عصام أبو القاسم (الشارقة) - فقدت الساحة المسرحية السودانية نهار أمس الاربعاء الفنان السوداني المخرج الريح عبد القادر بعد صراع طويل مع المرض ألزمه السرير الابيض وقتا طويلاً، وشارك في تشييعه إلى مقابر البكري بالخرطوم المئات من مسرحيي السودان ومحبي فنه. ولد عبدالقادر عام 1943 في مدينة أمدرمان وانتسب إلى المعهد العالي للموسيقى والمسرح في الخرطوم اواخر الستينيات حيث كان واحدا من بين ثلاثة عشر طالبا تخرجوا في أول دفعة من ذلك المعهد. ونشط الراحل كمخرج وممثل مسرحي من الدرجة الأولى في سبعينيات القرن الماضي، حيث قدم مسرحية النار والزيتون 1974م وتاجوج 1975م وبوابة حمد النيل 1976م. وانتقل منذ 1979 للعيش في الإمارات حيث اسهم إلى جانب آخرين في تأسيس المشهد المسرحي عبر الورش التدريبية واخراج العديد من الاعمال، بخاصة مع فرقة مسرح دبي الشعبي، إذ يعتبر الفنانان ناجي الحاي وأحمد الانصاري ممن تدربوا على يده، وكان الحاي قد اعرب عن الكثير من العرفان له، في حفل تكريمه بمهرجان أيام الشارقة المسرحية 2011، فيما تحدث الانصاري قبل اسبوعين فقط عن الدعم الفني الكبير الذي قدمه الريح عبدالقادر للانتقال بمسرح دبي الشعبي من فضاء مسرحه الصغير إلى الساحة العامة. عاد عبد القادر إلى الخرطوم وقدم العديد من الاعمال المهمة مثل مسرحية لا للموت 1990م و"انتصار الابيض" 1997م وغيرهما، ولقد عبرت اعمال الراحل دائما عن انحيازها للقيم الانسانية العليا وعُرف بهاجسه الخاص بالقومية العربية والقضية الفلسطينية، إذ قدم في هذا الإطار مسرحية “النار والزيتون". تميز الراحل بصوته القوي في سائر القضايا العامة في بلده لا سيما قضايا الساحة المسرحية كما عرف بحسه الساخر ولكن الانساني أيضا.