تشير البحوث منذ أعوام عديدة، ان معظم الناس يستخدمون الملح بمعدل ضعفي الكمية المفترض أن يستهلكوها، لكن الكثير من الأشخاص لا يدركون مخاطر تناولهم كميات كبيرة من الملح. بالرغم من أن بعض الحكم المستقاة من الروايات الشعبية العالمية تفيد بأن الملح هو أفضل من الذهب، فإن الملح قادر على قتل الإنسان على المدى البعيد في حال تم استخدامه بكميات كبيرة. فالاستخدام المفرط للملح يرفع وبشكل بارز من خطر التعرض لأمراض ارتفاع ضغط الدم والسكتات القلبية والدماغية. عنصر الصوديوم الموجود في الملح ضروري للجسم، وبالتالي فإنه من المهم للمرء أن يدرك كيفية التعامل مع هذا العنصر الموجود في كل مكان تقريبا بما يخدم صحّته بالدرجة الأساسية. كما أنه من المهم أن نعرف أيا من المواد الغذائية يجب التعامل معها بحذر لكي لا نتجاوز الكمية اليومية المسموح بها من الصوديوم. ملعقة صغيرة يوميا يفيد موقع علمي متخصص بأننا «نحتاج الملح وكذلك الصوديوم لسلامة العضلات وعملها، ونشاط الأعصاب وتوازن السوائل. الكمية اليومية التي يُنصح بها بالنسبة للإنسان الناضج هي من 5 إلى 6 غ من الملح المخصص للطعام، أي ما يوازي ملعقة شاي صغيرة». إلا أنه يجب خفض هذه الكمية لتصل إلى 1500 ملغ يوميا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى المزمنة، والسكر، والأشخاص الطاعنين في السن أو ذوي السن المتوسط ( حول سن الأربعين)، بالإضافة الى ذوي البشرة السوداء الذين يعتبر جسمهم أكثر حساسية بالنسبة لاستهلاك الصوديوم. ويتبين أن معظم الأشخاص يتجاوزون هذه النسبة المثالية بمعدل يصل إلى الضعف في غالب الأحيان. ولذلك فإذا رغبتم بالحد من عملية استهلاك الملح، فكروا بالدرجة الأولى بطبيعة المواد الغذائية التي تعتمدون عليها. المواد الغذائية المثيرة للمشاكل 1 - الطعام الجاهز والمثلج: الذي يمثل عملية طبخ سريعة ومريحة، لكن يجب الانتباه إلى نسبة الملح المبينة على الورقة اللاصقة. ففي كثير من الأحيان تكون هذه النسبة نصف ما هو مسموح به خلال اليوم بأكمله. 2 - الحبوب المخصصة للفطور: قد لا يظن المرء بأن هذا المنتج تحديدا يحتوي على كمية كبيرة من الصوديوم، إلا أن الواقع هو كذلك للأسف. وتوجد بعض الحبوب التي تحتوي على نسبة أقل، ولذلك يفضل استعمالها بدلا من النوع الأول. 3 - عصائر الخضار: هي مفيدة للصحة لكن يجب الانتباه لفحواها، فهي تحتوي على فائض من الصوديوم. 4 - الخضار المكبوسة: يعتبر الملح من أفضل المواد الحافظة ولذلك يفضل اللجوء إلى الخضار الطازجة. لكن إذا كنتم من هؤلاء الذين يشترون المعلبات بشكل مستمر، يجب عليكم اختيار تلك المحفوظة بدون الاعتماد على الملح. 5 - الشوربات: تجنبوا الشوربات سريعة التحضير والموجودة في أكياس. يفضل أن تطبخوا الشوربة المنزلية الحقيقية. 6 -الصلصات والمنكهات: ما هو مقلق في هذا السياق هي صلصة الصويا والكاتشاب. حاولوا تجنبها والاعتماد بدلا منها على عصير الليمون الحامض والخل، فهي تمنح الطعام مذاقا مثيرا ولا تحتوي على الصوديوم. 7 - الصلصات الجاهزة المخصصة للمعجنات: فهي تمثل طريقة سريعة لتحضير طعام الغداء أو العشاء، لكن يجب في هذا السياق الانتباه إلى المحتويات واختيار تلك التي تحتوي على أقل نسبة من الملح. 8 - المكسرات والممالح الأخرى: حاولوا الاستعاضة عن الفستق واللوز المحمص والمملح وغيرها من البطاطس المقلية والمملحة بأخرى خالية من الملح، وإذا أمكن تخلوا عنها كليا. حذر جدي من هم الأشخاص الذين يجب عليهم أخذ الحيطة والحذر في ما يخص الملح والصوديوم؟ بالإضافة الى من سبق ذكرهم من الذين يعانون من الأمراض المزمنة لا سيما ارتفاع ضغط الدم والسكر وأمراض الكلى، فإنه يجب على كل شخص تجاوز الخمسين من العمر أن يأخذ حذره وبشكل جدي. حاولوا أن تسجلوا خلال اليوم ماذا أكلتم وشربتم، ومن ثم احسبوا فحوى الملح والصوديوم. قد تتفاجأون ربما عندما تكتشفون نسبة تجاوزكم للمعدل اليومي، وذلك برغم الاعتقاد السائد لديكم بأنكم «لا تملّحون الطعام كثيرا». أمور يجب الانتباه منها - الإعلان: البضاعة التي يتم الترويج لها بأنها «منخفضة الملح» أو «خالية من الملح» لا تعني أن المادة الغذائية المعنية لا تحتوي على الملح أو الصوديوم. اقرأوا بشكل جيد ما هو مكتوب على العلبة حيث ستكتشفون الكمية الحقيقية لهذا العنصر والموجودة في المادة الغذائية المعنية. - الصوديوم المخفي: خلال البحث في تركيبة المادة الغذائية لا تبحثوا فقط عن كلمتي ملح وصوديوم، بل كذلك عن كلمة «ناتريوم» وغيرها من التي قد تعني أيضا الملح والصوديوم. - الأدوية: بعض المستحضرات الخاصة بالآلام يمكن أن تحتوي على الصوديوم ولذلك راقبوا فحواها جيدا. - المطاعم: يحتوي الطعام في المطاعم على كميات من الملح أكثر مما هو ملائم. لذلك يفضل عدم طلب الشوربات والتركيز على الأسماك والخضار. - مطاعم الوجبات السريعة: جميع أنواع الطعام المقدمة في هذا النوع من المطاعم تحتوي عادة على كمية هائلة من الملح
