوث الخاص للأمم المتحدة يان إلياسون اللذين كانا قد أشرفا على البحث عن حلول عسكرية وسياسية في دارفور . في يوم الاثنين 18 يوليو 2011 ، إنتهت مهمة الوسيط المشترك السيد باسولي عقب التوقيع على اتفاق سلام دارفور ( الدوحة – يوليو 2011 ) ، وتولى مهام الاشراف على انفاذ الإتفاقية رئيس بعثة حفظ السلام فى السودان (يوناميد) ابراهيم قمباري. نواصل في حلقة قادمة إستعراض تطورات الربيع الأفريقي ...