وصلت مطار جوبا الاثنين، المجموعة الأولى من وفد المعارضة المسلحة بجنوب السودان قادما من مدينة فقاك (شرق) على الحدود مع أثيوبيا، وهي مقر المعارضة وقاعدة انطلاقها العسكرية التي كانت تشن منها معاركها ضد الحكومة. مشار يتهيأ للحديث في مؤتمر صحفي بأديس خلال محادثات السلام 17 أغسطس 2015 (رويترز) وضمت المجموعة 21 من أعضاء الوفد، المكون من 150 عضوا، على أن تصل المجموعة الثانية في وقت لاحق ، بمن فيهم رئيس الوفد تعبان دينق قاي. وتعد الخطوة الأولى من نوعها بعد تأجيلها أكثر من مرة بسبب خلافات الطرفين حول عدد أعضاء الوفد القادم، حيث كانت المعارضة المسلحة تصر على 600 فرد، الأمر الذي رفضته الحكومة تماما وتأتي زيارة الوفد في إطار عودة جميع المتمردين الذين حاربوا الحكومة طيلة العامين الماضيين، من أجل الشروع في تطبيق بنود اتفاقية السلام، وتكوين اللجان الفنية المشتركة لصياغة الدستور، وبحث تكوين الحكومة الانتقالية برئاسة الرئيس الحالي سلفاكير، على أن يشغل زعيم التمرد ريك مشار منصب نائب الرئيس. وقال رمضان حسن لاكو المدير التنفيذي لمكتب رئيس الحركة الشعبية في المعارضة ريك مشار، في تصريحات مقتضبة للصحفيين بمطار جوبا "إن قدومنا إلى عاصمة البلاد يعد مؤشرا حقيقيا لبداية تنفيذ اتفاق السلام الموقع بيننا والحكومة في أغسطس الماضي". ورحب الناطق الرسمي باسم اللجنة الحكومية لاستقبال المعارضة المسلحة أكول فول كورديت بوصول المجموعة الأولى من وفد المعارضة المسلحة إلى جوبا لتنفيذ بنود وثيقة اتفاق السلام. وأضاف "أتمنى أن يكون وصولهم لدعم تنفيذ الاتفاق وتحقيق الاستقرار، فبقدومهم اكتملت حلقات السلام وسنعمل من أجل بناء الأمة". ويتوقع أن يجول بعض أعضاء الوفد على ولايات جنوب السودان، لدعوة المواطنين إلى دعم عملية السلام. ووقعت الحكومة والمعارضة في جنوب السودان، اتفاق سلام في أغسطس الماضي، ينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية، تشارك فيها جميع الأطراف الرئيسية في الصراع في هذا البلد الوليد، وهي الحكومة، والمعارضة بقيادة ريك مشار، النائب السابق لسلفاكير مارديت، ومجموعة المعتقلين السياسيين السابقين، وأحزاب تحالف المعارضة السلمية. و"المعتقلون السابقون" (العشرة) اعتقلوا للاشتباه في ضلوعهم بالمحاولة الانقلابية ضد "سلفا كير" في ديسمبر 2013، وأفرجت عنهم جوبا في إطار عملية السلام، ليغادروا إلى العاصمة الكينية نيروبي، وعادوا إلى جوبا في يونيو الماضي، بموجب إتفاق أروشا في تنزانيا لتوحيد الحركة الشعبية (الحزب الحاكم في جنوب السودان) في 21 يناير الماضي.
