الإجراءات تشمل السماح للسلطات بحظر الجماعات المتطرفة حتى لو لم تشكل تهديدا، ومن المتوقع أن تخول للمحاكم البريطانية تقييد حركة المشتبه بهم. العرب وزيرة الداخلية تيريزا ماي تطالب بالحفاظ على قيم المجتمع البريطاني لندن - اقترحت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي، أمس الثلاثاء، فرض إجراءات جديدة لحظر الجماعات المتطرفة والحد من نشاطات الدعاة الإسلاميين المتطرفين حتى في حال عدم ارتكابهم أية جريمة، في خطوة وصفها ناشطون حقوقيون بأنها "خاطئة تماما". وصرحت ماي أمام المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في برمنغهام "ليس كل تطرف يقود إلى العنف، ولكن الضرر الذي يتسبب به التطرف لمجتمعنا هو سبب يكفي لدفعنا للتحرك". ولم تخف ماي تمسكها بقيم المجتمع البريطاني مهما تنوعت فئاته قائلة "علينا أن نواجه التطرف بكل أشكاله، علينا أن ندافع عن مبادئنا". وكان حزب المحافظين البريطاني قد افتتح مؤتمره، الأحد الفارط، في بيرمنغهام، في وقت يواجه فيه صراعا شرسا من حزب العمال بزعامة إد ميلباند، بحسب آخر استطلاعات الرأي، وذلك قبل الانتخابات العامة المقررة العام القادم. وتشمل تلك الإجراءات السماح للسلطات بحظر الجماعات المتطرفة حتى لو لم تشكل تهديدا إرهابيا واضحا، مضيفة أنها ستستهدف ما وصفتهم ب"دعاة الكراهية" من خلال إصدار أوامر قضائية لمنع استفحال التطرف. ومن المتوقع أن تخول القوانين الجديدة للمحاكم البريطانية بتقييد حركة وأنشطة أفراد يشتبه في كونهم متشددين لمنع خطر العنف الصادر عنهم أو محاولتهم الإخلال بالأمن العام. وكانت حكومة كاميرون قد وضعت حزمة من الإجراءات المشددة هي الأولى على هذا المستوى، مطلع الشهر المنصرم، لمنع المتطرفين المشتبه بهم من السفر فضلا عن تشديد القيود على تحركاتهم المريبة في البلاد وكذلك حجز جوازات سفر ممن شاركوا في القتال مع "الجهاديين" في الشرق الأوسط. وقال رئيس الوزراء حينها "إننا سنطرح تشريعا محددا واضحا يمنح الشرطة صلاحية مصادرة الجوازات مؤقتا على الحدود للتحري عن الشخص المعني". وسيضع حزب المحافظين هذه الإجراءات الجديدة فى بيانه خلال الانتخابات العامة المقبلة، إضافة إلى أن الوزيرة ستضع استراتيجية حكومية شاملة لمواجهة التطرف الذي بدأ يغزو البلاد بشكل غير متوقع. ولم تقتصر السلطات البريطانية على تلك الإجراءات فحسب، بل عززت منذ بداية العام الحالي من مراقبتها للمواد المعروضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث قامت بحذف ما يقارب 28 ألف مادة وصفتها أنها "متطرفة" من الإنترنت بما في ذلك 46 فيديو لتنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف ب"داعش".