تفاقم الجريمة والانفلات الخطير !!! منتصر نابلسى [email protected] قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) الامن الذى اشار اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،هوالهبة الغالية ، ومبتغى الانسانية الاسمى، وينغص العيش اذا اصبح الخوف رفيقا، والقلق والرعب صاحبا ،وفى حديثه صلى الله عليه وسلم جاء الامن فى الاستهلالية كاساس مهم ،لان الامن يمثل الجذور وتأتى العافية ثانية والطعام اخيرا وقد اوتى جوامع الكلم ، فالامان هو القاعدة لكل شىء، بل هو العماد الاهم لحياة مطمئنة متماسكة ذات معنى، لان بدونه لن تكون للعافية معول كبير، و لن يغنى الاكل والشرب عنه ، فان التوجس المستمرلاشك يخلق حياة مضطربة مليئة بالهموم ومحاصرة بالمفاجئات . فالامان هو كل الاستقرار،وهو محور الارتكاز الثابت للتوازن ،وهو تقدم لا شك فيه وهو طموح كل الدول ، وما محاربة الارهاب الا محاولة للبحث عن الامن والامان. والامان عافية مجتمع باكمله، تصب فى نهاية المطاف فى مصلحة كل الافراد فالامن نعمة تستحق الشكر، واذا اختل ميزان الامن دخلت الزعزعة فى قلب المجتمع، ومن ثم اصاب الاختلال كل اركان الحياة ،الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. المتابع للاحداث عبر الصحف اليومية ، يجد التفاقم المخيف والارتفاع فى مؤشر الجريمة ،وزيادة معدل تناميها فى بلادنا ،وهذا دليل ان هناك مرض عضال اصاب مجتمعنا ،يؤدى فى نهاية الامر الى تفتيته وتشتيته. فلماذا كثرت فى الفترة الاخيرة جرائم الاغتصاب والقتل، وتزايدت حالات الانتحاروالانحراف وتباينت صورها ،هل سيطرت القسوة على القلوب الى هذا الحد، ام ان قسوة الحياة وضغوطها الكثيرة غيرت جوهرنا واضاعت كل جميل فينا، وبدلت المفاهيم ،واعتلت بالتالى المعايير فلايمضى يوم الا تتجدد الاحداث المروعة فى كل اتجاهات الوطن . قبائل كانت امنة اليوم تتناحر وتتشابك وتصبح لغة السلاح لعنة تطارد الامنين يقتل بعضهم بعض بعد ان بنت الفتنة جدار من الفرقة والخلاف بينهم فيتمزق النسيج الاجتماعى المتماسك ،من اجل غايات سياسية بائسة او قبلية مريضة يذبح الاطفال وترمل النساء ويضيع الاستقرار، فاين نحن من الامان روح الدولة ومعناها وقيمتها ام ان فاقد الشىء لايعطيه. عصابات تنتهك امن المواطنين وتسلبهم ارواحهم واموالهم وتنشر الرعب ولا تجد من يكبح جماحها ويردع تطاولها . قبيل ان ينفصل الجنوب عن الشمال ،كان البعض من الحكومة الانقاذية يتهم الجنوبيين بارتكاب معظم الجرائم ،التى تظهر على سطح الواقع وكانت تراهن تلك الفئة من الحكومة ،ان معدل الجريمة سينخفض تماما بعد الانفصال وتم لهم ما ارادوا وانفصل الجنوب، فهل تناقص معدل الجريمة؟ خاب ظنهم حين حدث العكس فتنامت الجريمة ،وتفشت اكثر وشملت كل عمق فى البلاد ،ومازالت تتمدد فعلى من ياترى سترمى الحكومة التهمة هذه المرة وما هى شماعتها الجديدة؟ متى ينعم هذا السودان بالامان متى يصبح الاستقرار جزءا اصيلا من تركيبته الاجتماعية ؟ متى يستشعر المواطن انه محمى ، من قبل الدولة وان له وزن وقيمة ، متى نتخطى فوضى الخوف والتوجس فهل سياتى اليوم الذى تكون هناك ثقة متبادلة بين المواطن والدولة ، قوامها التماسك وليس الانفلات نسأل الله سبحانه وتعالى ان يخرج السودان من محنته ويشمله بنعمة الامن والامان ورمضان كريم.