وصل مبعوثان دوليان الى السودان الثلاثاء للوقوف على الأوضاع الإنسانية ميدانيا وتوجها الى ولاية النيل الابيض الحدودية لمعاينة احوال الفارين من النزاع في جنوب السودان ، وتعهدا على الفور بتبني حملة لحمل العالم على تقديم الدعم للسودان ومؤازرته في ظل رعايته لالاف اللاجئين من جنوب السودان. المبعوثان الأمميان انطونيو غوتريس وعبدالله المعتوق وأعلنت الأممالمتحدة في 15 أكتوبر الجاري أن أكثر من مئة ألف شخص من جنوب السودان لجأوا إلى السودان منذ بدء النزاع هناك في ديسمبر العام الماضي. وأفاد مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في السودان في نشرته الإسبوعية نقلاً عن المفوضية العليا للاجئين في الأممالمتحدة أن أعداد "الجنوبيين الذين لجأوا إلى السودان تجاوز المئة ألف شخص". وأضاف "رغم الحاجة الماسة لموارد إضافية لمساعدة هذا التدفق من اللاجئين، تلقى السودان أدنى مستوى من التمويل للبلدان المشاركة في الاستجابة لأزمات اللاجئين في جنوب السودان". وأشارمكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية أن 350 ألف شخص أصلهم من جنوب السودان لم يغادروا السودان بعد استقلال الجنوب. وتقدر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن "يصل عدد اللاجئين من جنوب السودان إلى 165 ألفاً بحلول نهاية عام 2014". وأعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشوؤن الإنسانية عبد الله المعتوق والمفوض السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس عزمهما مطالبة المجتمع الدولي التوقف عن توجيه الانتقادات للسودان، وتقديم الدعم له ومساندته في الدور الإنساني الكبير الذي يقوم به تجاه مئات الآلاف من اللاجئين مشيرين الى ان السودان لم يغلق حدوده في وجه الفارين . وأكد المبعوثان نيتهما مغادرة محطة الصمت وقيادة حملة في المنابر الدولية والقاء الضوء على الدور الانساني الذي يلعبه السودان والسعي لحشد الدعم له . ووقف المعتوق وغوتيريس، بمعية وفد من مسئولى وكالات الأممالمتحدة المتخصصة، والسفير الكويتى بالخرطوم منصور الهاجرى ومعتمد اللاجئين ومفوض عام العون الإنسانى بالسودان أحمد محمد آدم، والأمين العام لجمعية الهلال الأحمر السودانى عثمان جعفر.، على الأوضاع في معسكرات اللاجئين من دولة جنوب السودان بمحلية الجبلين بولاية النيل الأبيض، كما عقدا اجتماعاً مطولاً مع أعضاء حكومة الولاية بحث أوضاع الفارين واحتياجات مناطق الإيواء. وحث المعتوق دول العالم على دعم السودان ومساندته في استضافته لأكثر من 180 ألف لاجئ من دولة الجنوب وغيرهم، لافتاً إلى أن السودان يتحمل عبئاً هائلاً في الجوانب الأمنية والصحية ومختلف الخدمات بسبب العدد الكبير من اللاحئين الذين يجدون كامل الترحاب على أراضيه ووسط شعبه. وفال أن زيارته للسودان تهدف لخدمة اللاجئين والوقوف على الاحتياجات الإنسانية بالسودان، وتوطيد التعاون بين الحكومة والمنظمات الدولية. وعبر المعتوق عن تقديره لقرار الرئيس عمر البشير بالتعامل مع الفارين من الحرب بالجنوب كأبناء السودان والسماح لهم بالحركة والتنقل وحتي العمل. وأعلن المفوض السامي لشؤون اللاجئين التكفل بثلث احتياجات ولاية النيل الأبيض في تقديم الخدمات للاجئين والبالغة عشرة ملايين دولار، داعياً المجتمع الدولي وبقية المنظمات للتكفل ببقية المبلغ. وقال غوتيريس إن "ما يزيد من تقديرنا لحكومة السودان أنه رغم من تواجهه من تحديات وقلة الإمكانيات تقابل اللاجئين بكرم بالغ، وهذا ليس جديداً على السودان الذي بدأت المفوضية العمل به منذ 40 عاماً". ودعا غوتيريس العالم للانتباه لمحنة اللاجئين الجنوبيين، وتزايد الحاجة للوقوف معهم، خاصة في ظل عدم وجود بوادر حقيقة لإنهاء الصراع في بلادهم قريبا. وأكد المفوض عزمهم بذل كامل جهودهم بالتعاون مع الحكومة السودانية لتقديم المزيد من الدعم وزيادة العاملين في فرق المفوضية. وقال "على العالم أن يعترف اليوم بأن حكومة السودان لم تفتح الحدود وحدها أمام اللاجئين بل فتح السودانيون بيوتهم وقلوبهم لاستقبال الوافدين، وعلى الذين ينتقدوا حكومة السودان أن يعترفوا بهذا الدور الكبير."