يوكوهاما يقلب خسارته أمام العين إلى فوز في ذهاب نهائي "آسيا"    برباعية نظيفة.. مانشستر سيتي يستعيد صدارة الدوري الإنكليزي مؤقتًا    ريال مدريد ينهي خلافه مع مبابي    هل يمكن الوثوق بالذكاء الاصطناعي؟.. بحث يكشف قدرات مقلقة في الخداع    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    سألت كل الكان معاك…قالو من ديك ما ظهر!!!    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أنشيلوتي: فينيسيوس قريب من الكرة الذهبية    حمّور زيادة يكتب: ما يتبقّى للسودانيين بعد الحرب    هجوم مليشيا التمرد الجمعة علي مدينة الفاشر يحمل الرقم 50 .. نعم 50 هجوماً فاشلاً منذ بداية تمردهم في دارفور    عاصفة شمسية "شديدة" تضرب الأرض    مخرجو السينما المصرية    تدني مستوى الحوار العام    «زيارة غالية وخطوة عزيزة».. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان عُمان وترحب بها على أرض مصر – صور    د. ياسر يوسف إبراهيم يكتب: امنحوا الحرب فرصة في السودان    هل ينقل "الميثاق الوطني" قوى السودان من الخصومة إلى الاتفاق؟    كلام مريم ما مفاجئ لناس متابعين الحاصل داخل حزب الأمة وفي قحت وتقدم وغيرهم    الأمن، وقانون جهاز المخابرات العامة    مرة اخري لأبناء البطانة بالمليشيا: أرفعوا ايديكم    الكابتن الهادي آدم في تصريحات مثيرة...هذه أبرز الصعوبات التي ستواجه الأحمر في تمهيدي الأبطال    شاهد بالصورة.. حسناء الفن السوداني "مونيكا" تشعل مواقع التواصل الاجتماعي بأزياء قصيرة ومثيرة من إحدى شوارع القاهرة والجمهور يطلق عليها لقب (كيم كارداشيان) السودان    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    بالصور.. معتز برشم يتوج بلقب تحدي الجاذبية للوثب العالي    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    محمد سامي ومي عمر وأمير كرارة وميرفت أمين في عزاء والدة كريم عبد العزيز    مسؤول بالغرفة التجارية يطالب رجال الأعمال بالتوقف عن طلب الدولار    مصر تكشف أعداد مصابي غزة الذين استقبلتهم منذ 7 أكتوبر    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    مقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر.. معلومات جديدة وتعليق كندي    النفط يتراجع مع ارتفاع المخزونات الأميركية وتوقعات العرض الحذرة    النموذج الصيني    غير صالح للاستهلاك الآدمي : زيوت طعام معاد استخدامها في مصر.. والداخلية توضح    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    إسرائيل: عملياتنا في رفح لا تخالف معاهدة السلام مع مصر    الجنيه يخسر 18% في أسبوع ويخنق حياة السودانيين المأزومة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



احتفاظ الزنتان بسيف الاسلام القذافي مؤشر على الانقسامات في ليبيا
نشر في السودان اليوم يوم 21 - 11 - 2011

الزنتان (ليبيا) (رويترز) - يعكس قرار معتقلي سيف الاسلام القذافي بنقله الى مكان سري في بلدة الزنتان الجبلية الليبية بدلا من العاصمة طرابلس مشكلة اوسع بين ميليشيا محلية قوية والحكومة المركزية الضعيفة.
وقال اسامة الجوالي رئيس المجلس العسكري في الزنتان لرويترز يوم الاحد ان سيف الاسلام سيبقى في البلدة لانها مكان امن بالنسبة له وانه لن يغادر البلدة في المستقبل القريب.
واضاف انه يعتقد ان سيف الاسلام يجب ان يحاكم في الزنتان ايضا.
ولم تعلن الحكومة الليبية الجديدة حتى بعد ثلاثة اشهر من فرار معمر القذافي من العاصمة ويواجه رئيس الوزراء المكلف ضغوطا من قادة ميلشيات الثوار الذين ينتظرون الفوز بجزء من الكعكة السياسية.
وكان مقاتلو الزنتان هم من القوا القبض على نجل القذافي ووريثه ونقله طيار من الزنتان جوا الى البلدة التي تقع بالجبل الغربي او جبل نفوسة على بعد ساعتين من العاصمة.
وبعد تعرض القذافي الاب للضرب بشكل وحشي ومقتله في النهاية في مسقط رأسه في سرت واجه الثوار الليبيون موجة من الاستهجان الدولي.
ولا تريد الزنتان التي تنظر لها بقية الميليشيات في ليبيا على انها ليست محل ثقة تكرار نفس الخطأ ويبدو انها تريد الاحتفاظ بصيدها الثمين.
ويقول القادة في الزنتان ومحتجزي سيف الاسلام ان السبب وراء الاحتفاظ به في البلدة لا تحت قيادة المجلس الوطني الانتقالي في العاصمة هو حمايته من المصير الدامي الذي لحق بأبيه.
وقال فريد ابو علي المقاتل في الزنتان الذي ارسلته طرابلس لنقل سيف الاسلام من حيث القي القبض عليه في الصحراء بجنوب ليبيا صباح السبت الى الزنتان "اضطررنا الى نقل سيف الى الزنتان جوا لانه المكان الوحيد الذي نضمن فيه سلامته."
واضاف "اذا نقل الى طرابلس او اي مكان اخر فهناك خوف من ان يقتله المقاتلون الغاضبون الذين يريدون الانتقام."
وقام يوم الاحد عبد الله المهدي المقاتل من الزنتان وقائد الطائرة العسكرية روسية الصنع التي نقلت سيف الاسلام الى الزنتان باستضافة طاقم طائرته وعدد من المقاتلين الذين ساهموا في القبض على سيف الاسلام في بيته الريفي فوق الجبل المطل على البلدة.
ودار الحديث بين الجماعة وسط دخان السجائر وأقداح القهوة عن اليوم الماضي.
وقال الطيار "سيف اخبرني انه يريد المجئ الى الزنتان.. هو يعرف انه سيكون بأمان هنا."
وانشق المهدي (49 عاما) عن القوات الجوية الليبية في وقت سابق من هذا العام لينضم الى معارضي القذافي على اطراف الزنتان ويقاتل في صفوفهم.
وفي مقابلات سابقة بدا المهدي غاضبا وهو يتذكر قصف قوات القذافي لمنزل امه في الزنتان لكنه بدا اكثر هدوء واستغراقا بعد ان امسك بنجل الدكتاتور.
وقال "قصة سيف الاسلام مأساة. ابوه مات واخوته ماتوا وامه واخته فروا."
وعندما غادر سيف الاسلام طائرة المهدي يوم السبت ليقع بين ايدي المقاتلين الغاضبين كان المهدي يمسك يده.
وقال "الزنتان لها تاريخ طويل في القتال. اجدادنا والاجيال السابقة علمتنا ان نحسن معاملة الاسرى."
والزنتان بلدة فقيرة يسكنها نحو 35 الف نسمة لكنها مشهورة في ليبيا ببسالة مقاتليها سواء ضد الاستعمار الايطالي في العشرينات او هذا العام خلال الثورة الليبية.
ولم تتمكن قوات القذافي من الوصول الى الزنتان ابدا طوال الحرب لكنها امطرت البلدة بصواريخ جراد من مسافة خمسة كيلومترات. وتسببت هذه الهجمات في تدمير جدران منازل خرسانية بنيت فوق الجبل الضخم.
وقال احد السكان "القذافي لن يدخل مكانين ابدا.. الزنتان والجنة."
وتقول الجماعة التي اسرت سيف الاسلام والجماعة التي نقلته جوا الى الزنتان ان البلدة مرتبطة منذ 200 عام باتفاقية قبلية مع قبيلة القذاذفة التي ينتمي لها القذافي وتضمن حماية اسرى الحرب.
وقال ابو علي "انها اتفاقية تاريخية لكنها ما زالت قائمة."
ويشتهر سكان الزنتان بأنه قوم رحل ومن الممكن ان تجد اهل الزنتان في اي مكان في ليبيا.
وشارك ابناء البلدة الجبلية في القتال في كل مكان ويقول بعضهم انهم ظلوا بعيدا عن ديارهم لحماية ابار النفط ومراقبة الحدود الليبية.
وشكت بعض الجماعات الاخرى في انحاء ليبيا من ان مقاتلي الزنتان يتصرفون كقوات احتلال لكن السكان في البلدة يقولون ان هذه التصرفات ناجمة عن مشاعرهم الوطنية الغامرة.
وقال مقاتل من الزنتان يوم الاحد "نحن كالذئاب.. نزأر ونحمي بلادنا."
ومن المتوقع ان يزور لويس مورينو اوكامبو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية التي اصدرت مذكرة اعتقال بحق سيف الاسلام بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية الاسبوع القادم.
من اوليفر هولمز
صحافية تروي ملابسات اعتقال سيف الاسلام القذافي
الاحد 20/11/2011م الساعة 16:20م
/ أوباري – رويترز: لم يكن يرتدي السترة السوداء الانيقة وسروال الجينز ولا ملابس القتال ذات اللون الكاكي التي كان يرتديها في اخر ظهور تلفزيوني له بطرابلس فيما تحولت اللحية القصيرة الى لحية سوداء كثيفة عقب فراره على مدى اشهر.
لكن النظارة الطبية التي ترسم اطارا لعينيه الحادتين فوق ذلك الانف المستقيم المدبب تفضح هويته على الرغم من تغطيته جزءا من وجهه بوشاح.. انه سيف الاسلام القذافي.
لقد أصبح سيف الاسلام - الحاصل على درجة الدكتوراة من كلية لندن للاقتصاد والذي كان اصلاحيا تحول الى أحد أدوات القمع الرئيسية للمعارضة لحكم والده الزعيم الراحل معمر القذافي - أسيرا الان على متن طائرة نقل عتيقة تابعة للقوات الجوية الليبية قرب أوباري في عمق الصحراء.
وصف المتحدث باسم الحكومة المؤقتة هذا بأنه 'الفصل الاخير في الدراما الليبية'. لكن بطل الدراما الليبية نجل معمر القذافي الذي أطلق على نفسه لقب 'ملك الملوك' وربما تطلع الى أن يحكم افريقيا ذات يوم لن يقدم مشهدا ختاميا.
اقتربت مراسلة من رويترز من الاسير البالغ من العمر 39 عاما وهو يجلس على مقعد بمؤخرة الطائرة الانتونوف التي ترجع الى الحقبة السوفيتية.
ان الرجل الذي حاكم وسائل الاعلام العالمية في الاشهر الاولى من موجة انتفاضات الربيع العربي على متن طائرة متجهة الى الزنتان قرب طرابلس في رحلة تستغرق 90 دقيقة.
جلس مقطب الجبين صامتا وشاردا يعتني بيده اليمنى التي غطت الضمادات ابهامها واصبعين اخرين. في أحيان أخرى كان يتحدث مع اسريه بل ويأخذ أوضاعا لتلتقط له الصور.
وضعت النهاية لفرار سيف الاسلام قبل ذلك ببضع ساعات تحت جنح الظلام بمنطقة صحراوية حين حاول بصحبة بعض مرافقيه الموثوقين شق طريقهم بين دوريات مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي الذين عقدوا العزم على منع هربهم عبر الحدود.
وقال احمد عمار وهو واحد من 15 مقاتلا ألقوا القبض على سيف الاسلام 'في البداية كان خائفا جدا. كان يظن أننا سنقتله.' وكان مقاتلون من كتيبة خالد بن الوليد وهي من الزنتان اعترضوا سيارتين رباعيتي الدفع تقلان الهاربين على مسافة 64 كيلومترا تقريبا في الصحراء.
وقال عمار 'لكننا تحدثنا له بطريقة ودية وحاولنا تهدئته وقلنا له 'لن نؤذيك'.'
ويعد اعتقال سيف الاسلام احدث فصل في موجة الثورات التي تجتاح العالم العربي. أطاحت الثورة الاولى بحكومة الرئيس زين العابدين بن علي في تونس اوائل العام الحالي.
وامتدت موجة التغيير الى مصر مما أجبر رئيسها لثلاثين عاما حسني مبارك على التنحي ووصلت الى ليبيا حيث سقطت العاصمة طرابلس في ايدي المعارضة المسلحة هذا الصيف وقتل معمر القذافي بعد أن ضربه معتقلوه وارتكبوا انتهاكات بحقه الشهر الماضي وهي الان تهدد حكم عائلة الاسد الممتد منذ اربعة عقود في سوريا.
كان سيف الاسلام الوجه الباسم لهيكل حكم القذافي. اكتسب مصداقية شخصية على أعلى مستويات المجتمع الدولي خاصة في لندن حيث ساعد في تحسين سمعة ليبيا من خلال المؤسسة الخيرية التي كان يرأسها. هدم هذه السمعة تماما خلال الانتفاضة فكان من بين أعتى المتشددين ضد المعارضين.
وتعتمد هذه الرواية عن اعتقاله والشهر الاخير الذي قضاه هاربا على مقابلات مع من ألقوا القبض على سيف الاسلام ومعه هو شخصيا. وشهدت مراسلة رويترز ومصورها التلفزيوني والفوتوغرافي على رحلته بالطائرة الى المكان الذي حبس فيه حيث كانوا جميعا على متن الطائرة.
ألقي القبض عليه بعد أن انتهت حياة والده نهاية عنيفة وهو مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية بزعم اصدار أوامر بقتل محتجين عزل في فصل الربيع الماضي.
ويريد زعماء ليبيا المؤقتون محاكمته داخل البلاد ويقولون انهم لن يرحلوه فيما قال وزير العدل انه يواجه عقوبة الاعدام.
بدأت محاولته للفرار في 19 اكتوبر تشرين الاول تحت نيران حلف شمال الاطلسي من بني وليد على بعد 160 كيلومترا تقريبا من العاصمة. وقال عمار وزملاؤه من المقاتلين انهم يعتقدون أنه كان يختبيء منذ ذلك الحين في أجزاء مقفرة من منطقة براك الشاطيءالجبلية.
وقال مساعدون اعتقلوا في بني وليد ان قافلة سيف الاسلام قصفت في غارة جوية شنها حلف شمال الاطلسي في مكان قريب يحمل اسم وادي زمزم. منذ ذلك الحين سرت تكهنات بأن القبائل البدوية التي كان يرعاها والده ربما تعمل على تهريبه عبر الحدود الجنوبية لليبيا مثل اخويه واخته ووالدتهم الى النيجر او الجزائر.
لم يصل الى هذا الحد. أوباري على بعد 322 كيلومترا تقريبا من الاثنتين. لكن اسريه يعتقدون أنه كان متجها الى النيجر التي كانت من بين المستفيدين من سخاء القذافي الاب ومنحت حق اللجوء للساعدي شقيق سيف الاسلام.
وقال عمار ان وحدته التي تجوب الصحراء منذ أسابيع وصلتها معلومة سرية بأن مجموعة صغيرة من الموالين للقذافي لم تكن تعلم من هم سيتجهون على طريق معين نحو أوباري فانتظروا ليرصدوا السيارتين تمران تحت جنح الظلام.
وقال عمار 'أطلقنا النيران في الهواء وعلى الارض امامهم... أوقفوا السيارتين ربما ليظهروا أنهم ليسوا خائفين.'
يقول عادل علي احمد قائد المقاتلين انه حاول معرفة هوية الرجل الذي بدا أنه الراكب الرئيسي ضمن المجموعة وسأله 'من انت؟'
جاءت الاجابة 'عبد السلام.'
بدأ احمد يتعرف على الرجل فانفرد بعمار وهمس له قائلا 'أعتقد انه سيف.'
عادا الى السيارة وقال عمار 'أعرف من تكون. أعرفك.'
انتهت المباراة. وقال أحد مقاتلي الزنتان انه تمت مصادرة عدة بنادق كلاشنيكوف وقنبلة يدوية ونحو أربعة الاف دولار كانت في السيارة.
هذه امكانات محدودة لرجل قاد والده واحدا من افضل الجيوش تسلحا في افريقيا والذي يشتبه كثيرون أنه يحمل داخل ذهنه المفاتيح لمليارات مسروقة من الدولة الليبية ومخبأة في حسابات مصرفية سرية بالخارج.
وقال عمار 'لم يقل اي شيء... كان خائفا جدا ثم سأل في نهاية المطاف الى أين ننتمي فقلنا له كلنا ليبيون. وسأل من أي مدينة فقلنا الزنتان.'
والزنتان بعيدة عن منطقة الجبل الغربي التي اعتقل فيها القذافي وتقع على بعد ساعتين بالسيارة جنوبي العاصمة. وكون ابناء الزنتان ميليشيا قوية خلال الصراع ويسعون الى تحويل قوتهم العسكرية الى نفوذ سياسي فيما يحاول زعماء ليبيا في طرابلس تشكيل حكومة.
في أوباري تلك المنطقة التي تهيمن عليها عمليات نفطية لاحدى الشركات الاسبانية عزز مقاتلو الزنتان سيطرتهم منذ بدء الصراع في منطقة موالية للقذافي تقليديا يسكنها الطوارق والقبائل البدوية التي لا تعرف حدودا.
ويمثل ابناء الزنتان قوة ايضا في العاصمة. صباح السبت وصلت طائرة انتونوف الى أوباري قادمة من طرابلس حاملة علم ليبيا الجديد يقودها عقيد سابق بالقوات الجوية تحول الى أحد معارضي الزنتان. بعد هبوطها ببضع دقائق أصبح الغرض من الرحلة واضحا.
خمسة أسرى يصاحبهم عشرة مقاتلين تقريبا يجلسون في طائرة انتونوف المصممة لحمل 48 من جنود المشاة.
كبلت أيدي رجلين مع بعضهما البعض. وكبل ذراعا ثالث امامه. وحملت نحو 12 حقيبة سوداء ممتلئة وبعض الحشيات الرفيعة يقول المقاتلون انها أمتعة الاسرى.
ارتدى الجميع ملابس عادية باستثناء سيف الاسلام.
كان يرتدي جلبابا بنيا ويعتمر عمامة ويغطي وجهه بوشاح وينتعل خفا وهي الملابس التي يرتديها الطوارق بالمنطقة. وتوفر هذه الملابس نوعا من التخفي لرجل كان يشاهد عادة مرتديا بذلة أنيقة وملابس على أعلى مستوى.
وعندما جلسوا على المقاعد واحتكت مؤخرات البنادق بالارضية المعدنية قال أحد الحراس 'انه خائف الان.'
لكن الطيار قال انه دار بينه وبين سيف الاسلام (39 عاما) حديث ابوي وانه هدأ من روعه قبل أن يركب الطائرة.
وقال عبد الله المهدي 'تحدثت اليه كأنه طفل صغير.' امله على غرار ابناء الزنتان في هذه الايام التي تسودها الفوضى بليبيا هو انشاء قوة جوية جديدة.
وأضاف المهدي 'قلت له انه لن يضرب ولن يؤذى وأعطيته وعدا.'
كان سيف الاسلام ينظر أمامه او يحني راسه للارض التي كان مؤهلا ذات يوم لحكمها. يغطي فمه من حين لاخر على نمط الطوارق ويقول بضع كلمات لحارسه.
وتناقض هذا الهدوء مع الصخب الذي أحاط باعتقال معمر القذافي في 20 اكتوبر تشرين الاول حين حاول الفرار من سرت مسقط رأسه على البحر المتوسط.
وصور مقاتلون من مصراتة أنفسهم بالهواتف المحمولة وهم يضربون الزعيم المخلوع ويهينونه قبل عرض جثته لتشاهدها الجماهير على مدى عدة أيام.
نظرت المراسلة في عيني سيف الاسلام بضع مرات لكنه في كل مرة كان يشيح بوجهه عنها. طلب ماء ليشرب فمررت له المراسلة زجاجة أخرجتها من حقيبتها.
ولم يرغب الاسرى الاخرون ايضا في الحديث.
بعد أن هبطت الطائرة في الزنتان أحاطها المئات لبضع دقائق فهلل البعض وبدا الغضب واضحا على البعض وكبر كثيرون.
ورفع البعض هواتف محمولة الى النوافذ القليلة بالطائرة املا في التقاط صورة للرجل الذي يأتي على رأس قائمة المطلوبين في ليبيا. في احدى المراحل حاول اخرون الامساك بمقابض الابواب وكانوا يسعون فيما يبدو الى اقتحام الطائرة.
وفي حين ظهر التوتر على مرافقيه بدا سيف الاسلام هادئا. جلس في مكانه وانتظر. تحركت الطائرة ببطء فيما تشبثت جموع بجناحيها. لم يتحدث الاسرى كثيرا مع أحدهم الاخر ومع الحراس.
ولدى سؤاله عن تصريح محكمة لاهاي بأنه على اتصال بها من خلال وسطاء لتسليم نفسه لها - وهي لا تطبق عقوبة الاعدام - بدا عليه الغضب وقال 'هذه كلها أكاذيب. لم أتصل بأحد منهم قط.'
بعد اكثر من ساعة قرر المقاتلون أن بوسعهم اخراج الاسرى الاربعة الاخرين من الطائرة. خرجوا من الباب الامامي. وبقي سيف الاسلام في مكانه بمؤخرة الطائرة صامتا ومتحفظا.
مرت ساعة أخرى والحشود مازالت تتجول على المدرج. قال الحراس ان الوقت حان ليرحل الصحفيون.
تحدثت كاتبة هذا التقرير بالانجليزية الى سيف الاسلام وسألته 'هل أنت بخير؟' فنظر اليها وأجاب 'نعم.'
أشارت المراسلة الى يده المصابة فقال 'القوات الجوية. القوات الجوية.'
سألته 'حلف شمال الاطلسي؟' فقال 'نعم. منذ شهر.'
مرت المراسلة من امامه لتتوجه الى سلم الطائرة. رفع سيف الاسلام رأسه وأمسك بيدها ليساعدها.
فيما بعد عرضت لقطات تلفزيونية تظهر انزاله من الطائرة فيما حاولت حشود على المدرج صفعه. وضعه اسروه في سيارة وانطلقوا بسرعة لمخبأ بمكان ما في البلدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.