موسكو (رويترز) - أدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليمين رئيسا للبلاد يوم الاثنين ودعا الى الوحدة في بداية ولايته الجديدة التي تستمر ست سنوات ويواجه خلالها معارضة متزايدة ومشاكل اقتصادية وخصومات سياسية حادة. وأدى بوتين (59 عاما) اليمين واضعا يده اليمنى على الدستور الروسي في مراسم مبهرة اجريت في قاعة العرش السابقة بالكرملين وحضرها نحو ألفين من كبار الشخصيات الذين صفقوا له مع كل خطوة كان يخطوها على بساط احمر طويل نحو المنصة. وخارج جدران الكرملين الحمراء العالية منعت الشرطة الاحتجاجات واعتقلت*120 شخصا من بينهم رجال ونساء في مقاهي كانوا يرتدون اشرطة بيضاء ترمز الى حركتهم الاحتجاجية المتزايدة ضد بوتين بعد يوم من اعتقال أكثر من 400 شخص خلال اشتباكات مع المحتجين يوم الاحد. وقال بوتين في كلمة استغرقت خمس دقائق بعد اداء اليمين "سنحقق أهدافنا اذا كنا شعبا واحدا متحدا.. اذا اعتززنا بوطننا وعززنا الديمقراطية الروسية والحقوق الدستورية والحريات." واضاف "سأبذل كل ما في وسعي لأكون عند حسن ظن الملايين من مواطنينا. اعتبر ان هدف حياتي كلها والتزامي هو خدمة وطني وشعبنا." كما سيمنح بوتين رجل المخابرات السوفيتية السابق مباركة رئيس الكنيسة الارثوذكسية الروسية ويتولى مسؤولية الحقيبة النووية قبل حفل استقبال فخم. وعلى الرغم من بقائه صاحب الكلمة العليا في روسيا على مدى السنوات الاربع الماضية رغم توليه منصب رئيس الوزراء سيسترد بوتين رسميا زمام السلطة التي تخلى عنها لحليفه ديمتري ميدفيديف في 2008 بعد ان قضى ثماني سنوات رئيسا. وسيعود بوتين للسلطة وقد ضعفت سلطته بسبب اشهر من الاحتجاجات التي استقطبت روسيا وتركته يواجه معركة لاعادة تأكيد نفسه او المجازفة بان يهمشه قطاع الاعمال القوي والنخبة السياسية التي يعد تأييدهما مهما. ومن المتوقع ان يوافق البرلمان الروسي على تعيين ميدفيديف رئيسا للوزراء غدا الثلاثاء. واعتقلت شرطة مكافحة الشغب ما لا يقل عن 22 محتجا عندما بدأ حشد من اكثر من 100 شخص يهتف "روسيا بلا بوتين" قرب فندقين فاخرين على بعد 500 متر من الكرملين قبل قليل من مراسم التنصيب. وصاح المارة "عار عليكم." وقال بافل كوبيلكوف وهو طالب (18 عاما) "هذا يظهر ان بوتين يخشى المواطنين الساخطين. على الرغم من ان عددنا لم يكن كبيرا الا ان العدد لم يكن قليلا جدا ايضا." واعتقلت الشرطة عشرات اخرين على الاقل في شارع قريب من الطريق المخصص لموكب بوتين المتجه الى الاحتفال ومن بينهم بعض الاشخاص كانوا يجلسون خارج حانة فرنسية صغيرة ويرتدون الاشرطة البيضاء فوق ستراتهم ومعاطفهم. وشاهد مراسل من رويترز الطاولات والمقاعد وهي تقلب اثناء القبض على المحتجين. وقال القيادي الليبرالي المعارض بوريس نيمتسوف بعد قليل من احتجازه "هذا عار. هذه ليست طريقة للاحتفال بمناسبة انها طريقة للاحتفال بالاستيلاء على السلطة." وقالت شرطة موسكو انه تم اعتقال نحو 120 شخصا لتنظيم احتجاجات غير مصرح بها وانه سيتم الافراج عن اغلبهم قريبا. وفي سان بطرسبورج مسقط رأس بوتين اعتقلت الشرطة عددا قليلا من الاشخاص من بين حشد ضم عشرات اثناء احتجاج في ساحة بالاس بوسط المدينة. وفي احدث احتجاجات كبيرة يوم الاحد اعتقلت الشرطة أكثر من 400 شخص من بينهم نيمتسوف واثنان اخران من زعماء المعارضة بعد تفجر التوترات خلال تجمع حاشد حضره نحو 20 الف شخص على الجانب الاخر من نهر موسكو من الكرملين. وضرب رجال الشرطة المحتجين على رؤوسهم بالهراوات أثناء محاولتهم منع تقدم المتظاهرين نحوهم. ورد الحشد باستخدام صواري الاعلام قبل ان تستعيد الشرطة النظام في نهاية الامر . وقال ديمتري جوربونوف وهو محلل كمبيوتر شارك في الاحتجاج ويبلغ عمره 35 عاما "بوتين اظهر وجهه الحقيقي وكيف يحب شعبه بقوة الشرطة." وعلى بعد بضعة كيلومترات نظم عدة الاف تجمعا حاشدا لدعم بوتين والذي يعتبره انصاره الزعيم الوحيد القادر على الدفاع عن مصالح روسيا على الصعيد العالمي وحماية الاقتصاد في الداخل. واكد الحشدان المتناحران الشقاق الذي احدثته عودة بوتين للكرملين والاحتجاجات التي اثارتها مزاعم بوجود تلاعب في الانتخابات ولكن أججها احباط كثيرين من الروس من استمرار هيمنة رجل واحد على البلاد. وعلى الرغم من فقد الاحتجاجات زخمها قبل مظاهرة الاحد فقد ولدت مجتمعا مدنيا بعد 20 عاما من انهيار الاتحاد السوفيتي سيواصل محاولاته لتقويض سلطة بوتين. (إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية- تحرير أميرة فهمي)