الخرطوم 23 نوفمبر 2015 دعا الحزب الاتحادي الموحد، مصر إلى إنسحاب غير مشروط من كامل تراب مثلث حلايب الحدودي، والتحقيق في إساءة السودانيين بمصر، وبينما أدان البرلمان تعرض 39 سودانيا لمعاملة مسيئة هناك، سيطرت القضية على مداولات لجان مؤتمر الحوار الوطني. نواب في البرلمان السوداني "سودان تربيون" وتوترت العلاقات بين السودان ومصر بعد اتهام الخرطوم للقاهرة بإسأة معاملة للسودانيين، ورفعت السفارة السودانية الأسبوع الماضي مذكرة لوزارة الخارجية المصرية للاستفسار بشأن مقتل سودانيين حاولوا التسلل لإسرائيل على يد الأمن المصري، فضلا عن حملات تفتيش واحتجاز تستهدف السودانيين الحاملين للعملات الصعبة. ودعا الاتحادي الموحد في بيان تلقته "سودان تربيون" مصر إلى الإنسحاب غير المشروط من كامل تراب منطقة حلايب ووقف عمليات الترصد والقتل للسودانيين والتحقيق فيما حدث خلال الأسابيع الفائتة ورد الحقوق لكل المتضررين. ورأى أن حق مصر في حفظ القانون وحماية أمنها السياسي والإقتصادي لا يعني أن تتصدى أجهزتها الأمنية والشرطية بالقمع والإعتقال والتعذيب لمواطنين سودانيين بسطاء قصدوا مصر بإجراءات سفر رسمية من أجل العلاج والسياحة. وقال الحزب إن الدولة المصرية بمؤسسيتها العسكرية والإعلامية وفي غياب مؤسسات سياسية واعية وناضجة "استمرأت حالة الضعف والهوان الذي يكتسي النظام السوداني، وزاد "الدولة المصرية ترتكب خطأً تاريخيا فادحا وهي تقوم بتمصير منطقة حلايب وشلاتين وإغراء البعض من أهلها بإغداق الهبات والعطايا والخدمات بل وإجراء الإنتخابات ظنا بئيسا من صانعي القرار المصري". ورفض بيان الحزب فرض "سياسة إستيطانية" في منطقة سودانية وفقا لوثائق دولية وحقائق تاريخية مستغلة في ذلك حادثة إغتيال حسني مبارك في أديس أبابا في 25 يونيو 1995، قائلا "هذا أمر مرفوض ودونه المهج والأرواح". وتابع "إن الشعب السوداني لم ولن ينس ما إرتكبته مصر في 24 أغسطس 2004 بحق 21 مواطنا سودانياً معارضا من طالبي اللجوء إبان تظاهرهم أمام مقر الأممالمتحدة بمدينة المهندسين.. لم ولن ينس إطلاق الرصاص الحي على 29 من السودانيين المعتصمين بميدان مصطفى محمود في ديسمبر 2005، ولم ولن ينس إطلاق النار على ظهور السودانيين - بلا عدد - من الفارين إلى دولة العدو الإسرائيلي". البرلمان: 39 سودانيا تعرضوا للتعامل المسيئ بمصر في ذات السياق رفض البرلمان السوداني في جلسته، الإثنين، برئاسة ابراهيم احمد عمر التعامل المسيئ الذي تعرض له 39 مواطنا سودانياً بمصر من قبل بعض الأجهزة الرسمية. ودعا البرلمان وزارة الخارجية للحفاظ على علاقات متوازنة مع كل الدول خاصة الجزائر ومصر وجنوب السودان، مثمنا دور الخارجية في ما تقوم به من مجهودات في ارساء علاقات جيدة، واشاد بدور الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في اطلاق سراح المعتقلين السودانيين بالجزائر. وأكد النواب حرصهم على تأسيس علاقات جيدة مع جميع الدول مشيرين لمسؤليتهم النيابية تجاه المواطن أيا كان حتى المجرمين منهم وأن يعاقب المجرم بطريقة عادلة وفق القانون، مؤكدين وجود جهات تحاول الاستفادة من هذه الأجواء. وحذر النواب من الوقوع في فخ الذين لا يريدون استقرارا للمنطقة ومن المخططات التي ترمي لتقسيم المنطقة مؤكدين سودانية حلايب وضرورة معالجتها عبر العدالة العالمية وناشدوا الرأي العام بعدم الاستجابة للمعلومات غير الدقيقة. لجان الحوار الوطني تثير إساءة السودانيين بمصر وعلى مستوى مؤتمر الحوار الوطني طالب عدد من أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بقطع العلاقات مع مصر فورا والغاء اتفاقية الحريات الأربع بسبب العنف الذي يتعرض له السودانيين بمصر. وقال أعضاء اللجنة إن مصر هي المستفيد الوحيد من بنود الاتفاقية، ودعوا لوقفة احتجاجية أمام السفارة المصرية بالخرطوم. من جانبها أكدت ممثلة الشخصيات القومية في لجنة العلاقات الخارجية سارة أبو، أن ما يحدث للسودانيين في مصر يؤثر على العلاقات بين البلدين وشددت أن اللجنة لم تستبعد أن يكون ما يحدث للسودانيين هناك "كمين" القصد منه تخريب العلاقات بين البلدين. وكانت مصادر أمنية وطبية مصرية أعلنت، الإثنين، مقتل 6 مهاجرين سودانين برصاص مجهولين في شبه جزيرة سيناء على الحدود مع إسرائيل، ووقع الحادث بالتزامن مع وجود فريق من السفارة السودانية بالمنطقة لمتابعة مقتل 16 سودانيا حاولوا التسلل لإسرائيل قبل أيام، بينما جرى توقيف 15 معدنا سودانيا بتهمة اختراق الحدود المصرية. وأعاب ممثل حزب حركة تحرير السودان القومي وعضو لجنة العلاقات الخارجية تاج الدين آدم تاج الدين على الحكومة "التساهل" في حسم قضية حلايب وطالبها بالتحرك فورا "لأن حلايب سودانية وبالوثائق".