عزلة قطر تتضاعف في محيطها العربي القاهرة - ذكرت وكالة الأنباء القطرية اسم الرئيس المصري المشير عبدالفتاح السيسي ضمن القادة الذين تبادلوا التهاني عبر الهاتف بمناسبة حلول شهر رمضان مع الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وذلك رغم الخلافات الحادة التي تشوب علاقة القاهرةبالدوحة بسبب دعم الأخيرة لجماعة الأخوان المسلمين المصنّفة جماعة إرهابية في مصر ودول خليجية. وفي ظل الموقف القطري المعروف لدى الجميع من ثورة 30 يونيو المصرية التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان المسلمين المدعومة قطريا، يثير المراقبون عدة تساؤلات حول ما يبدو تناقضا في الموقف القطري مما يجري في مصر. كما يتساءل هؤلاء بشأن طبيعة «التكتيك» السياسي الذي تتبعه الدوحة للخلاص من ورطة حقيقية وضعتها في مواجهة مع مصر ودول خليجية، بسبب الإصرار على دعم جماعة الإخوان المسلمين التي بدأت الدوحة تقتنع بأنها ورقة محترقة. وعلى العكس تماما من الخطاب الذي تستخدمه قناة الجزيرة التي لا يتجادل اثنان في كونها قناة قطرية، رغم الادعاءات ب«استقلالها»، في توصيف الثورة المصرية باعتبارها «انقلابا على الشرعية»، تعاملت وكالة الأنباء القطرية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتبجيل اللازم لرئيس دولة شرعي. وعلّق مراقبون على ذلك بأن قطر تعي خطورة التمادي في إثارة غضب دول عربية ذات وزن في مقدمتها السعودية والإمارات ومصر، لمجرّد دعم جماعة الإخوان التي تبدو في حالة كبيرة من الضعف والتراجع، وخصوصا في معقلها الأم مصر، ومن ثم فإنّ الدوحة تحرص على عدم قطع خط الرجوع عن سياساتها تلك وتجنّب الوصول إلى مرحلة قطيعة تامة مع تلك الدول، وهي تعتمد في ذلك المجاملات والتهاني، في انتظار أول فرصة لتغيير المواقف وتطبيع العلاقات. وفي قراءة ثانية يقول مراقبون إنّ التردّد الذي بدأ يظهر على الموقف القطري مما يجري في مصر ليس سوى صدى لحالة من «التمزق» يعيشها الأمير تميم بين قناعته بأن مصلحة بلاده في الاصطفاف إلى جانب مصر ودول الخليج، خصوصا في ظل المخاطر المحيطة بالمنطقة والتي لا تقدر دولة صغيرة على مواجهتها بمفردها، وبين ضغوط والده وما حوله من حرس قديم مرتبط بجماعة الإخوان ويقدم مصلحتها على أي اعتبار آخر.