سادت حالة من الهلع والفزع وسط مواطني مدينة القضارف بشرق السودان، في اعقاب اصابة مئات من تلاميذ المدارس وكبار السن الثلاثاء، بمضاعفات خطيرة اعقبت تناولهم جرعات وقائية لمكافحة العمي الليلي المعروف علميا ب"التراخوما"، واصدر المجلس التشريعي بالولاية قرارا فوريا بوقف الحملة واجراء تحقيق عاجل حول الحادثة. والي القضارف الضو الماحي و"التراخوما" من الامراض المعدية ،و يصنف مع الأمراض المدارية المهملة،ويمكن ان يؤدي الاحتكاك الدائم للرموش بالقرنية بعد مرور الوقت إلى العمى ،وتحتفظ بكتريا "التراخوما" بحيوية لمدة أسبوع أثناء الرطوبة والبرد أما فترة العدوى غير الظاهرة، التي يكون المريض خلالها حاملاً للمرض بدون أن تظهر الأعراض. وحددت منظمة الصحة العالمية هدفا يتمثل في القضاء على المرض بحلول عام 2020، بالتعاون مع الحكومات الوطنية والعديد من المنظمات غير الربحيه باستخدام برامج مراقبة منظمة الصحة العالمية . واصيب ما لايقل عن "300" من تلاميذ القضارف بحالات تسمم ادت الى اضطرابات في الجهاز الهضمي بعد تناولهم جرعات من علاج (التراخوما) ، واستقبلت حوادث مستشفي المدينة تلاميذ وتلميذات من مدارس التضامن ، بغداد ، كادقلي وحي ديم النور جنوب عقب تناولهم الحبوب الخاصة بالوقاية من المرض ضمن حملة تقودها وزارة الصحة الاتحادية للقضاء علي العمى الليلي. وبدأت الحملة الوقائية في الاسواق والمدارس واماكن التجمعات ، لكن سرعان ما ادى العلاج المعروف ب"أزرومايسين"الى مضاعفات وسط الطلاب وكبار السن. وسارع مجلس تشريعي الولاية الى اصدار قرار بإيقاف الحملة الوقائية في المدارس لحين فتح تحقيق لمعرفة مسببات وملابسات الإصابات. وقال رئيس المجلس بالإنابة صلاح كشة عقب اجتماع عاصف بوزارة الصحة إن المجلس وجه بإيقاف تنفيذ الحملة في المدارس ومنح جرعات العلاج بالمنازل وسبقها بحملات تثقيفية عبر وسائل الإعلام المحلية . وافاد إن المجلس التشريعي وجه بإجراء تحقيق عاجل بشأن جرعات العلاج التي تسببت في وقوع الإصابات المتمثلة في التقيؤ والتواء الامعاء والدوار . وكان ذوو المصابين من التلاميذ أحدثوا هرجا بمستشفي الأطفال ووجهوا انتقادات عنيفة لوزارة الصحة وبلدية القضارف جراء تنفيذهما لحملة مكافحة العمى الليلي دون سابق إنذار أو إخطار للأسر التي تفاجأت بسقوط تلاميذها عقب تناولهم لجرعات العلاج . و أكد مصدر طبي بحوادث القضارف إن المستشفي استقبلت نحو (45) حالة منها ثلاثة حالات احتجزت لمزيد من العناية بينما فاق عدد المصابين الذين استقبلهم مستشفي الأطفال (250) حالة إصابة اخضعت للعلاج بواسطة المحاليل الوريدية وغادر غالبها المستشفى