تتواصل الحرب في ولاية النيل الأزرق وقصف المدنيين والهجمات البرية عليهم ويؤكد العاملون في المجال الإنساني أن نصف سكان الولاية نزحوا بسبب الحرب وفر أكثر من 27 الف شخص نحو أثيوبيا وجنوب السودان المجاور منذ اندلاع المعارك في ولاية النيل الازرق الشهر الماضي، ويروي لاجئون انهم تعرضوا بانتظام الى قصف جوي وهجمات برية. وتخشى الاممالمتحدة من ان يتدفق لاجئون جدد خلال الاسابيع القادمة لا سيما ان المعارك بين قوات الخرطوم والجناح الشمالي من الجيش الشعبي لتحرير السودان متواصلة. وقاتل عناصر الجيش الشعبي لتحرير السودان 22 سنة الى جانب زملائهم متمردي جنوب السودان في النزاع الدامي ضد الخرطوم ومنذ نهاية الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب في 2005، كان يفترض ان يعمل عناصر الجيش الشعبي لتحرير السودان مع جيش الخرطوم النظامي. ولكن بعد انفصال الجنوب تجدد القتال من جديد في سبتمبر الماضي. ويخشى العاملون في المجال الانساني الذين لم يصلوا الى النيل الازرق ان يكون الاف الاشخاص قد قتلوا، واكدوا ان نصف سكان تلك الولاية البالغ عددهم 1,2 مليون نسمة، نزحوا بسبب الحرب. وعبر العديد من النازحين اثيوبيا ليقيموا في بلدات حدودية مثل جيزان التي تعد الفين ومئة لاجئ. وتشجعهم المفوضية العليا للاجئين على الاقامة في مخيمات حقيقية كي يحصلو على المساعدات لا سيما انهم قد يبقوا هناك فترة طويلة. لكن العديد منهم مترددون حيث انهم ياملون ان لا يستمر النزاع. وفي شركول يزداد عدد اللاجئين الاطفال. وتحذر وكالات المساعدة في تلك المخيمات في شرق اثيوبيا والتي يتعين عليها ان تواجه ايضا تدفق اللاجئين الصوماليين في جنوب البلاد في دولو ادو، من تضاؤل الموارد. وقالت ايريني فان ري المسؤولة في المفوضية العليا للاجئين «هناك وضع طارئ في دولو اتو والوضع هنا ايضا طارئ، ان عددنا لا يكفي». كذلك حذرت منظمة التغذية والزراعة (فاو) للامم المتحدة من ازمة غذائية وشيكة في ولاية النيل الازرق بسبب النقص في الامطار والاغذية والذي قد يزيد في عدد اللاجئين الى اثيوبيا. وفي شركول ما زال بعض اللاجئين ياملون في العودة الى ديارهم لكنهم متشائمون. وقال ابسيتا افالا «اذ حل السلام ساعود (...) لكن لا يمكنني ان اقول لكم متى».