انهى الزعيم الصربي السابق رادوفان كارديتش اليوم مرافعته امام محكمة الجنايات الخاصة بلاهاي باعترافه بانه يتحمل المسؤولية الاخلاقية للجرائم التي ارتكبها صرب البوسنة اثناء فترة الحرب و لكنه انكر اصدار اي اوامر بالقتل. و عرض الزعيم صرب البوسنة السابق دفاعه في مذكرة نصية قبل ان يوجه حديثه لهيئة محكمة الاممالمتحدة قائلا انه لا يوجد اي دليل قوي ضده. و يحاكم كاريديتش في لاهاي بتهم عدة منها تهمة الابادة الجماعية و بتهمة اخرى متعلقة بمذبحة سربرنيتسه. وطالبت النيابة العامة بانزال عقوبة السجن مدى الحياة عليه اذا ثبتت ادانته. و القي القبض على كاراديتش في 2008 بعد ملاحقة دامت 13 عاما. و كان اكثر من 7,500 من مسلمي البوسنة من الرجال والاطفال قد قتلوا على يد صرب البوسنة في سربرنيتسه في يونيو 1995. وتعد المذبحة هي الاسوأ التي شهدتها اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وبدأ الصراع في البلقان بعد تفكك يوغوسلافيا، مما ادى الى سلسلة من الحروب العرقية بداءت من 1991 و استمرت حتى 1999. الثقة بالنفس وجادل رادوفان كارديتش في مذكرة من 800 صفحة، بانه لم يكن على علم بأعمال القتل في سربرنيتسه و لكنه يتحمل مسئولية "اي جرائم ارتكبها المواطنون و قوات جمهورية صرب البوسنة". ووفقا لمراسلة بي بي سي انا هوليجان، بدا الزعيم الصربي في دفاعه عن نفسه كسياسي يستعرض سياساته لا كمتهم بجرائم حرب يواجه حكما بالسجن مدى الحياة. و قالت هوليجان ان كلام كاريديتش خلا من التلعثم او الاهتزاز وكان واثقا من نفسه امام الاضواء. و قال كاريديتش للقضاة "ان الشعب الصربي هو المدان. انا اعلم الحقيقة، النيابة تعلم الحقيقة و لكنهم يحاولوا تضليل المحكمة." بينما قال ممثل النيابة في الاممالمتحدة الان تيجير انه تم فضح "سياسة التطهير العرقي" هذا الاسبوع كما فضح "الدكتور كاريديتش بوصفه المحرك الاساسي ورائها." و يواجه كاريديتش 11 اتهاما بالابادة الجماعية و جرائم الحرب و جرائم ضد الانسانية. و لقد اعطي كاريديتش 10 ساعات للحديث امام المحكمة و ايضاح دفاعه. و يتوقع ان يصدر القضاة حكمهم بعد عام. وكان مسلمو البوسنة قد حاولوا اللجوء الى قرية سربرنيتسه هربا من جيش صرب البوسنة اثناء الحرب التي امتدت بين عامي 1992 و 1995. و في 1993 اعلنت منظمة الاممالمتحدة سربرنيتسه "منطقة امنة" و لكنها سقطت بأيدي الصرب في 1995 بعد عامين من الحصار. ويتهم كاريديتش بتدبير حملة للتطهير العرقي بالتحالف مع جنرال صرب البوسنة السابق راتكو ملاديتش الذي القي القبض عليه في بلغراد عام 2008 حيث قضى اعوام متخفي كمعالج ايماني. و يخضع ملاديتش لمحاكمة منفصلة. بينما توفي الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوفيتش في 2006 قبل الانتهاء من محاكمته، و هو المتهم الرئيسي الاخر في تلك القضية. وقتل اكثر من 100,000 شخص في حرب البوسنةالتي ارتكبت فيها جرائم بشعة من قبل كل الاطراف المتحاربة.