السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    باريس يسقط بثلاثية في ليلة وداع مبابي وحفل التتويج    جماهير الريال تحتفل باللقب ال 36    جواو موتا يزور الاولمبي يحاضر اللاعبين ويباشر مهامه الثلاثاء    المريخ يكثف تحضيراته بالاسماعيلية ويجري مرانين    مصر تدعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام العدل الدولية    قرار مثير لمدرب منتخب السودان    الروابط ليست بنك جباية وتمكين يا مجلس!!    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقدم فواصل من الرقص الهستيري على أنغام أغنية الظار السودانية (البخور طلقو لي لولا) وساخرون: (تم تهكير الشعب المصري بنجاح)    ضربات جوية مُوجعة في 5 مناطق بدارفور    شاهد بالصورة والفيديو.. سائق حافلة "صيني" يثير ضحكات جمهور مواقع التواصل بالسودان وهو يهتف داخل سيارته: (يلا يلا راجعين خرطوم وبل بس)    نائب رئيس مجلس السيادة يلتقي وفد مبادرة أبناء البجا بالخدمة المدنية    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية ترقص وتتمايل داخل سيارتها على أنغام الفنان الراحل ود الأمين: (وداعاً يا ظلام الهم على أبوابنا ما تعتب)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الأحد    عضو مجلس السيادة نائب القائد العام الفريق أول ركن شمس الدين كباشي يصل الفاو    شاهد بالفيديو.. الناشط السوداني "الشكري" يهاجم الفنانة نانسي عجاج بعد انتقادها للمؤسسة العسكرية: (انتي تبع "دقلو" ومفروض يسموك "السمبرية" وأنا مشكلتي في "الطير" المعاك ديل)    شاهد بالصورة والفيديو.. بطريقة "حريفة" ومدهشة نالت اعجاب الحاضرين.. سائق سوداني ينقذ شاحنته المحملة بالبضائع ويقودها للانقلاب بعد أن تعرضت لحريق هائل    نتنياهو مستمر فى رفح .. إلا إذا...!    عراقي يصطحب أسداً في شوارع بغداد ويُغضب رواد منصات التواصل    السيسي: لدينا خطة كبيرة لتطوير مساجد آل البيت    ترامب شبه المهاجرين بثعبان    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    الهلال يحسم لقب الدوري السعودي    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    عاصفة شمسية "شديدة" تضرب الأرض    هل ينقل "الميثاق الوطني" قوى السودان من الخصومة إلى الاتفاق؟    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    مسؤول بالغرفة التجارية يطالب رجال الأعمال بالتوقف عن طلب الدولار    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    النموذج الصيني    غير صالح للاستهلاك الآدمي : زيوت طعام معاد استخدامها في مصر.. والداخلية توضح    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دكتور حسن الترابي الفساد سرطان عم كل مفاصل الدولة (1)
نشر في السودان اليوم يوم 21 - 05 - 2011


مؤامرة عزلي بدأت منذ اليوم الاول للإنقاذ
تم طرد بن لادن وسرقت أمواله فعاد إلى الجبال
لم أدر حواراً مع بن لادن والرجل محدود الثقافة
مؤامرة اعتقالي بدأت منذ الشهور الأولى للثورة
بعد حادثة كندا قرروا نفي إلى سويسرا
الحرية أصل وفرض الشريعة لا يجوز
حوار:أشرف عبد العزيز
كعادته دكتور الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي يطرح آراءه دونما تردد، وعندما صادف إطلاق سراحه مؤخراً حادثة اغتيال أسامة بن لادن من قبل الاستخبارات الأمريكية طرح رؤيته حول الإرهاب وتداعياته، في حواره مع اجراس الحرية
أكد على أن الحرية هي الأصل في الإسلام، ورأى انه اذا كان الرأي الغالب والأعظم للشعب رافضاً للشريعة لا يجوز فرضها بالجبر عليه، وهاجم الترابي من أطلق عليهم علماء السلطان وأعاب تلقيهم أموالاً من السلطة، وعلل عدم رده على فتاواهم التكفيرية لشخصه بأنه يهتم بمقاصد الدين الكلية ولا ينشغل بسفاسف الأمور. ورداً على سؤال حول حديث الأمين العام السابق لمستشاريه الأمن المتعلق بعدم تنفيذ الشريعة حال إجماع الأحزاب على ذلك، قال انه اذا كان الرأي الغالب والأعظم للشعب رافضاً للشريعة فحديثه صحيح واستند على النصين القرآنيين (ما أنت عليهم بجبار) و(لست عليهم بمسيطر)، وشدد على انه لا احد يستطيع ان يمنع الناس من حريتهم او يسلبها وينصب نفسه نائباً لله في الأرض، وأضاف أن اليهود قالوا ان (يد الله مغلولة) و(الله فقير ونحن أغنياء) وقالوا على الرسول الكريم (هو إذن) وأفاد أنها تعني باللغة الدارجة (اضينة)، وزاد أن الرد على اليهود لم يكن بالجبروت، وأبان انه كان باللسان والحجة وذكر(قل هو إذن خير لي ولكم)... وذكر إن الأحكام التي تهدي لبس المرأة والرجل أخلاقية للمجتمع وليست قوانين تنفذها السلطة، وأعاب طريقة تنفيذ عقوبة جلد الفتاة التي ظهرت في شريط الفيديو مؤخراً... كما تحدت عن التغيير وأزمة الإرادة والضرورات التي تستدعى اقتلاع النظام من جذوره (أجراس الحرية تنشر إفادات الترابي في حلقات) حوار:أشرف عبد العزيز *اغتيال بن لادن من أهم القضايا التي شغلت الساحة مؤخراً سيما وانه ارتبط بقيادة تنظيم القاعدة الإرهابي ما هو تعريف د. الترابي للإرهاب؟ -الإرهاب يعني تسبيب الخوف الشديد من خطر قابل أو الفزع والرعب من حاضر. وقد راجت الكلمة اليوم مصطلحاً يعني فعلاً عمداً مذموماً قبيحاً بوقعه وبما يلقيه من عموم منكر. ولكن المصطلح ما انفك مبهم المفهوم، وهو لا يشمل ما يقع من رهب بذكر الجزاء الديني المرهوب غيباً ولا بالتصرف الاجتماعي المحذور أدباً ولا بالعقاب المشروع للجنايات ردعاً، وإنما هو الفعل الوحيد الذي ينذر أو يحدث ضرراً شديد الوقع غير مشروع في السياق العام لا سيما السياسي للحياة. * ما سر انتشار الكلمة في عالم اليوم ودلالاتها؟ -.. الكلمة انتشرت وأصبحت معهودة في هذا الزمان، إذ كشفت طبيعة الحياة العصرية حوادث مدلولها وروجت أثرها. فالحياة غالبها حضر يسكن الناس في ازدحام مركب متضاعف وتشتبك المنافع وأسبابها في جوار كثيف، فالحركة المحدودة من جناية ضارة حرقة أو هدمة أو رمية قد تمتد آثارها إلى المتجاورين وتصيب كثيراً وتحدث إرهاباً واسعاً للنفوس. ومجتمع الحياة اليوم كله محاشر ومواقع يتنادى فيها جمع غفير حشداً على علم أو عمل أو صحة أو رياضة أو لهو، فهم عرضة لأي فعلة عاديَة مؤذية لأن يتساقط منهم جمع ويتسع بهم الفزع. وأدوات الحضر ومرافقة الآلية لمد الطاقة والاتصال أو تيسير الانتقال والحماية من داهيات المناخ كلها شباك رقيقة الأسباب، ضربة واحدة جانية تودي إلى خراب كبير واضطراب وارتهاب كثير ... الناس عبر الأرض أصبحت مداركهم محيطة بالأحداث، فالجرم المحدود لا سيما إذا كان مثير الخبر مرّوع المشهد يتداوله الناس يشهدون مناظره ويتسامعون آثاره بوسائل الاتصال الحديثة وحيثما كان وقع فاجعته أو ثار سببها امتدت منه الرهبة. ولذلك مهما تكون الفعال العاديَات المرهبات من خلق الإنسان القديم شاع المصطلح الآن كأنه يعني ظاهرة جديدة. والمعنى الغامض للإرهاب إذا غشيه الظل السياسي مما يتيح لأي ذي نفوذ طاغٍ أن يبسط إعلامه محرفاً الكلمة ومصرفاً لها كيفما شاء ليقذف بها في وجه من يفعل فعِّلة تزلزلهن أو نحو عدو يريد هو أن يصوب إليه حملة عقاب بذريعة نسبته بوجه مستبهم لنذر الإرهاب المبهمة. وينبغي حقاً في العالم الموصول اليوم أن يتواضع بنو الإنسان كافة سواءً على مفهوم للإرهاب قاطع محدود. ** تعريف أدق للإرهاب..؟ - الإرهاب" فعل عام الوقع يشذ عن الأصل في علاقات بني الإنسان. وذلك الأصل في معروف المبادئ الدينية والإنسانية هو السلم بين الناس، كلُ متروك حسب مشيئته في حرية وأمان، وهو لذلك التعامل بالرضا مع الآخرين لطفاً لا عنفاً، وعفواً أو عن عقود وأعراف بالوفاق في ذات البين. والصلة بالله في الدين أساس الابتلاء والتكليف والشرع إنما تقوم على الحرية والاختيار فالتزام عن تعاقد ومبايعة، لا على قدر الجبر. أما مع الناس، فالعلاقة أيضاً عقود حرة في أعراف عفوية أو مواثيق قطعية مزاوجة أو متاجرة أو موالاة على ملة أو مذهب واحد أو على سلطان مشترك. ويقتضي مبدأ التراضي ألا يشذ أحد عن سلام العلاقات بتهديد أو نذير منه بقادم فعل خطير مخوف جداً أو بإيقاع فعل ذي أذى وغرم يرهب الآخر كالسلب والهدم أو الضرب والقرح والقتل. **بما أن الأصل للعلاقة مع الآخر هو السلام كيف تسمون فعل المجموعات المحدثة خللاً لهذه العلاقة الإنسانية؟ - .. ذلك الفعل في جماعة أشنع وقعاً وأشيع ذكراً من فعل الفرد، والفاعلون لذلك جناية على الحرمات أموالاً أو أعراضاً أو أنفساً يشار إليهم بكلمات شتى في الثقافات: جماعات الإفساد أو العثو في الأرض أو عصابات الإجرام أو التخريب، نبذاً عاماً أو منسوباً إلى جناية معينة، أما إذا كان فعلهم ذا وقع سياسي فقد كان يشار إليه بالبغي أو الفتنة أو تهديد الأمن العام. وذلك هو ما يُدعى الآن إرهاباً يفعله الإرهابيون صيغة نسبية مثل نسبة الحرامي في اللغة الدارجة إلى الحرام. ** ولذلك الفعل الإرهابي مستنكر؟ -.. الفعل الإرهابي ما هو الشاذ بوقعه العنيف وحسب بل هو أيضاً غير المشروع وفق الأحكام والأعراف المعهودة. والذي يجعله غير مشروع ولا جائز في الدين والعرف والشرع الإنساني هو أنه يقع مبادأة ضد الآخرين ويفسد مبادرة صلة السلام والحرية والحرمة العامة بغير حق، عدواناً بعنف أو معاملة بقوة باغية تنفر طمأنينة العلاقة. وفي سياق الإجرام الاجتماعي والمالي يقع ابتدار العدوان بدوافع من قضاء شهوة أو نزوة شفاء غيظ أو كسب حرام للفاعل. أما العدْو بمثل تلك الدوافع في العلاقات العامة ومن ثم الإرهاب، فهو عدوان مبادر عن محض غضب على الآخرين لاختلافهم ديناً أو مذهباً سياسياً، أو عن بغض لهم وتعبير سخرية عامة للونهم أو عرقهم، أو عن حسد لهم مما كسبوه في المواقع العامة، أو لكبتهم عنوة حتى لا ينالوا ما هو مشروع لهم حقاً من غنم عام يجده الفاعلون غرماً لهم، أو نحو ذلك من بواعث الفعل العنيف الواقع على الآخرين ممن لم تصدر منهم سابقة غير مشروعة تبرر الرد عليها. ** ولكن قد تكون بواعث الفعل العنيف أحياناً مطلوبة.. بحق الدفع.. متى تتأتي مشروعية ذلك الفعل؟ -.. الفعل الذي يأخذ الآخرين بالقوة خروجاً على أصل السلام تسمح به تعاليم الدين وأعراف العدالة الإنسانية إذا كان تسوية للحقوق المشروعة دفاعاً ذاتياً لصد عدوان حرام مهاجم بالضر البالغ بادر على الفاعل المدافع من آخر بغير حق. ومثل ما في العلاقات الخاصة بين الأشخاص من حق الدفاع عن النفس والمال هو في السياسة حق المدافعة والمجاهدة الدفاع والجهاد لرد القوة الباغية بقوة حافظة، وإن كان العفو هنا أولى إلا عند خطر الفتنة والفساد العظيم. وفي المدافعة بالحق تلزم مراعاة كونها ضرورة وتقديرها بقدرها لاتقاء حدودها وضبط وسائل إجرائها والوقوف عند مدى انقضائها وتحري مغزاها والرجوع من بعد إلى أصل السلام. ** لعل حديثكم هذا يمثل هوادي نظرية إسلامية للعلاقات الإنسانية في كل الحياة.. ولكن ماذا عن بعدها السياسي والذي شاع فيه الفعل المرهب للآخر..؟ - تلك القواعد الحاكمة لاستصحاب المسالمة بين بني الإنسان ولضرورة المدافعة وحدودها، هي الهوادي الشاملة لكل الحياة. ولكن من الأوفق أن يقتصر هنا المقال على الإرهاب السياسي، لأن السياسة هي اليوم المجال الأخصب لذكر الظاهرة، ولأن قضايا صراع القوى السياسية الرهيب هي اليوم الهموم الأشغل للعالمين. وغالب أولئك خصوم يطرح القضية كلٌ فيما يعنيه بوجه مختلف بجدية، بين قوم مستكبرين يريدون أن يتخذوا من دعوى الإرهاب حجة وحقاً أن يميلوا على من يروعهم بمقاومته ميلة بقوة طاغية، وقوم مستضعفون أو مظلومون فيما يرون يريدون أن يغيّروا رهبوت المستكبرين الظالمين وألا تضيع ظلامتهم التي ينصرونها هم بقوة مرهبة. ولذلك لابد من بيان على وجه الخصوص لميزان الحق في قضايا التفاعل بالقوة بين سلطان الدولة والجماعات السياسية التي تليها أو بين الجماعات أو بين الدول المختلفة.... وأنا اعلم أن الكلمات قد تستخدم في الخلافات السياسية بمدلولاتها المختلفة حسبما تقتضي مصالح الغرب، فقد روجوا لكلمة الأصولية من قبل ومن بعدها كلمة الإرهاب فهم يحبون روح المدافعة اذا أعجبتهم سموها مقاومة وإذا كرهوها سموها إرهاباً لكن حتى هذه الكلمة بدأت الإدارة الأمريكية الجديدة تخفتها ولكن الشعب الأمريكي عاطفي في نزعته للحرب لان أمريكا نفسها أسست على القوة والعنف وإقصاء السكان الأصليين حتى لا ينتفضون عليهم مرة أخرى بعكس الاستعمار الفرنسي والبريطاني. ** سنن التاريخ.. ماذا تقول عن فعل الإرهاب بين الفرد والمجموعة والسلطة؟ - نعم.. فالمشاقة السياسية قد تؤدي لعدوان بالفعل العنيف بغياً من جماعة سياسية على جماعة خاصة أخرى أو على السلطان الرسمي الحاكم المشروع. ويحق عندئذٍ الرد بالدفاع القوي سيئة بسيئة. ولكن ليس للمختصم المدافع أن يتجاوز العذر اللازم لصد المبادرة الباغية، فلو أفرط ببسط قوة مرتدة تتجاوز حد الكفاية فذلك غير مشروع، فعل "إرهاب" وكذلك لو اتخذ أسلوباً عنيفاً للقصاص الخاص إهمالاً عمداً للسبل النظامية المشروعة المتاحة، أو انتهك الإجراءات المرسومة عرفاً وشرعاً لأداء فعل الضرورة، أو نزل بالقوة السلطانية زاعماً معاقبة عملٍ لم يسبق فيه نذير قانون يعينه جناية ويعين له تلك العقوبة. كل ذلك تعد وبغي وراء حد ضرورة المدافعة و"إرهاب" لأنه جاء ترعيباً عاماً بأذى غير مشروع. والتحذيرات العامة الرادعة المشروعة أو انفاذات فعلها إنما تقصد حفظ مصلحة عامة، فمن أداها لغرض خاص غير مشروع وقع في جناية الإرهاب. **هذا إرهاب الجماعات.. ماذا عن (السلطة) ومتى توصف بالإرهاب..؟ -.. السلطة العامة القائمة بحق مشروع مكلفة أيضاً بتأمين المجتمع وما هي بإرهابية في معاقبة الجناة والعداة من بين رعيتها أو من خارجها وأخذهم بالقوة وفق النهج والحد المشروع، ولكنها تتورط في "الإرهاب" إن كانت تسخر القوة وتبسطها لاستلاب السلطة وتوليها بغير شرعية أو تعنف وتبغي لتردع المعارضة المشروعة لمحض الحفاظ على سيطرتها. ** دوافع الانتقام من بن لادن عاطفية؟ - الخارجية الأمريكية في الآونة الأخيرة تغيرت لهجتها وخفت صوتها ولم تعد تستخدم كلمة الإرهاب كثيراً، والقاعدة نفسها بدأ يتغيب وقعها ويخمد في السنوات الأخيرة بسبب الإجراءات التأمينية الصارمة المفروضة على تحركاتها من كل الدول، كما أنها لم تمثل عاملا ظاهرا في كل الثورات التي انتظمت في العالم العربي وبالتالي الخط البياني لوقع فعلها تراجع كثيرا ومع ذلك تأتي ملاحقة بن لادن من قبل الإدارة الأمريكية لإرضاء اسر المتضررين في حادثة سبتمبر، وبن لادن نفسه لم ينفذ عملية 11 سبتمبر وإنما فعلها بإيحاءات وتحريض لحركته.. وبالعودة إلى التاريخ رفاق بن لادن عندما كانوا يقاتلون الروس سموهم (أي الأمريكان) مجاهدين وفي أول يوم انزاح فيه الروس وانجلوا من أفغانستان انقلبوا عليهم وكتبت أجهزتهم السرية لبلدانهم تحذرهم من خطر الإرهابيين القادمون من أفغانستان. ** ما قام به بن لادن في سبتمبر أليس كافياً بأن ترد أمريكا بهذه الطريقة على أسامة بن لادن؟ -هم كما قلت يسمون الأسماء دونما موضوعية بل بطريقة موغلة في الذاتية فإذا كان بن لادن ورفاقه يقاتلون الروس فهم مجاهدون ومقاومون وإذا انتصروا ثوار ولكن بذات الشاكلة اذا حاولوا ضربهم في عقر دارهم وهدم كبرى مؤسساتهم الاقتصادية أصبحوا إرهابيين، فأمريكا على مدار التاريخ لم تتلق ضربات موجعة وحتى محاولات اليابان السابقة كانت محدودة ولكن اذا نظرت إلى العلاقة الأمريكية الإيرانية تجد الخصومة حادة ويعتريها السفور وتشوبها الظنون مرة بعد مرة كل ذلك بسبب ان الإيرانيين أذلوا الأمريكان في السفارة (قديما) وعصبوا عيونهم ونشرت صورهم وهم مستضعفون ذليلون في كل أجهزة البث الإعلامي فغضبوا لذلك غضبة شديدة وهكذا
الحال مع بن لادن بعد حادثة سبتمبر.... طبعاً تختلف الشعوب في تعاطيها مع الانتقام والثأر، ونحن في السودان مثلا ليست لدينا روحاً ثأرية كما في صعيد مصر وكذلك الأمريكان لا ينسون ثأرهم ويبدو ذلك من مشهد تنفيذ العملية الجنود كانوا مشحونين وعلى قدر عال من التعبئة وإلا ما الذي يفسر استخدام كل هذه الآليات العسكرية من طائرات وصواريخ وقناصة مقابل خصم أعزل لم يبادر بالهجوم أو يمسك ببندقية حتى؟ ** لكن الهجوم عليه بهذه الطريقة قصد منه تحقيق العدالة؟ - حتى يرضى الذين هلك أهلهم في برج التجارة هو نفسه (كما ذكرت) لم يفعلها مباشرة بل تحريضاً، والذين خططوا ونفذوا العملية درسوا في أمريكا وتربوا فيها وتعلموا الطيران فيها وغضبوا فيها أيضاً... صحيح أنهم استوحوا أفكارهم منه كما يستوحي المناضلون في تلك المناطق من ثوار أمريكا الجنوبية جيفارا وغيره... أسامة بن لادن بعد محاصرته في أعقاب إزاحة الروس من أفغانستان ومنعه من العودة للسعودية جاء إلى السودان ولكن كما تعلمون طرد وأكلت أمواله وسلبت جنسيته فعاد إلى نفس المناطق الجبلية التي جاء منها ومادام انه في تلك المنطقة محاصراً بالتأكيد سيفرح وينشرح صدره اذا أصاب عدوه مكروها... وأكرر في القانون هناك جناية يرتكبها المتهم بفعل يده وهناك جناية يمثل فيها المتهم دور المحرِّض وقد يكون رئيس العصابة ورأس المتهمين وبن لادن تمت إدانته بالعلاقات العاطفية killedbyassociation . ** مقاطعة: هل كانت تربطك علاقة ببن لادن عندما كان في السودان؟ - لم تربطني به علاقة وثيقة ولا علم لي بطريقة مجيئه إلى السودان ولا أعرف شيئاً عن استثماراته لكنه كان يسكن قريبا منا. ** ويصلي معك في ذات المسجد؟ - أحياناً فهو ليس مشهوراً في المسجد ولا في الجوار وكثير من الدبلوماسيين والسياديين الذين يسكنون في هذه الضاحية يحرصون على زيارتي من باب حب الاستطلاع ويريدون ان يعرفوا هذا الشخص المهاب المخيف بحسب ما يصوره البعض ولكن عندما يلتقون بي تتكشف لهم الحقيقة وبن لادن التقاني بغرض التعرف وحب الاستطلاع. ** لم تدر معه حوارات فكرية؟ - طبعاً لا الثقافات مختلفة ومدى دراسته الدينية محدودة ولم يدرس في بريطانيا أو فرنسا وغير مهتم بقراءة الصحف الأجنبية وتبدأ لي انه مجاهد ومخلص ومع ذلك رقيق جدا ولم التمس فيه في تلك الفترة نزعات توسع عالمي لعله كان مصوب كل همه إلى الاستثمارات التي تربى عليها هو وأسرته. ** إذا كان ذلك كذلك كيف وصل إلى القمة والزعامة والشهرة؟ - التاريخ خير شارح للمكانة والشهرة والمجد الذي وصل انجلز ولينين فهم لم يكتبوا كما كتب ماركس حول مفهوماته للعدالة بقدر ما شرحوا فكرته في رسائل موجزة صادفت موجة للظلامات فذاع صيتهم وأصبحوا العدو الأول للرأسمالية وحوربوا من قبلها... والنبي الكريم خاتم المرسلين استهدف وجرت محاولات لقتله ومات بعد ثلاثة وستين سنة شمسية ومع ذلك عمت دعوته وانتشرت من بعده ولم تمت... في السودان بعد الإنقاذ تنسب إلى كل أعمال الخير من الذين يرون ان الإنقاذ فعلت خيرا وكذلك تنسب إلى كل أعمال الشر حتى سوء العلاقات مع الغرب نسبوه لي وهم لا يجيدون حتى التحدث بالانجليزية والفرنسية وحاولوا تحريض الأمريكان والأوربيين ضدي ولكن الآن هل تحسنت العلاقات؟... الأمريكان أيضاً كانوا يظنون أن الخميني إذا مات ستخمد ثورته ولكن زاد الحماس في إيران أكثر مما كان حياً... وبالتالي ظاهرة التصويب على الرأس ليست مفيدة فمقتله لا يعني نهاية فكرته وزوالها بل قد يحفز الكثيرين للاقتناع بها وفي مصر صوبوا على رأس الدولة، ولكن بعد رحيل السادات جاء حسني مبارك وتعرض لمحاولة اغتيال، وكان هنالك رئيس عربي آخر في ذات المؤتمر دبروا لاغتياله أيضاً وكنا منذ البداية نرفض التصويب على الأشخاص وربط الحلول بالقضاء عليهم وكان الرأي هو دعم ثورات التغيير السلمية من الداخل... لكن المدبرين لم يحدثونهم واسروا بها وفشلت ولم نكن على علم بالمحاولة (أنا والبشير)...الرئيس البشير بدوره تعرض وقتها لضغوط خارجية وحدثني انه يريد عزل هؤلاء قلت له هم موظفون فقال لي (ديل أخوان كبار في الحركة الإسلامية) وأبلغتهم بذلك وقلت علهم حيثما كلفتم اعملوا فغضبوا عليّ غضبا شديدا وقالوا لخاصتهم (ما حمانا) ولذلك ظاهرة ربط الأفكار بالبشر ومحاولات القضاء عليها بموتهم لازالت ماثلة ...وعندما عاد بن لادن للجبال ضخموه وذاع صيته وارتبطت الأحداث بشخصه. ** هل كانت له علاقة بمحاولة اغتيال حسني مبارك؟ - كلا لم تكن له علاقة. ** ماذا كان يفعل في السودان؟ - يعمل في مجال الاستثمار في الطرق وفي مجال الزراعة والحيوان. *ولماذا ابعد؟ - لضغوط أمريكية وبريطانية ...الأمريكان ضخموا الأمر وكتبوا تقارير عن معسكرات للمجاهدين في شمبات لغزو أوربا وألفوا كتب أودعوها مكتبة الكونغرس قرأت بعضها ولكن هذا ليس صحيحاً. *لكن الخليفي استهدف بن لادن والترابي لماذا؟ -هكذا هم المتطرفون يهاجمون اقرب الناس إليهم مع اختلاف المفارقة الفكرية بيني وبن لادن كلانا مسلمين ولذلك وضعنا الخليفي في قائمة واحدة والمرتد حتى في اليسار يهاجم من هم كانوا اقرب إليه فكرا أو من هم في إطار المنظومة برغم اختلاف الرؤى بين كل منهم. ** يقال ان بن لادن ساهم بأموال ضخمة في مشاريع إستراتيجية بالسودان؟ - هو احد المساهمين من ضمن إسلاميين كثر دفعوا شريطة ان لا تذكر أسماؤهم ومنهم من دفع عشرين مليون دولار ولكن بلغت دولهم من بعد فكرهوا السودان. ** هناك من استهدفك بالقتل من قبل؟ -الاغتيال السياسي ليس من شيمة السودانيين سوى حادثة مقتل الدبلوماسي الأمريكي غرانفيل مؤخراً ما حدث لي في كندا تم بتدبير أمريكي (بعيداً عنهم) والأمريكان درجوا على استهداف وتصفية رموز سياسية كما حدث في أمريكا اللاتينية... الآن انضبطت مثل هذه المحاولات في مجلس الشيوخ. ** بعد العودة من كندا هنالك حديث عن مؤامرة لعزلك من القيادة؟ - المؤامرة بدأت منذ مد أمد الاعتقال الأول في مهد الثورة وأيامها الأولى وكما اتهم كثيرون آباءهم بالجن من قبل حاولوا معي كذلك وقرروا بعد حادثة الاعتداء في كندا نفي إلى سويسرا والتخلص مني لينفردوا بالأمر. ** د. الترابي الأب الروحي للإنقاذ وعرابها ومعارضها القوي يعتقل كل مرة بذات الأسباب؟ - أنا لا أحقد على احد، من قبل عملت مع النميري وحرضوه ضدي وأكثر فترات اعتقالي كانت في عهده ومع ذلك لم أذكره بسوء والخلافات بين الإسلاميين وقعت نتيجة الخلاف على مبادئ وأصول الحركة التي تقوم على الحرية والشورى والطهر والوفاء بالعهود والمواثيق والاختيار وفقاً للمشيئة حتى في إمامة الصلاة ولكنهم نقضوا الإيمان بعد توكيدها ووغلوا في الفساد ويومها قلنا انه بلغ بضع في المائة غضب كبرائهم وقاموا علينا كنا نريد انتخاب الولاة وبتر سرطان الفساد حتى لا يسري في كل مفاصل الدولة. //// في الحلقات القادمات - علماء السلطان (ربانيين وأحبار) - اهتم بمقاصد الدين ولا أشغل نفسي بسفاسف الأمور - قرار لاهاي بشأن أبيي ملزم - أؤيد الجنسية المزدوجة.. ووزير الداخلية كان رئيساً لرابطة الطلاب الاريتريين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.