نازحون في أحد المعسكرات بدارفور (الجزيرة نت-أرشيف) أعلنت القوة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (يوناميد) في إقليم دارفور أن مسلحين خطفوا 31 نازحا في هذا الإقليم المضطرب بغرب السودان، في حين تحدث قيادي متمرد عن "خطأ" ارتكبه أحد قادة مجموعته. وقالت المتحدثة باسم يوناميد عائشة البصري إن عملية الخطف جرت الأحد عندما كان النازحون متوجهين من زالنجي (كبرى مدن وسط دارفور) إلى نيالا (عاصمة ولاية جنوب دارفور)، للمشاركة في مؤتمر حكومي حول النازحين واللاجئين بدأ أعماله أمس الاثنين. لكن قياديا متمردا أكد أن عملية الخطف كانت "خطأ" واعدا بالإفراج عن النازحين. عبد الواحد محمد نور وقال عبد الواحد محمد نور -الذي يقود فصيلا في جيش تحرير السودان- إن "أحد القادة ارتكب خطأ"، مؤكدا أنه "أمر بالإفراج فورا عن هؤلاء المدنيين". عبد الواحد نور قال إنه أمر بالإفراج فورا عن المخطوفين (الفرنسية-أرشيف) لكن القوة المشتركة أوضحت أنها غير قادرة على التواصل مع المخطوفين، ولا على تأكيد الإفراج عنهم. وقالت المتحدثة باسم القوة إن "مجموعة من المسلحين غير المعروفين -يرتدون الزي العسكري، ويستقلون سبع سيارات جيب مزودة بأسلحة- اعترضوا قافلة من ثلاث حافلات تنقل 31 نازحا يواكبها جنود من قوة يوناميد". وذكرت مصادر محلية لوكالة الصحافة الفرنسية أن جنود الأممالمتحدة كانوا أقل عددا من المهاجمين، وأن الحادث وقع على مقربة من حاجز حكومي. وأضافت عائشة البصري أنه "بالرغم من اعتراض قوة يوناميد، فإن المجموعة اقتادت النازحين إلى مكان مجهول"، مشيرة إلى شائعات عن الإفراج عن المخطوفين مع عدم وجود أي تأكيد رسمي لذلك. وتابعت أن "قوة يوناميد كانت تواكب النازحين في إطار دعمها للحدث المهم" الذي كانوا سيشاركون فيه، مؤكدة عدم إصابة أحد من جنود الأممالمتحدة. وصرح المسؤول المحلي في دارفور عبد الباقي أحمد سليمان بأن "بعض (النازحين) في أمان". وأضاف أن مصير المخطوفين الآخرين غير معروف، دون أن يقدم مزيدا من الإيضاحات. جنود من قوة يوناميد بدارفور (رويترز-أرشيف) مؤتمر النازحين وأكد سليمان أن أكثر من 270 نازحا داخليا في دارفور تمكنوا من الوصول إلى مؤتمر نيالا الحكومي يرافقهم 70 لاجئا معظمهم من تشاد. وقال سليمان إن هؤلاء شددوا أمام مئات من ممثلي المجتمع المدني والأممالمتحدة والحكومة على أهمية توفير الحماية الأمنية لطريق عودتهم إلى قراهم. وقال مصدر إنساني إن "مخيمات النازحين نفسها غير مؤمنة بصورة حقيقية"، مؤكدا أن الحراس الذين وضعتهم الحكومة هم المسؤولون عن هذا الوضع المضطرب. وأكد محمد (64 سنة) أنه غادر منذ خمس سنوات قريته الواقعة في شرق دارفور مع أصغر أبنائه بحثا عن مأوى في منطقة جنوب كردفان. ومثل الكثيرين غيره، لم يعد محمد يتحمل المعارك وأعمال النهب التي تمارسها "مجموعات مسلحة" والتي تعرقل النشاط الزراعي. وقال "إذا تحسن الوضع الأمني فسيكون من الأفضل لي العودة إلى قريتي، وإلى داري". وأعمال العصابات والعنف القبلي والمعارك بين المتمردين والجيش السوداني جزء من يوميات دارفور، رغم تراجع وتيرتها بشكل طفيف عما كانت عليه في 2003 و2004، حين أعلنت قبائل غير عربية تمردها على الحكومة في الخرطوم.