موسكو (رويترز) - قالت روسيا يوم الاربعاء ان المتمردين الذين يحاربون القوات الفرنسية والافريقية في مالي هم نفس المقاتلين الذين سلحهم الغرب في الانتفاضة التي اطاحت بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. واستولى تحالف من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي ومجموعات إسلامية محلية على شمال مالي العام الماضي باستخدام اسلحة تم الاستيلاء عليها من ليبيا بعد سقوط القذافي. وايدت روسيا قرارا لمجلس الامن الدولي يسمح بالتدخل العسكري في مالي لكنها ما زالت غاضبة لان امتناعها عن التصويت على قرار للامم المتحدة بشأن ليبيا في 2011 سمح لحلف شمال الاطلسي بشن غارات جوية لمساعدة معارضي القذافي على الاطاحة به. واتهم مسؤولون روس الولاياتالمتحدة وحلفائها بتجاوز حدود التفويض الممنوح لهم. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي "من يحاربهم الفرنسيون والافارقة الان في مالي هم أنفسهم من اطاحوا بنظام القذافي .. هم من سلحهم شركاؤنا الغربيون كي يطيحوا بنظام القذافي." ويهدف التدخل الاجنبي الى منع تحول شمال مالي الى ساحة تنطلق منها هجمات دولية للقاعدة والمتحالفين معها. وزادت المخاوف بهذا الخصوص بشدة بعد هجوم شنه اسلاميون متشددون الاسبوع الماضي على منشأة للغاز في الجزائر خيث احتجزوا عددا كبيرا من الرهائن. واضاف لافروف "الأعمال الارهابية باتت شبه يومية في المنطقة والاسلحة تنتشر فيها بلا سيطرة والمتشددون يتسللون بما في ذلك في منطقة الصحراء والساحل. "الوضع في مالي تأثر بعواقب الاحداث في ليبيا. واحتجاز الرهائن في الجزائر جرس انذار." ونفى لافروف تقارير تفيد بأن روسيا عرضت المساعدة في نقل القوات الفرنسية الى مالي حيث أدى انتشار قوات افريقية وقيام الولاياتالمتحدة بعملية نقل جوي الى تزايد التأييد الدولي للعمليات الفرنسية ضد المتمردين الاسلاميين. وتشير روسيا وهي ثاني اكبر مصدر للاسلحة في العالم الى مثال ليبيا في رفضها للاتهامات الغربية بانها تحمي السلطات في سوريا حيث يسعى معارضون للاطاحة بالرئيس بشار الاسد. واستخدمت روسيا التي تملك منشأة بحرية في سوريا حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات في مجلس الامن لمنع صدور قرارات تهدف الى الضغط على الاسد لوقف نزيف الدم الذي بدأ بحملة لقمع احتجاجات في الشوارع تطورت الى صراع مسلح. وقال لافروف مشيرا الى الاضطرابات في الشرق الاوسط التي قد يستفيد منها المتشددون "من المهم أن يرفع المرء رأسه قليلا وينظر الى الأفق وينظر الى كل تلك العمليات نظرة أوسع. إنها مترابطة وتنطوي على الكثير جدا من التهديدات." واضاف "ستكون هذه قنبلة موقوتة لعقود مقبلة." من تيموثي هيريتيج وجابرييلا باشينسكا (إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية - تحرير عمر خليل) كلينتون تقول إن أمريكا لن تسمح بتحول شمال مالي إلى قاعدة للإرهاب واشنطن (رويترز) - قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يوم الأربعاء إنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تسمح بأن يتحول شمال مالي إلى ملاذ لمتمردين إسلاميين قد يشكلون لاحقا تهديدا مباشرا بدرجة اكبر للمصالح الأمريكية. ووصفت كلينتون التي كانت تتحدث أمام لجنة بمجلس الشيوخ عن الهجوم الدامي في سبتمبر أيلول على البعثة الدبلوماسية الأمريكية في بنغازي بليبيا الحملة الدولية المتزايدة ضد المتشددين الإسلاميين في مالي بأنها رد على "تهديد مستمر وخطير جدا." وقالت "نحن في صراع لكنه صراع ضروري. لا يمكن أن نسمح بأن يتحول شمال مالي إلى ملاذ آمن." وبدأت طائرات حربية أمريكية في نقل جنود فرنسيين ومعدات إلى مالي بعد أن شنت فرنسا ضربات جوية وأرسلت محو 2150 جنديا من قواتها البرية هذا الشهر لوقف هجوم مفاجئ لمقاتلين إسلاميين نحو باماكو عاصمة مالي. وتساعد الولاياتالمتحدة أيضا في تدريب وتسليح قوات أفريقية ساهمت بها دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس) التي تحشد قواها أيضا للمشاركة في المعركة. وأكد مسؤولون أمريكيون أنه لا توجد خطط لإرسال قوات أمريكية قتالية. وقالت كلينتون إن الوضع الأمني في شمال مالي أصبح معقدا بسبب تدفق للأسلحة من ليبيا المجاورة بعد الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي. وأضافت أن هذه الأسلحة استخدمت أيضا في هجوم شنه متشددون على محطة للغاز في الجزائر هذا الشهر. ومضت تقول "لا شك في أن الإرهابيين الجزائريين حصلوا على أسلحة من ليبيا. ولا شك في أن فلول تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الموجودة في مالي لديهم أسلحة من ليبيا." وأضافت أن الولاياتالمتحدة يجب أن تكون مستعدة لاحتمال أن جماعات مثل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد تهدد بشن هجمات مباشرة على المصالح الأمريكية مع تزايد قوة تلك الجماعات. وقالت "لا يمكن القول بأنهم لن يفعلوا شيئا لمجرد أنهم لم يفعلوه." وتابعت "هذه ليست مجرد جماعة إرهابية.. إنها مشروع إجرامي. ومن ثم لا مجال للخطأ.. يجب أن يكون لدينا استراتيجية أفضل." (إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)