بريطانيا تتوقع هجوما إرهابيا على أراضيها من مسلحي الدولة الإسلامية لندن- قامت لندن برفع درجة التأهب القصوى إلى المستوى الثاني على سلم الخطر الأمني، على إثر توصية من لجنة مستقلة لخبراء عسكريين ومدنيين في بريطانيا مفادها قرب حصول هجمة إرهابية على المملكة المتحدة لتكون بذلك في صدارة الدول الغربية التي اتخذت هذا الإجراء غير المسبوق. رفعت السلطات البريطانية درجة التحذير من أخطار احتمال حدوث هجمات إرهابية لأول مرة منذ عام 2011 وذلك على خلفية نشاط الجماعات المسلحة المتشددة وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية المعروف اختصارا ب"داعش" في كل من سوريا والعراق. فقد أعلنت تيريزا ماي وزيرة الداخلية البريطانية، أمس الجمعة، رفع درجة التأهب الأمني في البلاد إلى مستوى "الخطر" أي ما قبل الدرجة الخامسة والأخيرة على السلم الأمني في بريطانيا. وقالت ماي في بيان لها "هذا يعني أن الهجمات الإرهابية مرجحة بشدة، لكن لا توجد معلومات استخباراتية تشير إلى هجوم وشيك." وبهذا تطبق حاليا الدرجة الثانية من درجات التحذير والتي يطلق عليها "خطر شديد" على قائمة نظام الإنذار المكون من خمسة مستويات. وأشارت ماي، في السياق نفسه، إلى أن تلك الخطوة تعني مما لا يدع مجالا للشك أن هجوما "مرجح جدا" سيستهدف البلاد في أي لحظة في الفترة الحالية. كما أوضحت وزيرة الداخلية أن رفع مستوى التأهب ارتبط بالأساس بالتطورات المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط حيث تخطط تلك المجموعات المتطرفة للقيام بهجمات ضد الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية. ووفقا لخبراء عسكريين فإن الخطوة التي أقدمت عليها الحكومة البريطانية بزعامة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون تدل بشكل واضح على أن إمكانية وقوع هجوم إرهابي في بريطانيا صار محتملا بدرجة عالية. تيريزا ماي: من المرجح جدا أن يستهدف المتشددون البلاد في أي لحظة وأكدت ماي في بيان لوزير الداخلية أن بعض هذه الخطط ينخرط فيها على الأرجح مقاتلون أجانب، في إشارة إلى المقاتلين البريطانيين والأوروبيين والأميركيين الذين انضموا للجهاد في صفوف تلك التنظيمات الإسلامية المتشددة بعد أن توجهوا للمشاركة معهم في أوقات سابقة. وأضافت الوزيرة أن قرار الحكومة جاء بعد توصية من لجنة مكونة من مجموعة خبراء عسكريين ومدنيين في بريطانيا تعمل بشكل مستقل عن الحكومة وهي الجهة الوحيدة المخولة لتحدد درجة التحذير من المخاطر في المملكة المتحدة. وفي وقت سابق، أعلنت وزيرة الداخلية عن اعتكاف الحكومة على دراسة مقترحات تتعلق بتشديد القوانين للتعامل مع الإسلاميين المتشددين البريطانيين للحد من تطرفهم. وكانت درجة التحذير قد تم تخفيضها في 2011 إلى درجة "خطر حقيقي" ولم ترفعها لجنة الخبراء منذ ذلك التاريخ.ويدل هذا على أن إمكانية وقوع هجوم إرهابي في بريطانيا صار "محتملا بدرجة عالية ". وفي مطلع الأسبوع الجاري، أعلنت لندن عن نيتها سن قوانين جديدة مغلظة بغرض تقييد سلوك المتشددين وحظر الانضمام لجماعات تروج للعنف والتطرف لدى الإسلاميين في بريطانيا وذلك مع تزايد المخاوف من توسع نفوذ المتطرفين في البلاد. ويرى مراقبون أن توجه الحكومة البريطانية إلى إعلان هذه الخطوة في هذا التوقيت بالذات يدل بشكل كبير على تنامي خطر تنظيم الدولة الإسلامية وتأثيره على المقاتلين الأجانب من أجل تحقيق أهداف ضد الدول الغربية التي ترفض أعماله الوحشية. وأشاروا إلى أن تواتر ظهور الأعمال غير الإنسانية التي يقوم بها المقاتلون البريطانيون عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي من خلال قطع الرؤوس والقتل الجماعي هي من دفع الحكومة البريطانية إلى اتخاذ هذا الإجراء الذي اعتبروه مناسبا في هذا التوقيت. يذكر أن أكثر من 500 بريطاني أغلبهم من أصول عربية يقاتلون ضمن الجماعات التكفيرية في الشرق الأوسط.