أنهى الرئيس السوداني، عمر البشير، الأربعاء، زيارة إلى الدوحة امتدت ليومين، بعد أن أجرى مباحثات مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل. وحسب مسؤولون سودانيون وقطريون فإن محادثات البشير مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تركزت على تعزيز الاستثمارات القطرية بالسودان، نافين أن يكون الحوار الوطني وسلام دارفور من ضمن ملفات الرئيسة للزيارة. مشعل اطلع البشير على آخر التطورات في قطاع غزة والتقى البشير بالدوحة، الأربعاء، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل. واطلع مشعل الرئيس على تطورات الأحداث بقطاع غزة وما يشهده من عدوان إسرائيلي مستمر على المدنيين الأبرياء. وأعرب مشعل عن تقدير الشعب الفلسطيني للدعم الكبير الذي تقدمه حكومة وشعب السودان للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية والإقليمية. وقال وزير الخارجية السوداني علي كرتي إن وجهتا نظر القيادة في قطر والسودان اتحدتا بشأن ما يجري من عدوان إسرائيلي على غزة والضفة الغربية، وتابع "الأمل في أن تستجيب القيادات العربية وشعوب المنطقة وتتحرك سريعا لإيقاف المجازر بحق الشعب الفلسطيني". ونفى كرتي وجود أي دور للدوحة بشأن دفع الحوار الوطني بالسودان، إلا أنه أفاد أن أمير قطر في مقدمة القادة العرب الذين يشجعون عليه، وفي أن يمضي إلى نهايته المرجوة. واطلق الرئيس عمر البشير في يناير الماضي مبادرة للحوار الوطني، حظيت بقبول غالبية القوى السياسية، لكن العملية تواجه اختبارات حقيقية في أعقاب اعتقال السلطات لزعماء سياسيين وناشطين وإغلاق ومصادرة صحف، ما أدى إلى تعليق قوى سياسية مشاركتها في العملية. وأفاد الوزير، أن اللقاء بحث مراجعة شاملة للعلاقات بين البلدين، خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، والمشاريع القطرية السودانية المشتركة بين البلدين، والتي يجري تنفيذها في السودان في مجالات الزراعة والعقار والتعدين والكهرباء والسياحة. وتبلغ حجم الاستثمارات القطرية في السودان نحو ملياري دولار، ويتوقع أن تقفز إلى أكثر من 4 مليارات، بعد دخول شركة قطر للتعدين السوق السودانية باستثمارات، تصل إلى أكثر من مليار دولار. وتصل الاستثمارات القطرية بالسودان إلى 18 مشروعاً، ستة منها في القطاع الصناعي، و11 في القطاع الخدمي، ومشروع في القطاع الزراعي. ونفى كرتي، أن تكون زيارة نظيره القطري، خالد العطية، إلى الخرطوم، قبل يومين من زيارة البشير الدوحة، ثم انتقاله إلى العاصمة الأوغندية كمبالا مرتبطة بوساطة تقوم بها الدوحة بين السودان وأوغندا. وقال إن زيارة العطية للخرطوم كانت مرتبة مسبقاً، بهدف إطلاق مشروع استثماري جديد في قطاع اللحوم، لم يكن مطروحاً من قبل، وسيكون رائداً ويستفيد منه البلدان. وأشار إلى أن العطية طرح خلال الزيارة العديد من المشروعات التى تم بحثها بين البشير والشيخ حمد خلال المباحثات بالدوحة وتشمل مشاريع للسياحة والطاقة واللحوم. ونوه إلى أن هناك الكثير من المشروعات الاستثمارية المشتركة بين البلدين، فضلا عن وجود شراكة إقتصادية حقيقية بين قطر والسودان في مشروعات عديدة، لافتا إلى أن الزيارة جاءت لمتابعة هذه المشروعات وفتح المزيد من فرص الاستثمار القطري بالسودان. وقدم البشير في لقائه عدداً من أبناء الجالية السودانية، بحسب نائب رئيسها، الطيب حماد، شرحاً لهم عن التطورات السياسية في البلاد، والحوار الوطني المفترض أن يبدأ قريباً. وقال حماد إن الرئيس البشير لم يتطرق إلى الانتخابات التشريعية والرئاسية المرتقبة، وما إذا كان سيعيد ترشيح نفسه لفترة رئاسية جديدة
