[email protected] وردت هذه العبارة المتخذة كعنوان في مقال بعمود ساخر سبيل لكاتبه الأستاذ الفاتح جبرا صاحب الأسلوب الساخر المعروف والذي لا يفتر قلمه عن العزف على أوتار قضايا المجتمع المتلاحقة في مقابل حرج الظروف.. وقد رأيت بعد الترحم على من فقدوا أرواحهم الغالية جراء حوادثها الراتبة وما بثته في قلوبنا من رعب وخوف، بعد أن نالت قدرا من النقد وناقم الحديث والعكوف، على انتظار مفضيات سرها الكامن في الجبال والرمال والسدوف، أن استدعي مصفوفة السجع وأشكال الحروف، وأتساءل عن الأعداد المتبقية منها في حظيرة مطاراتنا حتى إذا ما قيل أنها انتهت نرقص طرباً ونقرع كل انواع الدفوف، محتفلين بانقراض نسلها وتوقفها عن الطيران في سمائنا الذي صار دائما بمخاطرها محفوف.. وكنا قد سمعنا عن قرار يحظر انطلاقها حتى بالنسبة للمضطر والمتعجل والملهوف، لكنه ظل محفوظاً على الرفوف بينما لا زالت أنواعها فوق رؤوسنا تطن غيظاً وتطوف، فكان آخر أحداثها أن أفلتت من حتمية السقوط المأسوف، بعد اعتراض طائر لم يكن يسمع أزيزها ولا يشوف، فما الذي يجعلنا نسعى قطيعها ونمتطيه دون خوف، طالما أنها كانت صنيعة لبلادها منذ حياة خروتشوف، علماً بأنها فيما نرى بلاد تحفظ الود وترد كامل المعروف، ولا تحظر عنا قطع الغيار أو ترفع الأسعار للسقوف، لكن جيل هذا الانتينوف غاب وانزوى بين الصفوف، وتقلص ما يعينه على الصمود طائراً وعند حالة الهبوط والوقوف، في حين أننا نصنع من فسيخها شرباتاً بكأسه على الملأ نطوف. ويبدو أن اعتمادنا على مهارتنا في تسيير هيلمان سنة ستين بتوليفات فاقت افق أهلها البريطانيين، هو الذي أوحى لنا بقدرة ويقين، على أننا على فعل المستحيل من القادرين. وما أن انتهى حديث الانتينوف حتى علا صوت الخروف ذاك الذي تعود الدلال والغرور كلما أطل عيدنا وشحت في جيوبنا زكائب الالوف، فشرع الفقهاء والعلماء والحماة والولاة عندنا جواز التضحيات بالأقساط والأوزان والدين من العطوف، فاصطفت أمام كل منفذ جحافل الصفوف، وصار همنا تدبير ما يسهل طلة الذي بصوته يشنف الآذان ويطرب القلب ويدمي الكفوف، لأننا فطرنا من عهود غابرة على الظهور للذي يطل بالجوار قبل امتثالنا لنهج ديننا ورحمة الرؤوف. وحيث أن سعر كيلو اللحم من ذاك الخروف لا يطاق حتى للذي يكنز زهو المال ويزرع الجروف، تناسى أغلب المضحين نصيب المعوزين وربما على الضيوف، وضن الناس بالرأس وجلد الصوف، فدرجوا على تخزين لحمه للذات خشية من قسوة الدهر ومن مر الصروف. فليهنأ الذين كابدوا وعبروا مصاعب الظروف وكل عام والجميع بألف خير فعسى أن يستقيم الحال إلى بر أمين ويصبح العسر حكايا من أساطير السنين. وبهذا القدر اكتفى إلى لقاء قد يحين من بعد عطلة للعيد وآمين.