تحدثت مرتين خلال حضورها الذي دام نصف ساعة.. والوزراء قدموا لها هدية اشتركوا في دفع ثمنها لندن: «الشرق الأوسط» في بادرة تاريخية، حضرت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، أمس، اجتماعا لمجلس الوزراء، وشغلت كرسي رئيس الوزراء لنحو 30 دقيقة، ولكن دورها اقتصر إلى حد كبير على دور مراقب. ودعا مجلس الوزراء الملكة، (86 عاما)، للحضور في إطار الاحتفالات بمرور 60 عاما على اعتلائها العرش العام الحالي. وبالمصادفة، كان مطروحا على جدول أعمال المجلس قضية تغيير قواعد الخلافة الملكية، حيث سيتم إدخال المساواة بين الجنسين في اعتلاء العرش. وقال متحدث إنه جرى أيضا مناقشة الصراع الأفغاني. وجلست الملكة، التي كانت ترتدي معطفا ورداء أزرق اللون، بين رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ووزير الخارجية ويليام هيغ. وقال مقر الحكومة البريطانية إن الملكة تحدثت فقط مرتين خلال فترة مكوثها التي استمرت نصف ساعة، مرة لتقول إنه يتعين تقصير خطاب الملكة المقبل، وهو عرضها السنوي لبرنامج الحكومة التشريعي، والمرة الثانية لتتمنى للوزراء عيد ميلاد (كريسماس) سعيد. وفي ما بعد قامت الملكة بجولة بوزارة الخارجية، كذلك في إطار البرنامج السنوي ليوبيلها الماسي، حيث أعلن أنه سوف يتم تغيير اسم الجزء الجنوبي من المقاطعة البريطانية بالقارة القطبية المتجمدة إلى «أرض الملكة إليزابيث» تكريما لها. وتكريما لها أيضا، قدم لها الوزراء خلال حضورها مجلس الوزراء هدية. ولم يفصح مقر الحكومة عن طبيعة الهدية، بينما اكتفى مراسل لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بالكشف عن أن كل الوزراء قدموا مبلغا ماليا متساويا لشراء الهدية. واعتبر سكرتير مجلس الوزراء البريطاني السابق، اللورد أودونيل، أن دعوة الحكومة للملكة أمس، كان من أجل تقديم نوع من الشكر لها. وقال اللورد أودونيل لبرنامج «توداي» الذي تبثه القناة الرابعة بهيئة «بي بي سي»: «إنه دور مراقب. أنا متأكد أن الحكومة أرادت أن تفعل هذا حتى تقول لها: شكرا. كنت أنظر دائما إلى الملكة باعتبارها خادمة للشعب في نهاية المطاف». وتشير السجلات إلى أن إليزابيث الثانية هي أول ملك بريطاني يحضر اجتماعا لمجلس الوزراء في وقت السلم منذ الملك جورج الثالث عام 1781 إبان حرب الاستقلال الأميركية. وحضر والدها الملك جورج السادس جلسات لمجلس وزراء الحرب خلال الحرب العالمية الثانية. وتاريخيا، كان الملوك البريطانيون يرأسون الاجتماعات الحكومية، إلا أن الملكة فيكتوريا جدة الملكة إليزابيث التي توفيت في 1901 كانت آخر ملكة تمارس هذا الحق. وزارت الملكة إليزابيث مقر الحكومة عدة مرات خلال حكمها، كان آخرها في يوليو (تموز) الماضي بمناسبة يوبيلها الماسي، حيث شاركت في غداء أقامه على شرفها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وحضره عدد من رؤساء الوزراء السابقين غوردن براون، وتوني بلير، وجون ميجور. وتعاقب خلال حكم الملكة البريطانية 12 رئيس وزراء، كان أولهم وينستون تشرتشل. إلا أنها لم تشارك في أي اجتماع حكومي عقده الوزراء لمناقشة القضايا الراهنة. ورغم أن الملكة إليزابيث هي رأس الدولة، فإن دورها رمزي، وتتبنى دورا حياديا في الشؤون السياسية. لندن تستعد للأعياد واستقبال العام الجديد أضواء الزينة تحول ليل العاصمة إلى نهار لندن: «الشرق الأوسط» تجرى الاستعدادات لموسم عطلة نهاية العام قبلها بشهور، حيث تستعد محلات الهدايا والمطاعم والفنادق ومعالم لندن المختلفة لإقبال شديد على التسوق وحجز المقاعد في العروض المسرحية والتمتع بمعالم لندن ليس فقط من سكان العاصمة وإنما من عشرات الآلاف من الزوار والسياح الذين يحضرون إليها خصيصا في هذا الموسم. وينظر الكثير من المنشآت السياحية إلى هذا الوقت من العام على أنه موسم الذروة. وترتفع خلال الموسم أسعار الإقامة الفندقية ويصعب الحصول على مقاعد في المطاعم والمسارح والمواقع السياحية، ولذلك فالاستعداد للموسم قبله بأسابيع هو العرف المعهود في لندن سنويا. ومثلما الحال في الثقافات الأخرى، فإن موسم نهاية العام في لندن له مراسم معينة تتكرر سنويا كعادات بريطانية متأصلة. وتجمع الاحتفالات بين أعياد الميلاد التي تقام يوم 25 ديسمبر (كانون الأول) وبين ليلة رأس السنة. وتلجأ معظم الشركات إلى إغلاق أبوابها خلال الأسبوع الأخير من العام الذي يتخلله يوما عطلة وتفصل بينهما وبين نهاية الأسبوع ثلاثة أيام عملا. وفي أعياد الميلاد، جرى العرف على أن تتجمع العائلات حول غداء تقليدي يتقلد فيه الديك الرومي الموقع الرئيسي. ويأتي لزيارة عائلات لندن أبناؤها من كل أنحاء العالم، يصطحبون معهم الهدايا. ومن لا يستطيع السفر يبعث بهداياه بريديا مصحوبة ببطاقات التهنئة بالموسم والعام الجديد. ولهذا فإنه أيضا من أشد أوقات العام ازدحاما في مكاتب البريد. ما يعرفه زائر لندن عن أهم معالم هذه الفترة هي الأضواء والزينة في شوارع العاصمة وأهمها «أكسفورد ستريت» و«ريجنت ستريت». وتتعاون المحلات التجارية في شوارع منطقة التسوق في وسط لندن لإضافة لمسات الزينة المبتكرة كل عام لجذب الزبائن. وتحول هذه الأضواء ليل العاصمة إلى نهار، وتصطحب العائلات الأطفال خصيصا إلى لندن لمشاهدة الأضواء. ولكن هناك الكثير من المعالم الأخرى التي يمكن زيارتها إلى جانب مشاهدة الأضواء.