إنطلقت في ولاية شمال دارفور ،الأحد، عملية الحوار الدارفوري الداخلي، بتسهيل من بعثة الاتحاد الافريقي والامم المتحدة في دارفور" يوناميد" ودولة قطر ، لبحث قضايا النازحين واللاجئين والمصالحةإنفاذا لنصوص إتفاقية الدوحة . إتفاق العدل والمساواة والحكومة الذي وقع بالدوحة في أبريل الماضي على اسا س اتفاق الدوحة " smc" ووقعت الحكومة السودانية في العام 2011 إتفاقا بالدوحة مع حركة التحرير والعدالة ، وإنضم الى الوثيقة لاحقا حركات دارفورية متمردة ، لكن حركات اخرى رئيسية بينها العدل والمساواة ،وتحرير السودان ،رفضت الإعتراف بالإتفاقية وتمسكت بفتح باب آخر للتفاوض الا ان الحكومة السودانية رفضت ذلك بشدة. ويشارك في الجلسات الخاصة بالحوار الداخلي التي تلتئم بجامعة الفاشر، وتمتد يومين ، مسؤولون بالحكومة السودانية والسلطة الاقليمية ،لدارفورواعضاء لجنة الحوار الدارفوري الداخلي وممثلين لمنظمات المجتمع المدني بدارفور والنازحين بالاضافة الى مسؤولين باليوناميد. وأكد المتحدثون أهمية الحوار الدارفوري الداخلي بإعتباره ركيزة اساسية في تنفيذ وثيقة الدوحة للسلام في دارفور. وقال رئيس مكتب متابعة سلام دارفور،أمين حسن عمر إن ازمة الثقة تعتبر المحك الحقيقي الذي تواجهه البلاد ، بما يدعو الى طرح القضايا بصورة واضحة و صريحة ومناقشتها بموضوعية مشيرا الي استعداد الحكومة للتنازل عن العديد من المناصب من اجل تحقيق السلام الوطني والمستدام بالبلاد. وقال لدى مخاطبنه تدشين تنفيذ عملية الحوار والتشاور الداخلي، في دارفور، إن أصحاب المصلحة الذين شاركوا في إعداد بنود وثيقة الدوحة قد ركزوا على قضايا مهمة من بينها قضايا الأراضي التي كانت تحكم عبر الأعراف و التقاليد لكنه لفت الى انها تتضارب مع المبادئ الدستورية و المواطنة. وأشار الى أن ذلك استدعى الوصول الى رؤية جديدة لتتم مؤاءمة تلك الأعراف مع الدستور حتى تسهم في حفظ الأمن والاستقرار . وأكد عمر ان عودة النازحين و اللاجئين الذين شردتهم الحرب من ديارهم يتطلب توفير العوامل الاساسية التي تشجع علي تحقيق عودة تلقائية بطريقة عملية . و أضاف ان وثيقة الدوحة أقرت ضرورة توفير التنمية والخدمات بدارفور, وقال :"ادعو الجميع للحديث صراحة و تقديم اقتراحات و تدابير عملية و تنفيذها بمسئولية ". و شدد رئيس مكتب متابعة سلام دارفور على أهمية تطبيق العدالة الشاملة المفضية إلى التصالح و التسوية بين الأطراف جميعا , قاطعا بدعم الحكومة المركزية، لكل ما من شأنه تهيئة المناخ الحر المناسب للحوارات الصريحة المفضية الى التصالح , مشيرا الى الجهود التى تبذلها الحكومة لتعزيز السلام و الاستقرار عبر الحوار الوطني والمجتمعي في كافة أنحاء البلاد . ونوه نائب الممثل الخاص المشترك ببعثة اليوناميد، عَبدُل كمارا الى أهمية الحوار الدارفوري الداخلي وأكد التزام اليوناميد المستمر في دعمه قائلاً :" ان الحوار سيكون فرصةً لتعزيز إحلال سلام دائم وإشاعة للثقة وتشجيعاً للمصالحة والوحدة بين سكان دارفور خصوصا والسودان عموماً." ودعا أبناء دارفور الى تبني هذه العملية واضاف ''إن تطلعات شباب دارفور نحو الرفاه والامن لايمكن تحقيقها في ظل ظروف الصراع وإنعدام الأمن والعنف المستمر.‘‘ و دعا رئيس السلطة الاقليمية لدارفور، التجاني سيسي كل اصحاب الشأن في دارفورالى الانضمام الى وثيقة الدوحة للسلام في دارفور من اجل السلام والاستقرار والتنمية في الاقليم. واثنى على مشاركة دولة قطر في عملية السلام. ودعا النازحين واللاجئين إلى المشاركة في الحوار الدارفوري الداخلي حتى يتم وضع مشاغلهم وطموحاتهم في الاعتبار. وقال رئيس لجنة الحوار الدافوري الداخلي، صديق عبد الله ودعة ''ليس هنالك خيار آخر لاهل دافور للخروج من أزمتهم إلا عن طريق الحوار.‘‘ مشيرا الى ان الحوار هوالطريق الامثل لوضع حد للإقتتال والدمار." وتعقد فعالية الحوار الدافوري الداخلي، في 64 محلية تشمل شتى انحاء ولايات دارفور الخمس إلاضافة الى الخرطوم. وسيشمل الحوار كل قطاعات المجتمع الدارفوري بمن فيهم اللاجئين ومنظمات المجتمع المدني والدارفوريين في المهجر.