الصحفيون في وقفة احتجاجية ضد الاعتداء على الصحفيين ومصادرة حرية الرأي الخرطوم - هاجم مسلحون ملثمون على متن عربة تاتشر ذات الدفع الرباعي مقر صحيفة "التيار" السياسية في العاصمة السودانية الخرطوم، وأوسعوا رئيس التحرير عثمان ميرغني ضربا قبل أن يبلغوه بأن موقفه من غزة "مخزي". وحسب صحفيين يعملون في صحيفة "التيار" أن القوة اعتدت أيضا على بعضهم، وصادرت بالقوة الهواتف المحمولة وأجهزة الكومبيوتر من كل العاملين في الصحيفة الذين صادف وجودهم لحظة الاقتحام. ويعتبر عثمان ميرغني من الصحفيين المعروفين بالنقد اللاذع، عبر عموده الشهير "حديث المدينة" في صحيفته "التيار" التي يمتلكها، حيث يرى أن السودان ومشاكله أولى من دعم أهل غزة، وقال في لقاء تلفزيوني أن إسرائيل دولة توفر حقوق الإنسان لمواطنيها أكثر من الحكومة السودانية، وانتقده في ذلك عدد من رؤساء الصحف الأخرى. ورد ميرغني على منتقديه بأن الحلقة التلفزيونية جرى تسجيلها قبل نحو ثلاثة أسابيع لكنها بثت في توقيت وصفه بالغريب بالتزامن مع الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، مبديا قناعته الشديدة بما طرحه. وأدانت الحكومة من جانبها، الحادثة عبر وزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين الذي قال إن الحادث لا يمت بصلة للأخلاق والقيم السودانية. وأكد فيصل محمد صالح الصحفي السوداني المعروف والناشط الحقوقي أن الاعتداء يحمل مؤشرات خطيرة جدا وسلبية على الصحافة، وتابع نحن في الصحافة السودانية نتعرض لأشكال كثيرة من القمع والقهر، ولكن مثل هذا الحادث بهذا الشكل جديد على الصحافة، ولم يحدث إلا في مقتل محمد أحمد طه رئيس تحرير صحيفة الوفاق، قبل ثماني سنوات، وأكد فيصل في تصريح خاص ل(العرب) أن التكرار بهذا الشكل فيه مظهر خطير جدا يدل على فوضى الأمن في العاصمة السودانية الخرطوم خاصة أن الذين اعتدوا على رئيس تحرير صحيفة التيار كانوا في العاصمة الخرطوم في منتصف النهار، بأسلحتهم وسياراتهم، وقال "إذا كانت المجموعة التي هاجمت الصحيفة لديها صلة بأجهزة الدولة مشكلة وإن لم تكن لديها صلة أيضا مشكلة لأن دورها حماية المواطنين والممتلكات". وأدان علي شمو الأمين العام للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات الحادثة بشدة، ووصف الاعتداء بالغاشم والغريب، وشدد لدى مخاطبته وقفة احتجاجية للصحفين أمام المجلس، على أن الصحفيين سيقفون صفا واحد في مواجهة هذا النوع من الإرهاب، وطالب الأجهزة الأمنية بالقبض على الجناة وتقديمهم إلى العدالة حتى ينالوا القصاص الذي يستحقونه. وأبدت شبكة الصحفيين السودانيين، وهي جسم مواز لاتحاد الصحفيين، قلقها من الاعتداء على رئيس تحرير صحيفة التيار، ووصفته بالإرهابي وغير المسبوق، وحملت في مذكرة تقدمت بها إلى مجلس الصحافة والمطبوعات، الدولة مسؤولية الاعتداء الذي نفذه مجهولون على صحيفة التيار، ودعت الشبكة إلى توحيد وجهات نظرهم، والمساهمة في حماية المجتمع من الإرهاب حتى لا تتكرر هذه الحوادث.