الخرطوم 30 يوليو 2015 كشف والي الخرطوم أن حكومة الولاية ستصدر قرارات لحفظ الأمن وحقن الدماء بعد مواجهات بين الجموعية والهواوير بالريف الجنوبي لأمدرمان خلفت قتلى، وناشد الحزب الاتحادي الديمقراطي الموحد زعماء القبيلتين ب "إطفاء نار الحرب". والي ولاية الخرطوم الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين وتفاقم الصراع بين قبيلتي الجموعية والهواوير، الثلاثاء، ولقي 4 أشخاص على الأقل مصرعهم إثر تجدد مواجهات بين الطرفين بسبب نزاع على أراضٍ، ونشرت وزارة الداخلية قوات من الشرطة للفصل بين الجانبين، وشكلت لجنة للتحقيق في الأحداث. وأعلن والي الخرطوم عبد الرحيم محمد حسين أن الولاية ستصدر عددا من القرارات لحفظ الأمن وحقن دماء المواطنين على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقتي الريف الجنوبي بمحلية امدرمان والريف الشمالي لمحلية كرري. وجاء حديث الوالي خلال تقديمه، الخميس، واجب العزاء لأهالي الضحايا من الطرفين بالريف الجنوبي والريف الشمالي بحضور رئيس المجلس التشريعي لولاية الخرطوم رئيس لجنة المسار الأهلي صديق الشيخ، ومعتمدي محليتي كرري وأمدرمان ورئيس اللجنة العليا للأراضي السكنية والزراعية محمد الشيخ مدني، وحشد من زعماء القبائل والنظار والأعيان وقادة الطرق الصوفية. وأكد والي الخرطوم أن حكومة الولاية ستعمل بصورة عاجلة على تنفيذ كافة القرارات والتوصيات التي سترفعها اللجان الثلاث التي كونت لإحتواء الأحداث، موضحا أنها عارضة وسيتم تجاوزها سريعا. وأشار إلى أن الخرطوم من أفضل العواصم أمنا وجدد ثقته في قادة القبائل لتجاوز "هذه المحنة" والعمل من أجل تنمية واستقرار المناطق الريفية، وتعهد بان تأخذ العدالة مجراها حفظا للحقوق. وأكد رئيس المجلس التشريعي حرص المجلس على استقرار الولاية أمنيا واجتماعيا وأكد أن لجنة المسار الأهلي التي يرأسها ستعمل جاهدة على وضع خطوط ومسارات لفض النزاعات بين القبائل مستقبلا ومنع الاحتكاك. وكانت اللجنة الأمنية لولاية الخرطوم قد شكلت ثلاث لجان، الأولى تختص بإتخاذ الإجراءات الأمنية والقانونية تجاه المتفلتين وتوقيف المحرضين والمشتبه فيهم، واللجنة الثانية تعنى بالمسار الأهلي والسياسي، وتضم أعيان القبيلتين ونواب المنطقة في البرلمان والمجلس التشريعي الولائي، وتختص اللجنة الثالثة بوضع حلول جذرية نهائية لنزاعات الأراضي. وأكد زعماء القبائل والأعيان تعاونهم مع حكومة الولاية لتجاوز الأحداث والاتفاق على ضمانات تمنع تكرارها مستقبلا. من جانبه قال بيان للقيادي في الاتحادي الديمقراطي الموحد محمد عصمت إن الحزب "يراقب بمنتهى القلق تطورات الصراع القبلي الدامي في ولاية الخرطوم وتمدده المُريب بين مكونات الخرطوم والشمالية ما يشي بضلوع أصابع خفية لها مصالح آنية ومستقبلية". وأبدى عصمت أسفه من أن "المخطط" يجري تنفيذه تحت سمع وبصر الحكومة "التي أصبحت عاجزة عن حماية المواطن والوطن من الأمراض القَبَلية والجِهوية". وطالب قوى المعارضة بوضع الأمر في مقدمة أولوياتها وهي تتدارس السياسات البديلة، وزاد "وحتى ذلك الحين نتوجه لعقلائنا ووجهائنا من زعماء قبيلتي الجموعية والهواوير للإضطلاع بدورهم في إطفاء هذا الحريق بعدما فشلت الدولة في القيام بواجبها". ودعا السياسيين والإعلاميين والمثقفين والشباب من الجنسين لقيادة حملة إعلامية شاملة لإحلال السلام القبلي والجهوي وتوطينه في عموم البلاد.
