مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى ليبيا يعتبر أن الهجوم العسكري الذي شنته قوات حفتر يهدد الجهود الدولية للتوصل لاتفاق على حكومة وحدة وطنية. العرب مقاتلون تابعون لقوات فجر ليبيا طرابلس/بنغازي- قال مسؤولون إن قوات حفتر شنت غارات جوية السبت على مطارات ومعسكر في العاصمة طرابلس التي تسيطر عليها حكومة موازية وقتلت قياديا كبيرا مواليا لهذه الحكومة. وقالت الحكومة برئاسة عبدالله الثني إنها شنت هجوما عسكريا "لتحرير" طرابلس التي سيطرت عليها جماعة فجر ليبيا في أغسطس وأعادت البرلمان السابق المسمى المؤتمر الوطني العام. واضطرت حكومة عبدالله الثني والبرلمان المنتخب (مجلس النواب) للعمل من شرق ليبيا منذ ذلك الحين. وتتحالف كل من الحكومتين مع فصائل مسلحة تتقاتل من أجل السيطرة على السلطة بعد أربع سنوات من الاطاحة بمعمر القذافي. وقال مسؤول في طرابلس إن صلاح البركي القيادي البارز في جماعة فجر ليبيا قتل غرب طرابلس حيث أشارت وكالة أنباء حكومية إلى وقوع اشتباكات بين جماعة فجر ليبيا وقوات من الزنتان متحالفة مع الثني. وقال مسؤول آخر وبعض المواقع الإخبارية على الانترنت إن البركي قتل في غارة جوية على معسكر في طرابلس. وفي وقت سابق قال صقر الجروشي وهو قائد في سلاح الجو الموالي لحكومة الثني إن طائراته قصفت مطار معيتيقة في طرابلس ومعسكرا تستخدمه فجر ليبيا قرب مطار آخر بالعاصمة. وأضاف أنهم هاجموا أيضا مطار زوارة وهي مدينة قريبة من الحدود التونسية إلى الغرب من طرابلس. وقال مسؤول بالمطار إن المدرج اصيب لكن لم تحدث إصابات بشرية. وقال مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى ليبيا برناردينو ليون إن الهجوم العسكري يهدد الجهود الدولية للتوصل لاتفاق في الأيام القليلة القادمة على حكومة وحدة وطنية ووقف دائم لاطلاق النار في البلاد. والمحادثات التي تجري في المغرب هي الاحدث في سلسلة من الاجتماعات منذ اجتماع في سبتمبر ايلول ضم أطرافا معظمها معتدلة من الجانبين. ويقول زعماء غربيون إن المحادثات التي تجرى برعاية الأممالمتحدة هي السبيل الوحيد لإنهاء الفوضى في ليبيا حيث اكتسب الإسلاميون المتشددون موطئ قدم. وقد اشادت الولاياتالمتحدة ودول اوروبية باستئناف الحوار السياسي بين الفصائل المتخاصمة في ليبيا بينما تتواصل المحادثات في الصخيرات في المغرب بهدف التوصل الى اتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقالت فرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا وبريطانيا والولاياتالمتحدة في بيان مشترك "ندعو المسؤولين السياسيين الليبيين الى تحمل مسؤولياتهم والاعلان بوضوح عن دعمهم للحوار ونحن ندعوهم الى ممارسة سلطتهم على قادة الجيوش والميليشيات". ودعا البيان المشاركين في الحوار الى "بدء محادثات بشكل بناء وبارادة حسنة من اجل التوصل الى تشكيل حكومة وحدة وطنية والى ترتيبات لوقف اطلاق نار في اسرع وقت ممكن". وجرت اشتباكات عنيفة السبت لليوم الثاني على التوالي بين القوات الموالية للحكومة التي تدير العاصمة الليبية والقوات التابعة لحكومة الثني، في منطقة تبعد حوالي 80 كلم جنوبطرابلس. وقال المصور ان منطقة بئر الغنم شهدت اشتباكات عنيفة بين قوات "فجر ليبيا" التي تسيطر على العاصمة ومجموعات مناهضة لها وموالية للحكومة المعترف بها دوليا والتي تتخذ من مدينتي طبرق والبيضاء في شرق البلاد مقرا لها. وقالت الدول الغربية في بيانها "نحن قلقون جدا من التهديد المتزايد للمجموعات الارهابية في ليبيا بما فيها داعش الذي وسع وجوده في ليبيا بسبب غياب حكومة مركزية قوية وموحدة في البلاد" في اشارة الى تنظيم الدولة الاسلامية. واضاف ان "العملية التي تقودها الاممالمتحدة والهادفة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية هي الامل الافضل لليبيين ليقدموا ردا على هذا التهديد الارهابي ومواجهة العنف والفوضى التي تعرقل المرحلة الانتقالية والنمو السياسي في ليبيا". وتشهد ليبيا منذ اشهر صراعا على السلطة تسبب بنزاع مسلح وبانقسام البلاد بين حكومتين حكومة يعترف بها المجتمع الدولي في الشرق، وحكومة مناوئة لها تدير العاصمة بمساندة مجموعات مسلحة متحالفة تعمل تحت اسم جامع هو "فجر ليبيا". وتتبادل قوات الحكومة المعترف بها دوليا بقيادة الفريق اول خليفة بلقاسم حفتر وقوات "فجر ليبيا" التي تضم مجموعات اسلامية، الغارات على المناطق الموالية لكل من الحكومتين وتخوضان مواجهات في مناطق عدة. وسمحت الفوضى في ليبيا لجماعات متطرفة بينها تنظيم الدولة الاسلامية بالتمدد وفرض سيطرتها على مناطق بينها اجزاء كبيرة من مدينة سرت على بعد حوالى 450 كلم غرب طرابلس. الجيش الليبي يواصل معركة تحرير طرابلس المبعوث الدولي يقر بصعوبة التوصل إلى اتفاق بين الفرقاء الليبيين في وقت يواصل فيه الجيش عملية تطهير طرابلس من الميليشيات المتشددة. العرب نيران الأزمة تلهب ليبيا ولا حلّ في الأفق القريب طرابلس - تواجه المحادثات بين الأطراف الليبية مصير الفشل، في ظل انحياز المبعوث الأممي برناردينو ليون إلى معسكر الإسلاميين، وسعيه إلى فرض حل هو بمثابة انقلاب على البرلمان المنتخب والمعترف به دوليا، وإزاء هذا الوضع تجد السلطة الشرعية نفسها مضطرة لخوض معركة حل الأزمة عسكريا وبمفردها، بعيدا عن الأهداف المشبوهة التي يسعى ليون إلى تمريرها عبر ما يسمى الحوار. واعتبر المبعوث الدولي إلى ليبيا برناردينو ليون أن التوصل إلى اتفاق بين طرفي النزاع في ليبيا سيكون صعبا، لكنه أعرب عن الأمل في أن يتحدا لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية". يأتي ذلك في وقت يخوض فيه الجيش الليبي معركة تحرير طرابلس من ميليشيات فجر ليبيا الإسلامية التي تسيطر بقوة السلاح على العاصمة منذ أغسطس الماضي، وذلك بالتزامن مع استئناف المفاوضات بالمغرب. وقال ليون في مقابلة مع صحيفة البايس نشرت السبت في ثاني أيام المفاوضات الليبية بالصخيرات في المغرب "الاتفاق سيكون صعبا، ونحن لا نزال بعيدين عنه". وألمح إلى أن المعركة الدائرة اليوم لاسترجاع طرابلس من يد الميليشيات لها علاقة مباشرة بالمفاوضات في المغرب. وأشار "في كل معسكر هناك متشددون ومعتدلون، المعتدلون يرغبون في التوصل إلى اتفاق في حين يفضّل المتشددون الحل العسكري، يريدون فرض أنفسهم عسكريا على المعسكر الآخر"، مضيفا "لا يمكن أن يقبل المجتمع الدولي هذا الحل (..) وفي حال التوصل إلى اتفاق يجب أن يعود (المجتمع الدولي) إلى البلد". تصريحات المبعوث الأممي إلى ليبيا وإيحاءاته بشأن وجود متشددين في كلا المعسكرين تعكس عدم اعترافه بالحكومة الليبية والبرلمان المنتخب ومقره طبرق، وهذا يثير عديد الشكوك لدى السلطة الشرعية في هذا البلد. وتتعزز هذه الشكوك بالنظر إلى المقترحات التي طرحها المبعوث الدولي على طاولة المفاوضات بين الليبيين. ومن بين هذه المقترحات دعوته إلى وقف إطلاق النار بشكل عام، ما يعني أنه ينطبق أيضا حتى على الجيش في مواجهته مع الإرهابيين. كذلك مطالبته بانسحاب التشكيلات من المدن، وعدم تطرقه إلى ضرورة نزع سلاح هذه التشكيلات، بمعنى أن هذا المطلب لم يتعدّ مجرد حديث عن تجميد جميع القوات الأخرى في مواقعها دون تحديد من هي هذه القوات. ومن ضمن النقاط التي أوردها ليون في ورقة وزعها على المتحاورين الليبيين والتي استعرض مدى خطورتها عضو البرلمان يونس عمر فنوش في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، هو عدم إشارته (المبعوث الدولي) مطلقا إلى مجلس النواب، باعتباره السلطة الشرعية الوحيدة في البلاد، ومنح الحكومة المقترحة كل الصلاحيات التشريعية والتنفيذية. المبعوث الدولي لم يشر في طرحه لحل الأزمة في ليبيا إلى مجلس النواب، باعتباره السلطة الشرعية الوحيدة في البلاد كما عمد إلى اختزال الجيش الليبي في اعتباره مجرد تشكيل مسلح ينطبق عليه ما ينطبق على سائر المجموعات المسلحة الأخرى. واعتبر فنوش أن طرح ليون "يبين انحيازه وتلاعبه بما يسمّى الحوار، فما جاء به ينسف مفهوم الشرعية ويؤصل لمفهوم الدولة الفاشلة التي يسعون لتكوينها في ليبيا بالتعاون مع الإسلاميين والميليشيات التابعة لهم". ويتفق العديد من الخبراء مع عضو البرلمان الليبي بشأن وجود نوايا مشبوهة خلف أطروحات المبعوث الدولي، تقوم بالأساس على تأبيد الصراع في هذا البلد. ويرى عضو البرلمان الليبي أن الحل الوحيد لنزع فتيل الأزمة في ليبيا هو الإقرار المسبق والموثّق كتابيا من قبل الأممالمتحدة بأن السلطة الشرعية الوحيدة في البلاد هي مجلس النواب المنتخب وعدم الاعتراف، بأيّ شكل من الأشكال، بأيّ مسمّى آخر هذا أولا. ثانيا حصر صلاحية تشكيل الحكومة ومنحها الثقة لمجلس النواب وحده، مع التزام الأخير بإشراك أو تمثيل أيّ طرف يقرر التوقف عن الحرب والقتال، ويتعهد بتسليم ما لديه من سلاح ثقيل ومتوسط إلى الجيش. النقطة الثالثة هي الاعتراف بالجيش الليبي المشكّل، والتسليم بحق الدولة الليبية في البحث عن سبل لتسليحه وتزويده بما يلزمه من أدوات لمواصلة الحرب ضد الإرهاب. هذه النقاط الثلاث هي الطريق الوحيد، وفق فنوش، لتركيز أسس سليمة للحل في ليبيا، ولكن تبقى أهداف القوى الكبرى وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة لا تتفق مع ذلك. ومن هذا المنطق يرى المتابعون أن السلطة الليبية المعترف بها دوليا لم يعد لها من حلّ سوى فرض ذلك على أرض الواقع من خلال التسريع في تحرير المناطق الليبية من سيطرة الجماعات الإسلامية. وفي هذا الإطار يندرج إعلان الجيش الليبي عن معركة تحرير العاصمة طرابلس. وشنت طائرات الجيش غارات جوية على معسكر تابع لميليشيات فجر ليبيا، أمس السبت وحاولت قصف مطار معيتيقة الذي يوجد تحت أيدي هذه الميليشيات. وقال صقر الجروشي وهو قيادي في سلاح الجو بشرق ليبيا إن طائراته قصفت مطار معيتيقة في طرابلس ومعسكرا يستخدمه فجر ليبيا قرب مطار آخر بالعاصمة. وذكر مصدر أمني في طرابلس أن المعسكر قُصف فيما يبدو لكن الطائرات أخطأت هدفها ولم تقصف المطار. وقالت قناة النبأ التلفزيونية ومقرها طرابلس إن طائرات حربية قصفت أيضا مطار زوارة غرب البلاد لكن لم يرد تأكيد فوري على هذا. إلى ذلك اندلعت صباح أمس اشتباكات بين الجيش وفجر ليبيا في منطقة العجيلات تبعد بنحو 100 كم من غرب العاصمة طرابلس. واعتبر محمد الصائم، مساعد آمر الفرقة 166 التابعة للجيش، أن الاشتباكات التي تدور رحاها بالعجيلات منفصلة عن "مخطط تحرير العاصمة".