نيروبي/الأممالمتحدة (رويترز) - تأجلت محادثات السلام في جنوب السودان مرة أخرى يوم الثلاثاء فيما تكافح قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لحماية نحو 22 ألف مدني في قاعدة في بلدة بانتيو حيث جثث القتلى تصطف في الشوارع المتربة بعد مذبحة عرقية أثناء استيلاء المتمردين على البلدة النفطية. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك للصحفيين في نيويورك إن قاعدة الأممالمتحدة التي يقوم بحراستها 500 من أفراد قوات حفظ السلام تعرضت لإطلاق صواريخ وتزايد عدد المدنيين الباحثين عن ملاذ هناك إلى أربعة أمثال بدءا من أبريل نيسان. واتهمت الأممالمتحدة مقاتلي المتمردين بملاحقة رجال ونساء وأطفال لاذوا بمستشفى ومسجد وكنيسة في عاصمة ولاية الوحدة المنتجة للنفط وقتلهم على أساس انتمائهم العرقي. وقالت مسؤولة بالأممالمتحدة إنها رأت عشرات من الجثث المتعفنة ملقاة في شوارع بانتيو المتربة. وقالت أماندا ويلر مسؤولة الإعلام في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "رأينا في السوق أكواما كبيرة من الجثث.. عشرات وعشرات الجثث كومت فوق بعضها." وأضافت أن من بين القتلى نساء. ونفى المتحدث باسم المتمردين لول رواي كوانج مسؤولية المتمردين عن القتل وقال إن اتهامات الأممالمتحدة بلا أساس متهما القوات الحكومية بارتكاب أعمال قتل. واتهم أيضا بعثة المنظمة الدولية في جنوب السودان بترويج "دعاية رخيصة" لكسب ود رئيس جنوب السودان سلفا كير. وقال في بيان أرسل عن طريق البريد الإلكتروني "ارتكبت القوات الحكومية وحلفاؤها هذه الجرائم المشينة عند انسحابها." وأضاف "هذه مزاعم سخيفة اختلقها أعداء الحرب (التي تخوضها) المقاومة لأجل إصلاحات ديمقراطية." وفر أكثر من مليون من بيوتهم منذ اندلاع القتال في جنوب السودان في ديسمبر كانون الأول. وقتل آلاف الأشخاص ولاذ عشرات الآلاف بقواعد الأممالمتحدة في أنحاء البلاد بعد أن امتدت أعمال العنف التي أخذت بعدا عرقيا. وأدى القتال إلى تفاقم التوترات العرقية بين قبيلة الدنكا التي ينتمي لها كير وقبيلة النوير التي ينتمي لها نائب الرئيس المقال ريك مشار. وفشلت المفاوضات بين حكومة كير والمتمردين الموالين لمشار في إحراز أي تقدم منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 23 يناير كانون الثاني الذي لم يتماسك على الاطلاق. وقال وزير الإعلام مايكل مكوي لرويترز عبر الهاتف "المحادثات تأجلت." وتابع قائلا "السبب الذي قدمه (الوسطاء) هو أنه (التأجيل) سيعطيهم فرصة لإجراء مزيد من المشاورات." وقال دوجاريك يوم الثلاثاء إن الأممالمتحدة "تدين بقوة القتال الدائر بالقرب من مقارها حيث تواصل حماية عشرات آلاف المدنيين. "تؤكد الأممالمتحدة من جديد ضرورة أن تحترم جميع الأطراف حرمة مقار الأممالمتحدة وأصولها واحترام العمل الذي تقوم به الأممالمتحدة في جنوب السودان لإنقاذ الحياة." وبعد أن سيطر المتمردون على بانتيو هاجم سكان من الدنكا في بلدة بور في ولاية جونقلي يوم الخميس قاعدة للأمم المتحدة يلوذ بها نحو خمسة آلاف شخص غالبيتهم من النوير. وتظاهر حشد من المدنيين المسلحين بأنهم محتجون سلميون جاءوا لتسليم التماس قبل أن يفتحوا النار على القاعدة. وقالت بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان إن نحو 58 شخصا قتلوا وأصيب 98 آخرون بينهم هنديان من قوة حفظ السلام. من كارل أوديرا وميشيل نيكولز (إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)