ابتسامات البرهان والمبعوث الروسي .. ما القصة؟    انتدابات الهلال لون رمادي    المريخ يواصل تدريباته وتجدد إصابة كردمان    مشاد ترحب بموافقة مجلس الأمن على مناقشة عدوان الإمارات وحلفائها على السودان    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن تسليم الدفعة الثانية من الأجهزة الطبية    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    شمس الدين كباشي يصل الفاو    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    القلق سيد الموقف..قطر تكشف موقفها تجاه السودان    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    سوق العبيد الرقمية!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكودة : لن أقول للثورية ضعوا السلاح .. وسأخذ بثأري ممن اعتقلوني مهماطال الزمن !
نشر في سودانيات يوم 15 - 05 - 2013


الكودة: لن أنسى ثأري ممن اعتقلنى
حوار الصراحة .. مع عفراء فتح الرحمن
د. يوسف الكودة حاورته للمرة الأولى عام 2007م، وعندما التقيته لهذا الحوار أدركت أن ماءً كثيراً مرَّ تحت الجسر.. جاءت الأسئلة استطرادية وكثيفة لمحاولة كشف كيف يفكر هذا الرجل؟ وأي متغير طرأ عليه وجاءت إجاباته ما بين الاستدلال الفقهي والعودة الى الإرث والرسائل السياسية المباشرة والآراء الجريئة فيما يتعلق بالمحيط السلفي في السودان ومآخذه على الحكومة..
أخذنا كثيراً من وقته في مناقشة ذهابه الى كمبالا وتوقيعه على وثيقة الفجر الجديد التي وجدت هجوماً عنيفاً من الأوساط الدينية التي ينتمي اليها في الأصل.. ساق مبررات عدة بخطوته تلك، وكان يجيب وهو مملوء بحماس دافق لكن هل ستكون مبرراته مقنعة.. هذا ما نتركه للقارئ فإلى مضابط هذا الحوار الذي له ما بعده بكل تأكيد..
د. يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي..
= هل معارضتك كانت للوطن أم النظام عندما وقعت على ميثاق الفجر الجديد المتضمن على تصفية مؤسسات الدولة الحالية (قضاء، قوات نظامية، وبقية هياكل الدولة)؟
أولاً لابد أن تعلمي أن الذي أسس لفكرة التفريق بين معارضة الوطن والنظام هو يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي ولم تسمع هذه الفكرة إلا مني لذا حقوق الملكية الفكرية محفوظة لي، وما فعلته في كمبالا لا علاقة له بضرر الوطن وإنما حفاظ على مسائل دينية كبيرة، علاقة الدين بالدولة وهو حفاظ أيضاً على الوطن من التمزق ووجدت في الميثاق أن الوحدة تكون طوعية وأنا أمنت على هذا الكلام بضرورة الحفاظ على وحدة السودان طوعاً لا قهراً، هل هذا وطني أم غير ذلك؟
= ما يحدث الآن على أرض الواقع من الجبهة الثورية والحركات المسلحة في أبو كرشولا من تقتيل للمواطنين وفقاً لانتمائهم القبلي والحزبي هل يدعم الوحدة؟
ليس مع الوحدة، ولكن إذا لم يعقل النظام ويستمع الى الحركات المسلحة فسأذكر لك عبارة قالها عقار في كلمة له في كمبالا قال: (إذا استمرت هذه الحرب لثلاث سنوات حينها انسى السودان)، ففهمت من هذا أن السودان سينقسم فعلى الحكومة أن تستمع وترجح صوت السلام.
= قبل الاعتداء على أم روابة وأبي كرشولا كانت الحكومة جالسة على طاولة التفاوض مع قطاع الشمال والحركات المسلحة، ما هو المطلوب أكثر من هذا؟
المطلوب الجدية في المسعى، فالحكومة الآن تنادي بحكومة وحدة وطنية، وليست هناك حكومة وحدة وطنية على حقيقتها وإنما الأمر برمته مقتصر على مشاركين في المخصصات الدستورية ولكن لا كلمة مسموعة لهم في الحكومة، والأخيرة تنادي بحكومة عريضة ولا وجود للاتساع فيها، وهناك نداء للحوار مع انعدام سقوف التعبيرفأنتم في الصحف أدرى بالرقابة القبلية، فأنا أخاف على حوارنا هذا، بالعودة لموضوع الحديث لابد للحكومة من الإقدام على حوار حقيقي وحكومة وحدة وطنية وتراضي.. فواحدة من مشكلات حكومتنا السودانية أنها لا ترى الحقائق لذا لا تتعامل معها بموضوعية فالحل عندي أن تستوعب الحكومة الحركات المسلحة وتجلس معهم بنوايا حقيقية مع توفر الإرادة وقبلها النوايا فإن كل مشاكل السودان ستحل بإذن الله وسنتجنب التمزق.
= بعد ذهابك الى كمبالا ومتابعتك لما يحدث على الأرض في جنوب كردفان ألا تجد فيه دلائل قوية على وجود أصابع خفية تدعم من وقفت معهم؟
نعم الحركات مدعومة خارجياً، لكن ما هي الجهات الداعمة، لا علم لي بها، ولكن قناعتي أنهم لا يمكن للجبهة والحركات أن تقوم بما فعلته على أرض الواقع إلا إذا توفر لها الدعم الخارجي.
= إذا طلبنا منك قراءة سياسية للدوافع والمسببات التي تدعو جهات أجنبية لدعم الجبهة الثورية في صراعها مع الحكومة؟
لكل أهدافه ومسبباته ولكن قد قبلنا أن تدخل معنا الولايات المتحدة الأمريكية في جهاد ضد السوفييت في أفغانستان لذا فسقوفات التحالف عالية، فالتقاء المصالح هو ما يدعم الفرقاء، فالداعم التقت مصلحته مع مصلحة الحركات المسلحة والجبهة الثورية.
= إذن أنت تعلم بوجود أجندة خفية وجهات خارجية داعمة لكنك تغلب مبدأ (البراغماتية)، فالغاية لديك تبرر كل الوسائل؟
العالم كله يشتغل بهذه الصورة، حتى ما يسمى بالمرتزقة فالذين يحكمون الآن جاءوا معهم وكانوا يحملون السلاح مع هذه الجماعات.
= دعك من القرارات التاريخية أنت كقائد سياسي هل تعلن في إفادة ستبقى تاريخية أنك على استعداد للتحالف مع أي جهة من أجل الوصول الى غاياتك؟
لا، لا، لا أنا كقائد أهتم طبعاً بنزاهة الوسائل وأن يكون ما توصلنا اليه كذلك نزيهاً فالوسائل والنتائج عندي مهمة.
= وهل ما يجري الآن على أرض الواقع نزيهاً؟
وين؟ شوفي ما تتكلمي معاي كأني عضو في الجبهة الثورية هل تعلمين ماذا قلت لهم عند توقيعي على البيان، قلت لهم إن البيان ليس بين حزب الوسط والجبهة الثورية ولكنه بين القوى الموقعة على ميثاق كمبالا وحزب الوسط الإسلامي، أنا لست عضواً في الجبهة الثورية ولكني عضو في ميثاق كمبالا وأنا عضو غير حامل للسلاح ولم يكن الموضوع حينها حول حمل السلاح وإنما كان التفكير ماذا بعد تغيير النظام، فالميثاق يفترض أن السودان قد تغير فكيف يحكم بعدها فلا تتكلمي معي مرة أخرى وكأني عضو في الجبهة الثورية ولا يلزم التوقيع على ميثاق كمبالا الانضمام للجبهة.
= دعني أسالك مباشرة ودون تلاعب بالألفاظ.. هل أنت مع أم ضد حمل السلاح وترويع الآمنين؟
هذا السؤال بشكله هذا لا يحتمل إجابة واحدة وإنما أقول أنا أرفض حمل السلاح وأرفض كذلك طريقة الحكومة التي تحمل الناس على حمل السلاح فأنا لا أبرئ الحكومة ولا أفعل ذات الشيء مع الحركات المسلحة ولا أدين الحكومة وحدها ولا الحركات المسلحة فقط، وإنما حقيقة الأمر أن الحكومة هي من حملت الحركات المسلحة على حمل السلاح.
= وضح لنا كيف فعلت ذلك دون الاستناد لمسألة القصور الخدمي أو (التهميش) لأنها موجودة في الشمال والوسط أيضاً؟
ومن الذي منع أبناء الشمال من التحرك.
= إذن ما لديك من حلول هو تحويل السودان الى نار تأكل ولا تذر شيئاً؟
أبناء الشمال هم الآن يحكمون ولكنهم لم يعمروا الشمال ولا بقية السودان، وما قصدته من إجابتي السابقة هو دعوة للحكومة أن تترك التهميش حتى لا يحمل السلاح.
= من وراء حزب السلفيين الجدد في السودان؟
ياتو حزب دا حقي أنا يعني؟
= نعم
أولاً لا أقبل بنسبة حزبي للسلفيين، لست لأني ضدهم ولكني على قناعة تامة وإدراك بأن هناك بون شاسع بين السلفيين والسلفية الحقيقية، فالسلفية الحقة ليس لدي عليها أي مأخذ فهي الرجوع الى الأئمة الأربعة وعلماء قدماء والأخذ منهم والاستسقاء من التراث الملئ بالفوائد فهذا أمر جيد، أما السلفية بمعنى فرض القناعات الذاتية والترجيحات الفقهية فهذا أمر لا علاقة له بالتسلف.
= ما زال السؤال قائماً.. من الذي يدعم حزبكم؟
تدعمه عضويته، يعني مثلاً يا عفراء لو دعمتني دولة مجاورة أو أمريكا حتى هل تتوقعي أن أقول لك والله أنا آخذ فلوس من السعودية مثلاً؟
= هل يكفي دعم العضوية التي أستطيع أن أحصيها لك الآن في تسيير أمور حزب؟
والله لدينا أمور متعسرة لعدم ضخامة دعم العضوية ولكننا صابرون الى أن يفتح الله سبحانه وتعالى.
= في إجاباتك الفائتة فصلت تماماً بين حزبك والسلفية وهناك تيارات ترى أنك صرت أقرب الى الليبرالية والعلمانية فعلاً؟
قلتي شنو؟ فصلي بالوقائع أنا دوماً لا أناقش إلا البراهين.
= البراهين ستعيدك الى وثيقة الفجر الجديد؟
في الفجر الجديد اعتمدت مبدأ المناصحة في مسألة فصل الدين عن الدولة وكان رأيي أن نرجئ هذا الأمر ويستفتى فيه الناس وأمنت على وحدة البلد طواعية ورفضت حمل السلاح.
= وهل وجدت مناصحتك آذاناً صاغية فقط في مسألة حمل السلاح؟
والله هم لم يتفقوا معي على مبدأ ترك السلاح، وإنما على كوني لا أعتمد هذا المبدأ ولدي عليه ملاحظة، وبعدين أنا داعية ليس علي النتائج وإنما مسؤول فقط عن المناصحة وهذا ما فعلته وحتى لو كنت معتمداً لمبدأ السلاح فإن قتل الأطفال والأبرياء لا علاقة له بالثورية ولا بالنضال.
= باعتبار أنك رئيس حزب اسلامي فالإسلام كل لا يتجزأ والحديث المشهور من أباكم يريد أن يشق جماعتكم فقتلوه ولكنك تبحث عن خروج ناعم على الدولة؟
ماهو دليلك على أني أبحث عن خروج ناعم؟
= عندما تم اعتقالك من الطائرة المصرية القادمة من القاهرة بعد عودتك من كمبالا استهجنت الاعتقال ونادى شقيقك بأن دعوه يسلم على أولاده هل هو خروج على الدولة أم نزهة؟
نعم أنا رفضت إلقاء القبض علي ورفضت اعتقالي ليس لأني أبحث عن نضال ناعم ولكن لأني مظلوم من ناحية أن الدستور والقانون يكفل لي ما فعلته بكمبالا.
= من منطلق حزبك ذو الفكر الإسلامي هنالك حدود حرابة يمكن أن تطبق في مثل هذا الخروج؟
أنتي تطلقين القول جزافاً، من قال إن الحكومة لها الحق في تسمية هذا الأمر حرابة، وأن هذا الأمر حرابة، من قال ذلك، يا أختي الكريمة قبل أن تناقشيني وفقاً لمرجعيتي الإسلامية حدثيني هل الدستور يكفل ما قمت به أم لا، حتى الحاكم لو تنازل عن حقه وفقاً للدستور عليه الالتزام به، فالدستور هو من كفل لي مقابلة الحركات المسلحة ولم يكفل حمل السلاح وهذا ما فعلته، لهذا أنا تبرمت لأنهم اعتقلوني في حق من حقوقي الدستورية، وكلامك دا ما بيكون منطقي إلا إذا حملت السلاح وهذا ما لم أفعله.
= ما توافر لدينا من معلومات أنكم لم تتعرضوا لأي مضايقات في المعتقل؟
يا أختي إنتي كنتي معاي في السجن، وهل من يحسب في غرفة بها مكيف وحمام 48 يوماً لا يجد مضايقات فقط في سلب الحرية؟ أنا لو حسبت في فندق سبعة نجوم وأطعمني سجاني أشهى الطعام بيديه فلن أنسى أن لي ثأر مع السجان وسآخذ بثأري منه مهما طال الزمن، أما فيما يتعلق بالمضايقات الحسية مثل الجلد والتعذيب والتحقيق المتواصل فهذا حقاً لم أتعرض له، وأنا لن أشكر غير الله في مسألة إطلاق سراحي ولا أعتقد نفسي مشمولاً بالعفو الرئاسي لأن العفو للمذنب وأنا لست كذلك.
= في ميثاق كمبالا حاولت إيجاد مخرج لفصل الدين عن الدولة، برد أمر تطبيق الشريعة الى الاستفتاء، ولكن هذا الأمر أوقعكم في حرج فقهي فنص الآية (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)؟
والله ده كلام جميل ونحن ناقشناه وسأذكر رأيي باقتضاب وهو أن الدين لا يفرض فرضاً وحتى الحدود والأحكام نفسها فمن أراد أن يقيم الدين لابد أن نأخذهم شيئاً فشيئاً، فهذا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، وكلامي هو عن تدرج التطبيق وليس التشريع فلابد من دراسة الحالة فالسيدة عائشة قالت: (أول ما نزل منه سور المفصل حتى إذا رجع الناس ثم نزل الحلال والحرام ولو كان أول ما نزل لا تزنو لقالوا لا ندع الزنا أبداً) فالتدرج في التطبيق مهم حتى عمر ابن عبدالعزيز قال لولده: (يا بني إن قومك قد شدو هذا الأمر عروة عروة وعقدة عقدة متى ما أردت مكابدتهم لانتزاع ما في أيديهم من حق لم آمن أن يفتحوا عليّ فتحاً تكثر فيه الدماء ووالله لزوال الدنيا أهون علي من أن يراق بسببي محجماً من دم)، ولا يوجد الآن حاكم قبل ابن عبدالعزيز يمشي بالناس مشياً شرعياً صحيحاً لذا قلنا نحتكم للاستفتاء فهو وسيلة فقط.
= الإمام علي كرم الله وجهه ذكر أنه لو أخذ الحق وعمل به لم يخفِ على ذي حجى ولكن أخذ من ذا وذا، ألا تعتقد أن بقائك كداعية يقدم الحلول والمناصحة أنفع من كونك سياسي؟
أنت تريدين تقديم خدمة للنظام بدعوتك لي بترك العمل السياسي والاشتغال بالدين ثم هذه المرحلة كنت فيها يوماً ما، ثم ثانياً أنا مسؤول من الفساد والخطأ في كل مكان خطأ السياسة والعبادة والعقيدة.
= إذا عدنا بك الى الوراء قليلاً، إبان وجودك بالمركز العام لجماعة أنصار السنة يتهمك البعض بأنك كنت تتلقى أموالاً من السلفيين في السعودية وتسخرها لمصلحتك؟
أان ما عندي مانع الناس تتهمني ولكن أين البينات فكل الدعاوى التي ليست عليها بينة فأصحابها أدعياء ومن يتهمني دون دليل سيجر عليه الأمر مساءلات قانونية.
= أنت متهم من قبل تيار الإصلاح بجماعة أنصار السنة بأنك قدت الجماعة للانغماس في العمل السياسي والتقرب من الإنقاذ؟
جر الجماعة الى العمل السياسي هو محمدة تحسب لي حتى لا يتهم أنصار السنة بالعلمانية وأنهم يفصلون الدين عن العمل السياسي وأنا عملت عملاً أستحق عليه الشكر لأني نقلت السلفية من التقليدية الى العمل السياسي.
= لماذا قدتهم للتقرب من الإنقاذ ثم خرجت عليها؟
إذا استقرت الإنقاذ واستقامت نحن معها وإذا انحرفت كنا لها بالمرصاد.
= ولكنك عندما كنت مع الإنقاذ كانت سقوفات الحرية والاعتراف بالآخر أضعف مما هو عليه الآن؟
والله كان قصدنا الإصلاح، وإدخال جماعة أنصار السنة العمل السياسي وهو من أصل الدين.
= ولكن الجماعة دخلت الحقل السياسي منذ ثورة أكتوبرعقب انضوائها تحت لافتة جبهة الميثاق الإسلامي؟
لا، الوضع مختلف، فالجماعة الآن أصبحت مشاركة وعُيِّن أعضاؤها وزراء ومعتمدين فدخلت بالعمل السياسي بكلياته وأصبحت حليفاً لنظام وفي السابق كانت فقط أقنعت بالتصويت لأن البعض كان يرى عدم جواز الانتخابات فالمقارنة بعيدة.
= لماذا مسيرتك مليئة بالخروج وقد فعلته أيضاً مع جماعة أنصار السنة؟
أنا اختلفت معهم في ضرورة إنشاء ذراع سياسي بدلاً من أن نكون حلفاء نظام، وما أردته هو مماثل لعلاقة حزب الأمة بالأنصار أو الاتحادي الديمقراطي بالختمية مثلاً، ورفضوا خياري فخرجت وأصبحت هنالك مسافة بيننا وأنشأت كياناً سياسياً فلم ترضَ عنه الحكومة فدخلت مع الأخيرة في بعض الخلافات، هذا هو أصل الحكاية والمعارضة، ولعلمك الخلاف بيني وأنصار السنة قديم وسببه مناداتي بالوسطية والاعتدل وكان كلامي لا يرضيهم فكانوا يشككون في ولائي ويصفونني بأني إخواني مغروساً في الجماعة.
= هل للبيئة الأسرية التي نشأت فيها والتي جمعت بين الشيوعية والسلفية والإخوان أثر في التنازع الفكري لديك؟
أنا بدات الدخول في عمل منظم قبل مبارك وإن كان يكبرني سناً وأخي عثمان كان شيوعياً ولكننا لا نراه إلا في الإجازات فكان في ألمانيا والخرطوم، ونحن هناك في كسلا، وعندما استقطبتني جماعة أنصار السنة مبارك كان لا علاقة له نهائياً بأي تنظيم، بل كان شاباً عادياً مثل غيره من الشباب فكيف تتجاذبني الجماعات وأنا الذي أسست لضرورة الانتماء للجماعة داخل أسرتي.
= لماذا أوقفك الباشمهندس الطيب مصطفى المدير الأسبق للتلفزيون من تقديم برنامج الشهير روح وريحان؟
لم يوقفني الطيب مصطفى، وإنما فعلها أهل الإنقاذ حسداً من عند أنفسهم لأنهم يحاربون النجاح، وعندما أجرى التلفزيون استبياناً في عهد حمدي بدر الدين ومحجوب عبدالحفيظ أتى في المرحلة الثانية بعد الصلات الطيبة، وقبل فرسان في الميدان ولم يعرفني السودانيون من خلال أنصار السنة أو حزب الوسط بعد ما عرفني من خلال روح وريحان، ووجد البرنامج نجاحاً كبيراً رغم أني لم أؤمن بوجود المرأة معي ولا حتى الإنشاد دعك من الموسيقى ولو كنت انفتحت أكثر لكانت نتائجه أوقع.
= خرجت باكراً من سباق الرئاسة في انتخابات 2010 ورغم الفقر في الإدارة والتنظيم يحلم حزبكم بحكم السودان؟
أنا خرجت وانسحبت من السباق الرئاسي لسببين: أولهما الفساد بمنعي من الإطلالة على أجهزة الإعلام وأنا حزب وقتها عمره أربع سنوات وهذا فساد في حين أن المؤتمر الوطني ساكن في التلفزيون سكنى، ثانياً: عدم التناسب بين المطلوبات ووسائل تحقيقها في بلد مترامي الأطراف كالسودان، فلا يمكنني جمع هذه الأعداد ولا تتأتى إلا للمؤتمر الوطني أو من يعاونه، والفساد حتى الآن مستمر (لو داير أعمل ندوة ساي لابد من تصديق من الشرطة، ثم الأمن، ثم أمشي وتعال) فكل هذه عراقيل.
= ما سر التقارب الأخير بينك والإمام الصادق المهدي؟
أولاً هو رجل له خبرة نريد الإفادة منه وهو رجل يحترم الناس ولديه منهج في التلقي والعرض وهذا لا يمنع من الاختلاف معه في بعض الأشياء، ولكني قريب منه في مساحات كثيرة.
= هل تتفق مع الإمام الصادق المهدي في أطروحاته الفكرية المتعلقة بمقادير الزكاة واحق المرأة في الميراث وغيرها؟
أنا اخترت مناقشاً لكتابه (جدلية الأصل والعصر) وصفت الصادق المهدي بأنه لم يفرق في السياسة فقط ولكنه أيضاً يقوم بدور في الفكر فقد اتفقت معه في العديد من الأمور واختلفت معه في مسألة المواريث لأنها قطعية ولكن هذا لا ينقص من مكانته عندي وعند الآخرين.
= هل هناك تفاهمات بينكم في حزب الوسط الإسلامي وتيار الوسط السوداني برئاسة محمد مالك؟
لم يقدموا لنا دعوة حتى الآن لحضور مؤتمرات لحضور أي نشاط لذلك لا أعرف عنه شيئاً.
= ما رأيك في الضجة الأخيرة بين جماعة أنصار السنة وهيئة علماء السودان على خلفية إهداء الأولى مصحفاً الى السفير الأمريكي بالخرطوم؟
ما قامت به الجماعة هو عمل نبيل وما استدلت به الهيئة ليس في محله، لا يمسه إلا المطهرون المقصود بهم الملائكة والممسوس هو اللوح المحفوظ لذلك طالبت بهيئة علماء السودان لأن الثقة أصبحت مفقودة بينها وعامة الشعب لذا أكرر ندائي بحلها.
= هل تنادي بحلها لأنها تقاطعت مع أفكارك أم لوجود حاجز ثقة مع الشعب كما ذكرت؟
أنتِ تعلمين أني استقلت من هذه الهيئة والمستقيل ليست لديه أحقاد لأني خرجت طواعية ولم أخرج ولكنها متخبطة وغير مضبوطة الفتاوى لذا جاءت مطالبتي بحلها.
= البعض يفسر عداءك للإنقاذ بأنك لم تعين في منصب مرموق كما توقعت بعد تقريبك بينها وجماعة أنصار السنة؟
كنت رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة في المؤتمر الوطني بدرجة وزير مركزي واختلفت مع إبراهيم الطاهر وأخرجني من المجلس ككل، وليس من الدائرة وحدها، ولو كنت أود الغني لبقيت مع أنصار السنة حيث مظان وجود المال والدعم الخارجي.
في كلامك الأخير تلميح قد يزعج جماعة أنصار السنة كثيراً؟
لا.. لا قصدي لو أردت الثراء الحرام أنه عندما كنت مع جماعة أنصار السنة كانت تأتي لنا تبرعات كبيرة لبناء المساجد والمرافق الصحية فكان بإمكاني تسخير هذه الدعومات لشخصي لو أن همي ثراءً فاحشاً.
= في السعودية معقل الفكر السلفي حدثت مراجعات من د. سليمان العودة وآخرين فهل سيراجع السلفيون السودانيون موقفهم؟
أتمنى ذلك، لأن التجديد هو أصل المراجعة بعد أن يعتلي الأمر كثيراً من اللمم لابد من المراجعة وهي لا تنسب الى دين أو عقيدة، بل هي ضرورة.
= ومن أولى المراجعات التي يجب أن يطرحها حزبك داخلياً أنه مختزل فقط في شخصكم؟
والله أتفق معك الى حد ما، حتى أتصالح مع نفسي لكن السبب في هذا هو التضييق الذي يمارس علينا من قبل الحكومة فعندما وقفنا مع قضايا المرأة وجعلنا الاسم الثاني للحزب هو حزب المرأة وانتمت الى حزبنا أعداد غفيرة من المعلمات مورس عليهن تضييق ورمشةعين تجد المعلمة أنها نقلت من مقر عملها في أم بدة الى جبل أولياء وليس كل الناس يصرون على تضييق الرزق، فالحكومة تضيق على كل الأحزاب وليس على الوسط الإسلامي وحده، بالإضافة لانعدام الوسيلة لاستقطاب القاعدة الجماهيرية، فالتلفزيون تحول من تلفزيون السودان الى قناة المؤتمر الوطني وجميع آرائنا في الصحف تحجب من قبل الأجهزة الأمنية، فكيف يمكننا العمل الآن حتى الأحزاب الكبيرة كحزب الأمة والاتحادي الديمقراطي.. أنا أتحداهم أن ينتشروا، بل هم الآن يأكلون من سنامهم بفعل سياسات المؤتمر الوطني ولكن المعول على المنجزات ونحن في حزب الوسط الإسلامي أفكارنا وما قمنا به على أرض الواقع يظهر على السطح أكثر من المؤتمر الوطني نفسه فكل المجتمع السوداني يتحدث عن حزب الوسط وأفكاره.
= ماذا فعل حزب الوسط للمجتمع حتى يكون مثار حديثه؟
ذهابي الى كمبالا فقط انظري كيف خلق حراكاً واسعاً عكس ما فعله ذهاب عضو حزب الأمة أو عضو الاتحادي الديمقراطي وإذا أنكرتي عليَّ وحزبي عدم التأثير فهذا يدل على ضعف متابعتك.
= ما حدث يمكن أن يقرأ من زاوية الصدمة أكثر من التأثير لأن حزبكم ذو فكر إسلامي والأخير يدين ما قمت به عند البعض؟
من قال لك هذا الكلام، ذهابي كان شرعياً ومبرراً، أنا ذهبت لأقنع الناس من فصل الدين عن الدولة وذهبت لأبقي السودان موحداً، وهذا كله أساس الدين وقبل أن أجيب عن أي أسئلة أخرى تؤمنين معي أن ما فعلته نابع من الدين أم لا تؤمنين؟
= مهنياً أنا هنا لأسأل لا لأجيب؟
أنتي تكررين فقط وتهضمين الحقائق الواضحة فما قمت به مدون وموجود ومحفوظ وذكرته لأكثر من مرة في هذا الحوار، فإن أنكرتيه فأنتي غير مؤهلة للنقاش حتى، فانا نصحت وقلت كلمة الحق.
= باعتبار خلفيتك السلفية نريد أن نعرج على جوانب عدة، نبدأها بتنظيم السرورين الممنوع في السعودية والخليج، هل يوجد في السودان وينتمي له عدة دعاة؟
نعم سمعت أن هنالك مجموعة تنتمي لهذا التنظيم من حيث تبنى الأفكار ليس إلا، ولا أعتقد أن ثمة تنسيق مباشر، وأنا سمعت كما سمع غيري أن دكتور عبدالحي يوسف ودكتور مدثر ومحمد عبدالكريم ينتمون لتنظيم السرورين ولكنهم نفوا انتماءهم لهذا التنظيم، ولا علم لي بأكثر مما سمعه الناس.
= هل ما يمثله دكتور سفر الحوالي من المزاوجة بين الفكر السلفي والفكري الحركي الإخواني (شعارات الحاكمية) يعد تحولاً في مفهوم الدعوة السلفية؟
دكتور سفر الحوالي له أكثر من عقد من الزمان متغيب عن الساحة بسبب المرض شفاه الله وهو معارض سعودي نعم، ولكن لا أعرف له فكر سليم أو خاطئ.
= هل التطرف و(الإسلامفوبيا) هو الابن الشرعي لكتابات سيد قطب والمودودوي عن الحاكمية وجاهلية القرن العشرين؟
نعم .. نعم لكتاب جاهلية القرن العشرين ومعالم في الطريق تأثير كبير في نفوس الشباب الذين انحرفت أفعالهم بسبب الظلم الذي وقع عليهم ولكن بحمد الله أثناء وجودهم بالسجن دخلوا في مراجعات والآن الفكر غير السليم في المغالاة يحتاج لمثل تلك المراجعات.
= دوماً يرفع الإسلاميون شعار الإسلام هو الحل، فهل لديكم آلية كحزب لإنزال هذا الشعار الى أرض الواقع؟
الإسلام هو الحل يوم القيامة فمن يأتي بغير الإسلام لن يقبل منه، أما في الدنيا هذه مقولة غير دقيقة عدى في حالة الفرد فالحل هو عبادة الله والتقوى، أما على مستوى الجماعة فالعدل هو الحل مع العمل الدؤوب، فإن الله ينصر الدولة الكافرة وإن كانت ظالمة ويخذل الظالمة وإن كانت مسلمة، فالإسلام كشعار خالٍ من التطبيق السليم والعادل، فالتطور والنصرة يتم من غير إسلام لأن الدنيا تدوم مع العدل والكفر ولا تدوم مع الظلم والإسلام. فكوننا نأتي في بلد بها مسيحيين ولا دينيين ونقول الإسلام هو الحل فيمكن لأصحاب الديانات الأخرى أن يردوا بأن العدل هو الحل.
= في الأصل تطبيق الإسلام لا يكون إلا على المسلم ولغير المسلم حقوق وواجبات حفظت منذ دولة المدينة؟
أنا ما قادر أعرف أنتي دايرة تختلفي معي لماذا وفي ماذا؟ الإسلام ينفع في الآخرة، هذا مؤكد، وفي الدنيا إذا طبق خالياً من العدل لا ينفع نهائياً في الدنيا.
= شكوت من ضيق المنابر فإذا أتحنا لكن المنبر الى إرسال ما تريد الى الحكومة؟
عليها تسليم السلطة الى حكومة انتقالية وفق مؤتمر دستوري يعالج كافة مشاكل البلاد ونحذرها أن تدخل في أي اتفاق ثنائي مع أي جهة لأن الغرض من ذلك سيكون مصالح خاصة بين المؤتمر الوطني والجهة الموقعة والصحيح هو أن تجمع المعارضة الداخلية والخارجية وتجلس معهم.
= رسالة الى الجبهة الثورية والحركات المسلحة؟
إذا كنتي تريدينني أن أقول للجبهة والحركات اتركوا السلاح هكذا دون مقابل فهذه نصيحة بلا معنى ولن يستمع لها أحد وسيكون كلامي لآذان صماء إذا قلت لحامل السلاح دعه وتعال الى الحكومة لتفعل ما تريد.
= هل هذا كل ما تريد قوله دكتور الكودة؟
نعم
= شكراً لوقتك وصبرك على الأسئلة
بارك الله فيك، ولكني أتمنى أن ينزل الحوار كما هو غير مجزأ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.