الخرطوم 10 فبراير 2015 دخل مساعد الرئيس السوداني إبراهيم غندور بواشنطن في لقاءات وصفت بالمهمة مع مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأمريكية، شملت الخارجية والبيت الأبيض في إطار الحوار السوداني الأمريكي لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك. مساعد الرئيس السوداني ونائب رئيس المؤتمر الوطني الحاكم إبراهيم غندور سودان تربيون وتوجه غندور الى الولاياتالمتحدة، مطلع هذا الأسبوع، بدعوة رسمية من ادراتها لمناقشة الملفات العالقة بين البلدين وإدارة حوار ثنائي ينهى حالة التوتر والتجاذب التي ميزت العلاقات على مدى سنوات طويلة. وتوقعت مصادر حكومية في الخرطوم أن يتواصل الحوار بين البلدين على مستويات مختلفة وصولا لتفاهمات مشتركة حول القضايا المطروحة. وكان وزير الخارجية السوداني علي كرتي أنهى هذا الأسبوع زيارة إلى وشنطن بدعوة من سيناتورين في الكونغرس الأمريكي التقى خلالها عددا من سيناتورات الكونغرس، بجانب لقاءات مع مهتمين بشأن حقوق الانسان والمتابعين للشان السوداني، بحسب الخارجية. وقالت المصادر إن زيارة غندور لواشنطن ستتواصل وسيجري حوارات مع عدد من مراكز البحوث والدراسات الأمريكية. ونقل تلفزيون أن إبراهيم غندور، أجرى لقاءات مهمة بوزارة الخارجية الأمريكيةبواشنطن، وقال عن مصدر من واشنطن، إن الرجل عقد ثلاثة اجتماعات مع جهات مختلفة بالخارجية، وسيعقد لقاءً مع مسؤولين بالبيت الأبيض في وقت لاحق. من جهته قال النائب البرلماني محمد الحسن الأمين القيادي بالمؤتمر الوطني، إن الزيارة تعد بداية لإخراج السودان من قائمة الإرهاب، والعقوبات الاقتصادية على السودان، وذكر أن الزيارة تعد فرصة لتصحيح كثير من المفاهيم المغلوطة حول السودان. وأكدت وزارة الخارجية السودانية أن هناك عناصر ومجموعات ضغط لها مصلحة في عدم عودة العلاقات السودانية الأمريكية الى وضعها الطبيعي واصفة هذه العناصر بالنشطة جداً ولديها برامجها وأنشطتها وظلت تلاحق كل محاولات التقريب بين الخرطوموواشنطن. وأثارت دعوة كرتي وغندور لواشنطن، موجه من الاحتجاجات من قبل ناشطين في الولاياتالمتحدة، كما أن عددا من أعضاء الكونغرس احتج على هذه الزيارة. وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية يوسف الكردفاني، إن زيارة مساعد الرئيس تعتبر فرصة لإيصال رسالة السودان وتوضيح رؤيته حول عدد من القضايا، وتوقع أن تحدث تطورات إيجابية تبشر بنقلة نوعية في العلاقات مع الولاياتالمتحدة. وقال وزير الدولة بوزارة الخارجية عبيد الله محمد عبيد الله في تنوير للصحفيين إنه لم يكن مستغرباً الحملة الاعلامية الكبيرة المضادة لزيارة وزير الخارجية علي كرتي الى الولاياتالمتحدة. وأكد أن الزيارة جاءت بدعوة رسمية من أعضاء في الكونغرس الأمريكي لحضور احتفالية سنوية تتم الدعوة لها لعدد مقدر من القيادات السياسية والرموز والشخصيات الدينية يبلغ عددهم أكثر من ثلاثة آلاف مشارك، وهي مناسبة الإفطار الوطني الديني. وفند وزير الدولة المعلومات غير الصحيحة التي تم تداولها بشأن زيارة وزير الخارجية من أنها استجابة لدعوة كنسية تريد أن تكافئ الوزير على دوره في اطلاق سراح "مريم" التي أدانتها محكمة سودانية بالردة، مؤكداً أن هذا الحديث لا أساس له من الصحة. واعتبر عبيد الله أن زيارة كرتي بأنها حققت اختراقاً مقدراً تبعتها زيارة رسمية لإبراهيم غندور للقاء عدد من المسؤولين والتباحث معهم حول العلاقات بين الخرطوموواشنطن. وأكد أن سياسة السودان الخارجية قائمة على الانفتاح على الجميع مع قدر من التوازن بما يضمن ويحقق مصالح الشعب السوداني. وتطالب الخرطوم بتناول ملف العلاقات الثنائية وإلغاء العقوبات الاقتصادية ورفع السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، وتذكر بتعاونها في ملف الإرهاب واعتراف الادارة الأمريكية بذلك. كما يشدد مسؤولو الحكومة السودانية بضرورة الفصل بين العلاقات الثنائية والأوضاع الداخلية في البلاد خاصة النزاع الجاري في المنطقتين ودارفور. وأعلنت واشنطن أكثر من مرة عن دعمها للحوار الوطني وتأييدها لجهود الوسيط الافريقي تابو امبيكي وطالبت الحكومة السودانية بتهيئة المناخ الملائم والسماح بمرور المعونات الانسانية.