اعتراف العبادي بانتهاكات وجرائم الميليشيات الطائفية في تكريت يعد أوضح اعتراف عراقي رسمي. العرب غبار معركة تكريت بدأ ينجلي عن فظاعات ترتكبها الميليشيات تكريت (العراق) – خطر الميليشيات الشيعية على وحدة المجتمع العراقي، وعلى الجهد الحربي ضد تنظيم داعش، تجسّد من جديد في مدينة تكريت التي لم يكد أهلها يخرجون من سيطرة تنظيم داعش حتى وجدوا أنفسهم في قبضة تشكيلات طائفية لا تقل عن التنظيم المتشدد تطرفا وعنفا وإجراما. وأمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس قوات الأمن بالقبض على من يخالفون القانون في مدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين التي تشهد أعمال نهب وسلب على يد الميليشيات التي شاركت في اقتحامها. وجاء أمر العبادي كأوضح اعتراف عراقي رسمي بموجة الانتهاكات والجرائم واسعة النطاق التي باشرتها الميليشيات على خلفية طائفية في مدينة تكريت وما حولها، ووصل الأمر حدّ الاصطدام بالقوات العراقية في انعكاس واضح لتغوّل تلك التشكيلات المسلّحة التي تقودها شخصيات شيعية موالية لإيران وتتجاوز سلطتها سلطة الدولة في حدّ ذاتها. وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي أمس في بيان إنّه دعا "القوات المتواجدة في تكريت إلى إلقاء القبض على كل شخص يقوم بمثل هذه الأعمال والحفاظ على الممتلكات والمنشآت في محافظة صلاح الدين"، في إشارة إلى أعمال سلب ونهب واسعة النطاق واستباحة من قبل ميليشيات الحشد الشعبي للممتلكات الخاصة والعامة وتطورّها إلى اقتتال على المغانم. واندلعت أمس في قضاء بلد التابع لمحافظة صلاح الدين اشتباكات مسلّحة بين قوات الشرطة العراقية وعناصر من ميليشيات الحشد الشعبي تنتمي لجناح سرايا الخرساني، أسفرت عن 9 قتلى و17 جريحا. وتفجّرت المواجهة حين حاولت مجموعة من سرايا الخرساني نهب مجموعة من السيارات الخاصة وتصدى لها عناصر من الشرطة الاتحادية. أسامة النجيفي: ما حصل في تكريت رسالة سلبية للمجتمع الدولي ومع التطور الخطير في جرائم الميليشيات الشيعية في تكريت، من سلب ونهب وتخريب للدور والمتاجر وقطع طرق ومنع أهالي المدينة من العودة إلى بيوتهم التي هجّروا منها بسبب الحرب، وفي ظل الانتشار الواسع، وعلى نطاق دولي، لأخبار تلك الجرائم وتداولها بين ساسة عالميين ومنظمات دولية، تحاول حكومة رئيس الوزراء عبر بعض الإجراءات العاجلة تطويق الفضيحة التي سيكون لها أسوأ الأثر على مسار الحرب على تنظيم داعش، لجهة خسارة جهود طيف واسع من مكونات المجتمع العراقي وحتى إمكانية خسارة دعم التحالف الدولي. وقال أمس مصدر رفيع في "الفرقة الذهبية"، إحدى تشكيلات الشرطة الاتحادية العراقية، إن الفرقة تلقت أوامر بتشديد قبضتها على مداخل مدينة تكريت لمنع إخراج أيّ من الممتلكات المنهوبة. وجاء ذلك مع رواج تقارير موثّقة ومتعددة المصادر بشأن تعرض منازل وممتلكات تعود إلى أهالي مدينة تكريت للتخريب والنهب والسرقة من قبل الميليشيات الشيعية على خلفيات طائفية. وقال أسامة النجيفي نائب الرئيس العراقي أمس إن كلاّ من رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي أقرا بتعرض ممتلكات المدنيين في مدينة تكريت إلى النهب والحرق على أيدي ميليشيات الحشد الشعبي بعد خروج مقاتلي داعش منها. وفي بيان صادر عن مكتبه أوضح النجيفي أن ما يصل من أخبار ومعلومات حول قيام جماعات مسلحة بالسرقة والحرق والسلب "رسالة سلبية سوداء للمجتمع الدولي الذي يتابع ما يجري في العراق ويدعم الجهد المضاد للإرهاب". السيستاني يبارك "البطولات" المسطرة في صلاح الدين كربلاء (العراق) - باركت المرجعية الشيعية العليا في العراق ممثلة في رجل الدين علي السيستاني ما سمته "الانتصار الكبير" الذي حققته القوات العراقية بمشاركة ميليشيات الحشد الشعبي في مدينة مركز محافظة صلاح الدين. وعلى عكس ما يتواتر من معلومات بشأن حدوث انتهاكات واسعة النطاق على خلفية طائفية بحق المدنيين، دعا عبدالمهدي الكربلائي معتمد المرجعية في محافظة كربلاء أمس خلال خطبة صلاة الجمعة في صحن الإمام الحسين، إلى الوثوق بالمقاتلين العراقيين، قائلا إنّ "المرجعية الدينية تبارك للشعب العراقي وقوّاته المسلحة هذه الشجاعة والبطولة التي سطروها في هذه المعركة المتميزة". وأضاف أنه أجرى سلسلة من الاتصالات، مع رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس مجلس الوزراء والقائد العام للجيش والقوات المسلحة حيدر العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي الذين أقروا بحصول انتهاكات وجرائم في تكريت ووعدوا باتخاذ الإجراءات كافة من أجل وقف هذه الأعمال ومحاسبة مرتكبيها. وحمّل النجيفي الحكومة مسؤولية حماية ممتلكات المدنيين في تكريت، داعيا إلى ضرب المجموعات التي تقوم بانتهاكات والاعتداء على ممتلكات المواطنين، واعتبر أنها "تقدم خدمات مجانية لداعش وتقتدي بفعلها الأسود". وإضافة إلى سكان تكريت تطال جرائم الميليشيات النازحين في مختلف أرجاء محافظة صلاح الدين. وقال عضو في كتلة اتحاد القوى بالبرلمان العراقي أمس إن نحو 5 آلاف عائلة نازحة من قرية البوعجيل وناحية الدور قرب مدينة تكريت لم يسمح لها بالعودة إلى منازلها عقب استعادتها من قبضة داعش، مشيرا إلى أن وضع تلك العائلات صعب من الناحية الإنسانية. وأوضح النائب عبدذياب العجيلي أن القوات الأمنية والحشد الشعبي لم يسمحا حتى صباح الجمعة بعودة العائلات النازحة إلى ديارها. وحاول قادة في ميليشيات الحشد الشعبي تبرئة ميليشياتهم مما جرى في تكريت ملقين التبعة على "عصابات". وقال أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في بغداد إن "عصابات مجرمة" قامت بعمليات السرقة والنهب في تكريت. وتجاوزت أصداء جرائم الميليشيات الشيعية حدود العراق متخذة بعدا دوليا، حيث أعلن مسؤول كبير في البنتاغون أن الولاياتالمتحدة تراقب عن كثب أيّ تجاوزات للقوات العراقية وحلفائها في تكريت بعد ورود معلومات أفادت بأن هذه القوات ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان خلال استعادتها السيطرة على المدينة من تنظيم داعش.