حفتر يحوز على ثقة الشارع الليبي بنغازي (ليبيا) – قال متحدث باسم اللواء الليبي خليفة حفتر إنه تم إصدار تعميم يحث كل الأتراك والقطريين على مغادرة شرق ليبيا، متهما الدولتين بدعم "الإرهاب". يأتي هذا في ظل تقارير وتسريبات عن تكثيف الدولتين لوجودهما الاستخباري في ليبيا لحماية الشخصيات والمجموعات التابعة لهما في مواجهة "عملية الكرامة" التي يقودها اللواء حفتر وتحوز على ثقة الشارع الليبي ودعمه. وقال محمد الحجازي المتحدث باسم حفتر إنه يجب على كل مواطني تركياوقطر مغادرة ليبيا في غضون 48 ساعة وإن المهلة بدأت الليلة قبل الماضية. وأضاف أنه ينبغي على القطريين والأتراك مغادرة المنطقة الممتدة من بلدة مساعد على الحدود مع مصر إلى مدينة سرت وسط ليبيا وأن قوات حفتر غير مسؤولة عمن يحملون هاتين الجنسيتين على الأراضي الليبية. وبحسب الحجازي، فإن مبرر هذا الإجراء هو ورود معلومات مؤكدة عن وجود بعض ممن يحملون هاتين الجنسيتين، داخل الأراضي الليبية يعملون كمخابرات لصالح جماعات إرهابية. وفي أول تفاعل أولي، كشفت مصادر ليبية أن مجموعات من رعايا تركيا في ليبيا، غادرت المنطقة الشرقية، صباح أمس. وقال المقدم مفتاح عبدالسلام، مسؤول العمليات بقاعدة طبرق الجوية، إن عشرات الأتراك، غادروا ليبيا باتجاه تركياوتونس، من بينهم دبلوماسيون وعمال بشركات نفط ليبية ورجال أعمال. يشار إلى أن شركات تركية مختلفة تنشط بليبيا في مجال النفط والبنى التحتية وتعتمد بصفة خاصة على العمالة التركية. وأحجم مسؤول في السفارة التركية عن التعليق عن قرار المهلة. وكانت تركيا قد نقلت موظفي قنصليتها في بنغازي إلى طرابلس هذا الشهر. وتتهم شخصيات سياسية ليبية ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تركيا بدعم جماعة الإخوان المسلمين، فضلا عن دعم وإسناد المجموعات المسلحة الموجودة بمصراتة حيث الوجود التركي القوي. بالتوازي، سبق للواء حفتر وشخصيات ليبية بارزة اتهام قطر بأنها تقف وراء حالة الفوضى التي تعيشها البلاد، وخاصة مساندتها، تسليحا وتمويلا، لمجموعات يشتبه في علاقتها بتنظيم "القاعدة". وقال حجازي منذ أيام "إن مهبط تيكا (غرب بنغازي) الذي قصفته قوات "عملية الكرامة" كانت قطر تستخدمه لإيصال السلاح للجماعات الإرهابية في ليبيا". وكانت "العرب" نشرت في عدد سابق أن قطر تولت تمويل عودة مئات من المقاتلين المتشددين من سوريا إلى ليبيا ليتصدوا إلى اللواء حفتر الذي أصبحت تحركاته العسكرية تثير الرعب في قلوب المقربين من قطر مثل جماعة الإخوان المسلمين. وكشفت مصادر ل"العرب" أن الدوحة تولت تمويل عودة أكثر من 800 مُقاتل ليبي كانوا يشاركون في القتال بسوريا، وأن الأمر تم بالتنسيق مع المخابرات التركية في محاولة لإسناد الميليشيات الموالية. وسبق للواء حفتر أن تحدث في مرات كثيرة عن الدور القطري في ليبيا ووقوف الدوحة وراء الفوضى التي تعيشها البلاد. وقال حفتر في حديث تلفزيوني سابق إن "قطر تستهدفنا منذ اليوم الأول لدخولها بلدنا، حيث سعت إلى وضع عراقيل أمام العمل السياسي من خلال إزاحة مجموعات جيدة، واستبدالها بمجموعات تابعة لها". وأضاف أن الدوحة تسعى إلى إفراغ ليبيا من الشرطة والجيش، ومحاولة ملء الفراغ بمجموعات مُسلحة تابعة لها "عملت على ابتزاز الليبيين، وإرهابهم". ولم يتردد في اتهام قطر بالوقوف وراء محاولة الاغتيال التي استهدفته في الرابع من يونيو، مُتوعدا في نفس الوقت برد قوي وقاس عليها بسبب إساءاتها للشعب الليبي. وسبق أن أماطت "العرب" اللثام في عدد سابق عن فرار ضباط مخابرات قطريين إلى تونس خوفا من أن تطالهم أيدي قوات حفتر المدعومة بقوة في الشارع الليبي. ولم يكن الحديث عن وجود ضباط مخابرات قطريين في ليبيا أمرا مفاجئا، فقد تحدث عن ذلك نشطاء ليبيون تعرضوا للتعذيب في سجون سرية تديرها الميليشيات المسلحة، متهمين ضباطا قطريين بالإشراف على التعذيب ونزع الاعترافات من المعتقلين. وقال خبراء في أنشطة المجموعات الإسلامية إن الظهور القوي لحركة حفتر فاجأ الكثير من المتدخلين في شؤون ليبيا، وخاصة قطر التي عملت على تنفيذ اختراق واسع لكتائب "ثورة 17 فبراير" بالتمويل والتسليح، واستقطاب الشخصيات المرتبطة بالإخوان بغية المساعدة على الوصول إلى الحكم تماما مثل تدخلها في تونس ومصر واليمن.