خبراء يعتبرون أن هجمات بوكو حرام التي نفذها في تشاد لا يهدف من خلالها إلى التمدد هناك، بل هي تأتي كردّة فعل على تدخل الجيش التشادي في الحرب عليه. العرب الجماعات الإسلامية المتطرفة تشكل تهديدا على أمن واستقرار الدول الافريقية الخرطوم - بعد تنفيذ جماعة "بوكو حرام" النيجيرية، الجمعة الماضي، أول هجوم لها في الأراضي التشادية الحدودية مع السودان فإن السؤال المطروح بشدة الآن هو مدى إمكانية تمدد الجماعة إلى إقليم دارفور المضطرب غرب السودان. وما يضع السؤال في الواجهة ليس تنفيذ الجماعة لهجمات في تشاد المجاورة لدارفور من حدودها الشرقية، بل لأن تقريرا للجنة تابعة للأمم المتحدة، صدر في يناير الماضي، حذر من تحول دارفور إلى "تربة خصبة تتسلل إليها جماعات إسلامية متطرفة". التقرير الذي صدر عن لجنة حظر دخول الأسلحة إلى دارفور، المكوّنة بقرار من مجلس الأمن الدولي، أشار إلى أن حدود الإقليم التي يسهل اختراقها والتضامن بين القبائل الممتدة في دول المنطقة بما في ذلك أفريقيا الوسطىوالنيجر ومالي، يسهل تسلل الجماعات المتطرفة. ولم يجزم التقرير بشأن مدى التهديد، حيث جاء فيه أنّ اللجنة الأممية "يتعين عليها تحديد مقدار التهديد الفعلي أو المحتمل الذي تشكله الجماعات الإسلامية المتطرفة على الأمن والاستقرار في دارفور". وقال محمد نوري أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم إن "تمدد بوكو حرام من تشاد إلى دارفور جائز نسبة إلى تدهور الوضع الأمني"، مضيفا أنّ "ما يغذي هذه الاحتمالات ليس الأوضاع في تشاد فحسب، بل احتمال التدخل الدولي في ليبيا أيضا"، مطالبا الحكومة التي قال إنها "لا تولي اهتماما كافيا بالأمن الاستراتيجي للبلاد"، بالنظر إلى هذه الاحتمالات "بجدية". آدم محمد أحمد، عميد كلية العلوم السياسية بجامعة الزعيم الأزهري، يستبعد تمدد التنظيم إلى دارفور، حيث يقول "إنّ هجمات التنظيم المتشدد التي نفذها في تشاد لا يهدف من خلالها إلى التمدد هناك، بل هي تأتي كردّة فعل على تدخل الجيش التشادي في الحرب عليه". وأضاف أن "كل ما تريده الجماعة هو إرسال رسالة عبر تسلل جماعات صغيرة تابعة لها لتنفيذ هجمات محدودة، لكن دخولها إلى عمق الأراضي التشادية بشكل منظم يعدّ أمرا صعبا عليها، ناهيك عن دارفور". وبشأن احتمال تسلل عناصر محدودة من الجماعة إلى الإقليم، كما حدث في تشاد، قال أحمد إنّ "لدارفور حدود مشتركة مع تشاد، ولا حدود مباشرة لها مع الكاميرون أو النيجر، وهو ما يصعب من هذه الفرضية". ويرى محللون أن ذلك الهجوم يأتي كرد على بدء الجيش التشادي في يناير الماضي عمليات ضد الجماعة في أقصى الشمال الكاميروني والشمال الشرقي لنيجريا كخطوة استباقية من الرئيس إدريس دبي، الذي قال في وقت سابق، "إنّ بوكو حرام تهدد مصالحنا الحيوية ولن ننتظر هجماتها لأن المؤكد أن عناصرها سيأتون إلينا".