بسم الله الرحمن الرحيم.. لم يعد في سودان الإنقاذ شيء يجعلنا نموت من الضحك أكثر من متابعة شيوخ وأبواق النظام بلحيتهم التيسية ، وهم يظهرون في وسائل الأعلام المرئية والمسموعة لتقديم أفكارهم المسمومة القيئة على المُشاهدين مباشرةً ضمن أطباق جاهزة من الكذبّ الملفقّ والافتراء والدجل الصريح ، ولا يتورعون على الإطلاق عن إستخدام الدين لخدمة نظامهم الإستبدادي . وبعد أن برأت هيئة ما تسمى بعلماء السودان بفتوى سوقية مقززة في العام الماضي الحكومة السودانية من التورط فى موجة ارتفاع الأسعار والغلاء الشديد الذى اجتاح الاسواق السودانية وقالت ان الحكومة لا تتحملها منفردة ويشترك معها الأفراد والمجتمع ...وفتوى تحرم الإنضمام للحركة الشعبية لتحرير السودان شمال ، وفتوى أخرى تجيز قتل مؤيدي الجبهة الثورية السودانية .. وكلام لنائب ببرلمان البشير الشيخ دفع الله حسب الرسول الذي يطالب بعدم الاكتفاء بزوجة واحدة ، لأن السودان مستهدف والجيش يحتاج إلى دعم ، موضحا أن عدد الرجال فوق سن الخمسين بالسودان 7 ملايين ، وإذا تزوج هؤلاء سيضيفون 35 مليونا من الرجال وهذا العدد يفتح أميركا وليس كاودا" في إشارة إلى مدينة كاودا، معقل الجبهة الثورية التي تحارب السلطات السودانية جنوب كردفان .. وحكاية الخِتان والبنت المعفنة وغيرها من تفاهة الكلام . تستمر ترهات جماعة الإنقاد ومن تبعهم من أهل الضلال والبدع . فقبل أيام شاهد ملايين السودانيين فيديو مصور لعضو في حزب البشير يقول فيه ( أنا يا جماعة شفت الرسول صلى الله عليه وسلم وشفت معاه عمر البشير لابس الميري وشفت معاه على عثمان وشفت معاه نافع على نافع والرسول صلى الله عليه وسلم يمسك يد نافع ويقول : " الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة " ) . بالطبع مثل هذه الترهات والهرطقات ، لا تعدو كونها وّهم وخرافة من خرافات أهل الضلال والنار . فالأشخاص الثلاثة الذي إدعى هذا الدجال أنه رآهم ومعهم الرسول "ص" ، هم أشهر من ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في التأريخ السوداني القديم والحديث ، ولا يعقل أبداً ، ثم لا يتصور إطلاقاً أن يلتقي الرسول " ص " أمثال هؤلاء وهو الذي نهى وبشكل قاطع ارتكاب مثل هذه الجرائم تطبيقاً للآية الكريمة ( وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً ) ؟. بالله عليكم قولوا لنا يا معشر المسلمون – هداكم الله ! .. كيف يجتمع الرسول (ص) مع من قتلوا قرابة الإثنين مليون شخص في جنوب السودان ، وقرابة خمسمائة ألف شخص في دارفور ، وعشرات الألاف في جبال النوبة/جنوب كردفان وما زال القتل فيها مستمرا ؟. كيف يجتمع الرسول (ص) مع هؤلاء القتلة والمجرمون ، والرسول كونه رسولاً للناس أجمعين لابد أن يكون عادلاً ، فالله سبحانه وتعالى لا يعطي النبوة لظالم مستبد وآثم ؟. الصحيح أيها السادة والسيدات ، أن هذا الزنديق الدجال رآى في رؤيته المزعومة أبطال الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الثلاث (البشير + نافع علي نافع + علي عثمان محمد طه) ومعهم الشيطان الرجيم وهو يوسوس إليهم ويزين لهم ما يرتكبونها من قتل لمواطنيهم ، لكن صاحب الرؤية وخوفاً من إنتقام أبطال الإبادة الجماعية منه في حال قال الحقيقة ، عكس الحكاية ( ليقول أنا شفت الثلاثي ومعهم الرسول "ص" ) . طبعا أبطال الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ، دون شك صدقوا ما قاله عنهم هذا الزنديق ، لأن هم من صنعوا الشعوذة التي استخدموها لحمايتهم من غضب الناس لأربع وعشرين عاما ، وقدموا أنفسهم كحماة حمى الشريعة والدين . هكذا يحيط هذا النظام نفسه بالمنافقين والدجالين الذين يلعبون دور الإفتاء الشرعي ليبقى في السلطة . الأبطال الثلاث يستخدمون أمثال –صاحب الرؤية لمحاربة كل ما يناقض أفكارهم السادية والمريضة ، ويستغلون تجار الدين وأئمة المساجد والخلاوي في حربهم القذرة هذه من خلال فتاوي سوقية يبصقونها على المساكين في بلاد السودان المنكوب جدا ، وللأسف الشديد أن أسهمهم تعلو في سوق الفتاوى . مثل هذه المزاعم والأوساخ والزبالة هي جزء من مسرحية بايخة تم الإعداد لها من قبل ثلاثي الإبادة الجماعية نتيجة للخوف الذي يسيطر عليهم من خصومهم السياسيين الذين يهددون نظامهم بالزحف عليه والإطاحة به . فالمستبد الذي لا يثق بنفسه ، يخاف من غضب الشعب ، فلا يجد من نفسه نصيرا ، تجده يلبس لباس الرهبان ، ويستخدم لغة دينية لتخدّير الناس ، ليجعلهم في معزل عن تحقيق العدل والمساواة والحرية .. ولا نستغرب أن يأتي أحدهم يوماً ما ويقول ( يا جماعة والله انا شفت عمر البشير جالس مع " الله سبحانه وتعالى " ، أو يأتي آخر ويقول عمر البشير زاتو هو " الله " ! لا شيء غريب في سودان عمر البشير ) . وفي الختام لا يسعنا سوى القول إن صاحب الرؤية بالطبع من الأصناف الدنيئة جدا في المجتمع السوداني ، لكن للأسف عدد هؤلاء يزيد ويتضخم كل يوم ، وهذه الزيادة حالة مرضية تسترعي التوقف عندها طويلا والتأمل فيه ، وربما الدراسة الوافية الشاملة ، وعلى أولياء الأمر من المسلمين الصالحين تحليل هذا الصنف من المسلمين بصورة عاجلة .. وإلآ ما علينا سوى الضحك على المغفلين الذين يصدقون كلام وفتاوي وغرائب ورؤى الدجالين والفاسقين المضللين الكذابين ، والضحك على الذين لهم استعداد أن يشوهوا حتى سيرة الرسول " ص " نصرة لنافع علي نافع وعمر البشير وعلي عثمان محمد طه . والسلام عليكم... عبدالغني بريش فيوف الولايات المتحدة