1- تجئ غدآ الثلاثاء 30 يوليو الحالي، الذكري الثامنة علي مصرع الزعيم الدكتور جون قرنق دي مبيور، والذي توفي في مثل هذا اليوم من عام 2005 اثر حادث اصطدام الطائرة الحربية التابعة لسلاح الجو اليوغندي التي كان يستغلها بجبال (الاماتونج)، وتقع سلسلة جبال (الاماتونج) في جنوب السودان تحديدا في الولاية الاستوائية بالقرب من الحدود مع اوغندا."نتج عن ذلك وفاة الدكتور قرنق وستة من مرافقيه وسبعة من افراد طاقم الطائرة الرئاسية الاوغندية". والجدير بالذكر ولفت الانتباه، الي ان جون قرنق واعضاء وفده كان المفروض عليهم ان يستقلوا الطائرة الرئاسية التابعة للرئيس اليوغندي يوري موسفيني في رحلة العودة للخرطوم بعد قضاء يومين في كمبالا التقوا خلالها خصوصا بالريس اليوغندي......ولكن وفجأة وفي اللحظات الاخيرة وقبل السفر والعودة للخرطوم تم استبدال الطائرة الرئاسية باخري مروحية!!...وباستغراب شديد سأل قرنق الرئيس اليوغندي عن سبب تبديل الطائرة باخري مروحية، فاجابه بان الطائرة الرئاسية قد ارسلت الي روسيا للتصليح!! 2- وبالرغم من قدوم الذكري الحزينة غدآ الثلاثاء ووفاة البطل العظيم قرنق، فساخصص المساحات القادمة في المقال للكتابة عن أهم عشرين حدثآ كبيرآ مهولآ وقعت في السودان بعد مصرع قرنق (وكانني اريد ان اقول، لو كان قرنق حيآ لما وقعت)!! 3- توفي قرنق في شهر 30 يوليو من عام 2005، وتمامآ بعد خمسة شهور من غيابه – اي – في 30 ديسمبر من نفس العام، وقعت مجزرة اللاجئيين السودانيين في القاهرة وطالت ارواح 27 سودانيآ قتلوا برصاصات شرطة وزارة الداخلية المصرية!! 4- وجاء الأستفتاء، هو استفتاء جرى في الفترة من 9 يناير وحتى 15 يناير 2011 حول ما إذا كان سكان جنوب السودان يرغبون بالبقاء بدولة واحدة مع السودان أو الانفصال بدولة مستقلة وذلك تنفيذًا لبنود اتفاقية السلام الشامل والتي وقعت في نيفاشا بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في 9 يناير 2005. أعنت نتيجة الاستفتاء في 7 فبراير 2011 وكانت نتيجتها موافقة أغلبية المصوتين على الانفصال عن السودان الموحد!! 5- وتم الاعلان عن الانفصال رسميًا في 9 يوليو 2011 في حفل كبير في عاصمة الجنوبجوبا بحضور الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سيلفا كير وعدد من زعماء الدول. 6- قامت حكومة الخرطوم وفور وقوع الأنفصال بطرد الجنوبيين من السودان الشمالي بمهانة شديدة، وماقصة تصريح وزير الاعلام وقتها (وعدم منح الجنوبيين حقنة بمستشفيات الخرطوم) ببعيدة عن الاذهان!! 7- وقعت حوادث دامية في منطقة (ابيي) المتنازع عليها بين الخرطوموجوبا، واودت الاحداث الي مصرع نحو 40 ألف من السكان، وكحل عاجل للمشكلة ووقف النزيف الدامي تم وضع قوات دولية تحرس المنطقة.. واصبح ممنوعآ دخول القوات السودانية او الجنوبية للمنطقة، ويمكن ان نقول عنها الأن، انها قد خرجت من الخارطة الشمالية!! 8- وقعت احداث دامية ايضآ في منطقة (هجليج) عام 2012، وبلغ عدد القتلي من الجانبيين باكثر من 15 ألف شمالي وجنوبي!! 9- حتي الأن ومنذ عام 1996 وحتي اليوم مازال (النفط الدامي) يشكل بؤرة النزاع الشمالي – جنوبي، وبلغ ضحاياة اكثر من مليون قتيل !!...ومازالت المعارك الحربية مستمرة بلا توقف!! 10- دخلا الرئيس عمر البشير ووزير دفاعه الفريق اول عبدالرحيم حسين قائمة (المطلوبيين القبض عليهم بتهم الجرائم الكبيرة والتصفيات الجسدية)، ووجوب مثولهما امام محكمة الجنايات الدولية... 11- وبسبب اتهامات محكمة الجنايات الدولية للبشير ووير دفاعه، اصبحا لايستطيعان السفر بعيدآ عن الخرطوم!! 12- منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل في 2005م، مازالت الاتفاقية بلا تنفيذ بسبب المشاكل الناجمة عن عدم ترسيم الحدود بين البلدين، والحل الجذري للمناطق المتنازع عليها، والنفط... 13- تدهورت الاحوال السياسية والاقتصادية والأمنية داخل السودان الشمالي بصورة لم تعرفها البلاد من قبل، وفشلت كل الحكومات التي جاءت للحكم خلال الثمانية اعوام الماضية (2005- 2013) فشلآ ذريعآ في حل المشاكل المستعصية، مما حدا بالسودانيين وان يفروا للخارج حتي وصل الرقم الي 2 مليون سوداني قد خرجوا خلال هذه السنوات الماضية...........مقابل 2 مليون وافد واجنبي ولاجئ استوطنوا بصورة دائمة في اغلب المدن الكبيرة!! 14- لعبت القوات المسلحة وجهاز الأمن والشرطة ادورآ كبيرة في تشويه صورة السودان بالداخل والخارج بسبب ممارسات القمع المتكررة... والأغتيالات...والاغتصابات...والتعذيب...ووأد الحريات الاساسية للمواطن...ومصادرة حرية... الرأي والتعبير...وتكميم افواه الصحفيين... والقصف اليومي علي مناطق السكان في دارفور...ومنع قوافل الاغاثة الدولية من دخول ولاية النيل الأزرق...وحماية المفسديين والقتلة وعدم تقديمهم للمسألة... 15- فشل النظام الحاكم فشلآ ذريعآ في حل مشكلة دارفور بسبب اصرار البشير ومنذ عام 1991 وان يكون تكون الحلول عسكرية وعن طريق القوة ولا مهادنة او حوار مع اصحاب الرأي الأخر، ونتيجة لتمسك البشير برأيه، فقد وصل عدد القتلي في دارفور الي نحو 300 ألف قتيل بحسب احصائية صادرة عن الأممالمتحدة عام 2006 (ولايدخل في هذا الرقم ضحايا مابعد عام 2006 وحتي اليوم)...ولكن البشير وفي لقاء مع صحفية اجنبية اكد ان عدد القتلي فقط 10 ألف دارفوري!!...وقام الدكتور اسماعيل مطفي عندما كان مستشارآ سياسيآ للبشير وخفض الرقم الي 5 ألف قتيل فقط لاغير!!....واخيرآ جدآ، إعترف الرئيس عمر البشير بان حكمه شهد ظلماً خيم على البلاد ، تسبب في في الجفاف وتأخر نزول الأمطار، وبدى الرئيس نادماً للمرة الأولى وهو يتحدث عن الدماء التى اريقت في دارفور وقال: نحن فرطنا في سماحة أهل دارفور وسماحة الأعراف، ودماء بعضنا البعض!! 16- لو كان قرنق مازال حيآ ويشغل منصب النائب الأول حتي الان، لما وقع الانفصال...ولما ضاعت حلايب...ولا الفشقة...ولا ابيي ... ولا كانت حصيلة القتلي قد فاقت المليون قتيل...ولما اصبح حال القوات المسلحة كحاله اليوم يستخدم اسلحة خردة وقديمة، ومدعومآ بضباط وطياريين اجانب...ولا تم بيع التلفزيون القومي وهيئة الموانئ البحرية...و"سودانير اير"...وخط "هيثرو"...وجلد النساء والطالبات...ولا كانت هناك تجارة بشر!! 17- واحدة من اسوأ مظاهر مابعد تقسيم السودان الي دولتين، ظاهرة البذاءات والشتائم والسباب البذيئة والعنصرية واسلوب الصياعة وقلة الأدب عند المسؤوليين في السودان الشمالي!!...واشهرتها تلك البذاءة التي تفوه بها البشير ووصف الحركة الشعبية ب( الحشرة)!!، واضطر صاغرآ وبخجل شديد ان يعتذر عنها اثناء زيارته لجوبا، وهناك وفي اللقاء الجماهيري سمع البشير من الشتائم الجنوبية ماجعله ويمسك لسانه بعدها!! 18- تدنت حالة البشير الي ادني درجاتها بعد عام 2008 واتهامات محكمة الجنايات الدولية له، وماعاد هو ذلك الرئيس الذي يحكم البلاد، بل ظهرت عدة وجوه هي التي تأمر وتنهي، بل وتتحدي القرارات الجمهورية والتوجيهات الرئاسية، وتعددت الاصوات، وكثرت التصريحات الرسمية والحزبية بلا اذن او مشورة البشير!! 19- لو كان قرنق حيآ، لما سمح بانشاء قاعدة عسكرية ايرانية علي البحر الاحمر، ولما سمح ايضآ لايران وان تراقب وتتجسس علي ما يجري داخل السعودية ومصر من داخل السودان، ولا ابقي المنطقة الافريقية خالية من السلاح، ولرفض ايضآ رفضآ باتآ تاجير او بيع الاراضي لايران او لغيرها... 20- لو كان قرنق حيآ، لما سمح بتسيس الدين لخدمة النظام، ولطالب بعودة قومية الخدمة المدنية والعسكرية...والأمن... والأعلام... والدبلوماسية...والقضاة...والاعلام... 21- لقد انتقم الله تعالي شر انتقام من قتلة الراحل جون قرنق، (وبدون ذكر اسماء) ، تمعنوا كيف اصبح حال اغلب رجال الانقاذ الأن مابين مطلوبيين القبض عليهم...ومن سود وجوههم...وعلي الباغي تدور الدوائر.