شركول - ا ف ب - تذكر رصاصتان اصابتا ساق اللاجئ السوداني ابسيتا افالا في اثيوبيا الرجل دائما بالحرب المدنية الدائرة في ولاية النيل الازرق التي غادرها قبل ايام. وبما ان المشي على ساقه المصابة يؤلمه فانه يقضي ايامه ممددا في احدى خيام مخيم شركول القريب من الحدود وهو يسمع دوي القصف الجوي. ويقول بغيظ «اطلقوا علي الرصاص فاضطررت ان ارحل الى اثيوبيا وتركت كل رفاقي ورائي». واصيب المقاتل (33 سنة) في مواجهات عنيفة دارت في وحدته العسكرية السودانية عندما هاجم جنود موالون للخرطوم متمردين جنوبيين سابقين رغم انه يفترض انهم اصبحوا زملاء. وفر اكثر من 27 الف شخص نحو اثيوبيا وجنوب السودان المجاور منذ اندلاع المعارك في ولاية النيل الازرق الشهر الماضي، ويروي لاجئون انهم تعرضوا بانتظام الى قصف جوي وهجمات برية. وتخشى الاممالمتحدة من ان يتدفق لاجئون جدد خلال الاسابيع القادمة لا سيما ان المعارك بين قوات الخرطوم والجناح الشمالي من الجيش الشعبي لتحرير السودان متواصلة. ويخشى العاملون في المجال الانساني الذين لم يصلوا الى النيل الازرق ان يكون الاف الاشخاص قد قتلوا، واكدوا ان نصف سكان تلك الولاية البالغ عددهم 1,2 مليون نسمة، نزحوا بسبب الحرب. وعبر العديد من النازحين اثيوبيا ليقيموا في بلدات حدودية مثل جيزان التي تعد الفين ومئة لاجئ. وتشجعهم المفوضية العليا للاجئين على الاقامة في مخيمات حقيقية كي يحصلو على المساعدات لا سيما انهم قد يبقوا هناك فترة طويلة. لكن العديد منهم مترددون حيث انهم ياملون ان لا يستمر النزاع. وقالت الام الشابة اتوما انور (18 سنة) التي تعيش في مدرسة مهجورة في جيزان مع ثلاثين لاجئا اخر «لا استطيع التوقف عن ان اتذكر قريتي». وقد وضعت رضيعها بدون مساعدة طبية وتعيش بفضل مساعدة اصدقاء. وفي شركول يزداد عدد اللاجئين الاطفال. من جانبه فر بيار داوود (13 سنة) من قريته عندما اجتاحها الجنود ليلا تاركا وراءه اباه واشقاءه. وقال متذكرا ما جرى وهو جالس في خيمة يلهو مع ثلاثة فتيان اخرين في الوضع نفسه ان «الناس كانوا يركضون ويصرخون ويبكون». ولا يريد العودة الى السودان بل مواصلة الذهاب الى المدرسة التي بدا يتردد عليها منذ وصوله الى شركول الشهر الماضي. وتحذر وكالات المساعدة في تلك المخيمات في شرق اثيوبيا والتي يتعين عليها ان تواجه ايضا تدفق اللاجئين الصوماليين في جنوب البلاد في دولو ادو، من تضاؤل الموارد. وقالت ايريني فان ري المسؤولة في المفوضية العليا للاجئين «هناك وضع طارئ في دولو اتو والوضع هنا ايضا طارئ، ان عددنا لا يكفي». كذلك حذرت منظمة التغذية والزراعة (فاو) للامم المتحدة من ازمة غذائية وشيكة في ولاية النيل الازرق بسبب النقص في الامطار والاغذية والذي قد يزيد في عدد اللاجئين الى اثيوبيا. وفي شركول ما زال بعض اللاجئين ياملون في العودة الى ديارهم لكنهم متشائمون. وقال ابسيتا افالا «اذ حل السلام ساعود (...) لكن لا يمكنني ان اقول لكم متى».