صنعاء (رويترز) - قتل شخصان في مدينة عدن في جنوب اليمن يوم الجمعة في احتجاجات ضد حكم الرئيس علي عبد الله صالح الذي بدأ قبل 32 عاما ونظم مؤيدو ومعارضو الرئيس اليمني مظاهرات متنافسة في العاصمة صنعاء. وهتف المحتجون خارج جامعة صنعاء "الشعب يريد اسقاط النظام" رافعين شعارا ترددت في أنحاء العالم العربي منذ الانتفاضتين الشعبيتين في مصر وتونس. وعلى بعد حوالي أربعة كيلومترات بالجانب الاخر من المدينة ردد موالون هتافات التأييد للرئيس الذي يقولون انه يحافظ على تماسك الدولة الفقيرة القبلية ووصفوه بصانع الوحدة وقالوا انهم لن يتخلوا عنه. وفي جنوب البلاد خرج أكثر من عشرة الاف شخص في شوارع عدة أحياء بمدينة عدن الساحلية مطالبين بانهاء حكم صالح. وقال شهود عيان ان 34 شخصا أصيبوا أغلبهم بأعيرة نارية في المظاهرات التي بدأت عقب صلاة الجمعة. وأضافوا أن أحد الجرحى في حالة حرجة. وقتل 19 شخصا في الايام التسعة المنصرمة في موجة من الاحتجاجات المناهضة لصالح في أنحاء اليمن ألهبها سقوط الرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك. وقال صالح انه لن يرضخ أمام الفوضى والقتل. ويكافح صالح -وهو حليف للولايات المتحدة في حربها ضد جناح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومقره اليمن- لانهاء الاحتجاجات المناهضة لحكمه والتي بدأت قبل شهر. ويحاول الرئيس اليمني أيضا الحفاظ على هدنة هشة مع الحوثيين في الشمال واحتواء تمرد انفصالي في الجنوب. ونظم نحو عشرة الاف اخرين في مدينة تعز على بعد 200 كيلومتر الى الجنوب من صنعاء مظاهرة مناهضة للحكومة. وفي حي المنصورة في عدن اقتحم المحتجون مبنى للمجلس المحلي وأضرموا النار في سيارة حكومية كانت متوقفة خارجه. وخارج جامعة صنعاء نظم معارضون لصالح مزادا لجمع تبرعات لحملتهم حيث باعوا سيارة وساعة يد مقابل 600 ألف ريال (3000 دولار). وقال فؤاد دحابة عضو البرلمان عن المعارضة والذي شارك في المسيرة ان الثورة بدأت ولن تتوقف قبل تلبية مطالبها. وأضاف أنهم ليسوا أقل من المصريين والتونسيين الذين تحرروا. وهتف أنصار صالح -الذين جاء كثيرون منهم في حافلات- في ميدان التحرير قائلين "نعم للاستقرار.. لا للفوضى". وقال محمد صالح "لا فائدة من محاولة تدمير البلاد وتقسيمها. يجب أن ندخل جميعا في حوار من أجل المصلحة الوطنية." وعززت السلطات اجراءات الامن في صنعاء قبل المسيرات. وأمر بيان لوزارة الداخلية صدر في ساعة متأخرة أمس قوات الامن بالحذر واتخاذ كل الاجراءات الاحترازية لمنع تسلل أفراد يريدون تنفيذ أعمال عنف. وكان صالح قد أمر قوات الامن بتوفير الحماية للمتظاهرين ومنع وقوع مواجهات وفقا لبيان أصدرته السفارة اليمنية في واشنطن. وقالت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) ان صالح شكل لجنة برئاسة رئيس الوزراء علي محمد مجور لبدء حوار مع المحتجين للاستماع الى مطالبهم.