تواترت الانباء عن تصنيف السودان كثالث افشل دولة في العالم وفقا لاثني عشر معيار تشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية وحقوق الانسان وغيرها .ولااعتقد ان هذه المنظمة التي تقوم بهذه الدراسات لديها اجندة خفية ضد السودان كما تعود المسئولون عندنا ان يقولوا بمثل هذا الكلام والناظر الي ترتيب الدول العربية الناجحة والفاشلة منها يجد الي حد كبير صحة الترتيب وفقا للمعطيات المتوفرة في كل دولة فمثلا الدول الاكثر نجاحا بالترتيب(قطر- الامارات- سلطنة عمان- الكويت- البحرين- الاردن- السعودية- تونس) والدول الاكثر فشلا- الصومال- السودان- اليمن- العراق-سوريا- مصر-ليبيا- الجزائر-المغرب)مع اختلاف ملامح الفشل وانسحابه على جوانب كثيرة في الدولة ومن هنا تعطى الدرجات للمعيار المعين نجاحا او فشلا ومن ثم التصنيف النهائي. ولكن دعونا نقيم بانفسنا اوضاع بلادنا المختلفة بعيدا عن هذه المنظمة التي تقيم الدول وتصنفها كم ذكرنا وفقا لاثني عشر معيارا.فمن الناحية السياسية هل هناك استقرار سياسي في البلد؟ وهل هناك حالة من الرضا السياسي على النظام القائم حاليا سواء من المواطن على الصعيد الداخلي او من دول الجوار على الصعيد الاقليمي او من بقية دول العالم الاخرى. من الناحية الداخلية نلاحظ ان المواطن السوداني تهمه في المقام الاول معيشته اليومية وعلاجه وعلاج اسرته وتعليم ابنائه وقبل كل ذلك توفر السكن المناسب لاسرته وبالتالي فان تجاوب المواطن السوداني مع الاحداث السياسية ينبع من انعكاسات السياسة على حياته اليومية ولذلك تراهم باعداد كبيرة في مهرجانات الدولة واحتفالاتها الكثيرة حتى ولو كانت المناسبة افتتاح محطة لبيع المحروقات او داخلية طالبات علهم يسمعون مايفرحهم من المسئول المعني . وفي الجانب الاخر فهمت قيادات المؤتمر الوطني نفسية المواطن السوداني الذي يمكن ان يصبر ويتامل في تلك الوعود التي تعطى له بين الحين والاخر وبالتالي فإن المواطن السوداني خارج اللعبة السياسية حتى اشعار اخر اما الصراع السياسي الذي ادى الي عدم الاستقرار فقد انحصر بين الحكومة و المعارضة وماافرزته سياسات الحكومة الخاطئة من حركات مسلحة في اطراف البلد وماانتهى عليه امر جنوب السودان من انفصال وقبضة حزب واحد على كل شئ في البلد واخراج سئ لانتخابات غير مقنعة حتى لاهل المؤتمر الوطني انفسهم فكيف لحزب كانت بالامس عضويته بضع الاف ان يكتسح كل الدوائر حتى وان مرشحهم من كوكب اخر ولكن ذلك حدث في بلدنا في اغرب انتخابات تشهدها بلد. اما علاقة النظام بدول الجوار فظلت متأرجحة مع غالبية دول الجوار واتسمت بعدم الثقة المتبادل ووصلت الي درجة التوتر مع معظم الدول المجاورة ودونكم التعليق السياسي في بدايات عهد الانقاذ الذي صب جام غضبه واستخدم كل ادوات اللغة فلم يترك شمطاء الانجليز وصحافة البلاط غير المؤدبة وغيرها مما عكر الاجواء بين السودان ومحيطه الاقليمي والدولي مازلنا نعاني من تبعات ذلك وكل هذه المعطيات تؤكد فشل الدولة سياسيا بامتياز.اما الناحية الاقتصادية فهذه لا تحتاج الي توضيح فقد تردت الي ادنى مستوياتها منذ ان وجدت دولة اسمها السودان واصبح المواطن العادي البسيط يعرف سعر صرف الجنيه مقابل الدولار ويعرف الكثير عن شهور ليس لديه نفقة فيها كالسوق الموازي والتضخم لانه ايقن ان هذه الاشياء هي التي تؤثر في سعر الرغيف والسكر والزيت والشاي واللحوم والالبان وغيرها من ضروريات الحياة اليومية . اما الجانب الصحي فحدث ولاحرج دع عنك الاقاليم والمناطق النائية ولكن داخل العاصمة المستشفيات الحكومية تحدث فيها اشياء وبها شح وانعدام في اشياء تعتبر من اساسيات ان تطلق على المكان مستشفي ولكم في انعدام الاكسجين في مستشفى في قلب العاصمة اكبر دليل على التدهور وعدم تحمل الامانة وادائها على اكمل وجه وكثير من الاشياء التي حدثت ومرت دون مسائلة او استقالة من وزير او مدير او حتى خفير من عمله لانه فشل واخفق وترتب على فشله مضرة باخرين بسطاء من عامة الشعب.كتبت في مقال سابق ان وزيرة في احدى دول الخليج قد استقالت من منصبها لمجرد اندلاع حريق في غرفة واحدة في مستشفى حكومي وكتبت ان وزيرا ومديرا للصحة في دولة عربية قد اقيل من منصبه لحدوث خطأ طبي في احد المستشفيات راح ضحيته مواطن في تلك الدولة وان تصادما بين قطارين في دولة اخرى استقال بسببه وزير المواصلات في تلك الدولة وان فشل منتخب احدى الدول العربية المتكرر ادى الي استقالة وزير الشباب والرياضة في تلك الدولة ولك ان تتخيل الماسي التي تحدث في مدارسنا وجامعاتنا ومستشفياتنا وملاعبنا وطرق المرور عندنا واسواقنا فهل سمعت يوما واحدا عن مسئول سوداني كبر ام صغر استقال من منصبه لانه فشل او لان هناك اخفاق قد حدث في دائرة اختصاصه حتى اتحاد الكرة عندنا لايريد ان يعترف بالخطا الكبير الذي حدث خلال الايام الماضية وربما يحملون المسئولية للاعلام او اللاعبين او حتى الجمهور ففي زمن الغفلة هذا يمكن ان نتوقع اي شئ مدعوما بفتوى او تدخل الريس لحل الازمة والله المستعان وعليه التكلان مجذوب محمد عبدالرحيم منصور [email protected]