نلبس مما نصنع ! : نصدر جلود ب(35) مليون دولار ونستورد احذية ب(165) مليون دولار ( مروة كمال – الانتباهة) ما يحدث في قطاع الجلود من تدهور وتراجع كبير نحو الانهزام في بلد يحتل المرتبة الاولى عربيًا وإفريقيًا من حيث تعداد الحيوانات يثير العديد من التساؤلات، لاسيما انه السابع في تعداد الابقار والسادس بالنسبة لتعداد الضان والماعز والاول في الابل، وذلك بجانب ثروة حيوانية برية أهم منتجاتها جلود الزواحف، الا ان قطاع الجلود يشهد تدهورًا ملحوظًا وتقيده مشكلات جمة تعيق تطوره، ولعل ما اقرت به وزيرة العمل وتنمية الموارد البشرية اشراقة سيد بتدهور القطاع ووصف الوضع الراهن فيه بالمحبط في ظل امكانيات جلدية ضخمة يرجع الى عدة اسباب حالت دون مساهمته الفاعلة في الناتج القومي يمكن اجمالها في ضعف وتهالك البنيات التحتية وعدم توفير التقانة الحديثة في المدابغ والمصانع العاملة والتي ساهمت بشكل فعال في توقف معظمها عن العمل، بجانب عدم وضوح سياسات الدولة تجاه القطاع، وتضارب الاختصاصات بين الجهات المعنية، وتعدد الرسوم والجبايات والاعتماد على تصديرالجلود وهي خام، وضعف التمويل. بالرغم من وجود ثروة حيوانية ضخمة تقدر بأكثر من «140» مليون رأس بجانب وجود عشرات المدابغ ذات الطاقات التصميمية الكبيرة في الإنتاج يظل قطاع الجلود يقبع في سلة المهملات وذهاب تلك الأصوات المنادية بضرورة انتشاله أدراج الرياح في وقت تسعى فيه الحكومة إلى معالجة مشكلات القطاع من خلال مطالبة معهد الجلود والمنتجات الجلدية بدول الكوميسا بتبني إستراتيجية ممرحلة لتطوير قطاع الجلود بالبلاد. ورفع نسبة 11.3 من إجمالي صادرات البلاد الى «20%» خلال الفترة المتبقية من العام الجاري اذا ما تمت معالجة مشاكل القطاع الصناعي بالبلاد خاصة قطاع الجلود والمصنوعات الجلدية وفقًا لمخرجات اجتماع فريق العمل الإقليمي بالخرطوم لتطوير قطاع الجلود والمصنوعات الجلدية بالدول الأعضاء للكوميسا. وبحسب الإحصاءات يبلغ عدد المدابغ الموجودة «25» مدبغة حديثة «17» منها بولاية الخرطوم وتشكل الجلود أهم المنتجات الجانبية لإنتاج اللحوم والتي تحتل تجارة وصناعة الجلود موقعاً اقتصادياً هاماً حيث تشكل صادراتها المركز الاول في الصادر الصناعي والثاني في صادرات الثروة الحيوانية بعد صادر الحيوانات الحية واللحوم 35.000.000 دولاراً في العام. رئيس الاتحاد الافريقي للجلود صلاح عبد الله العوض قال ان الاتحاد يتفق تمامًا مع ما ذكرته الوزيرة من حقائق، واكد ان القطاع يحتاج الى قرارات حاسمة تتبناها الدولة، واضاف ان الجلود تعتبر البديل الحقيقي والدائم للنفط لجهة استخدامها على مدار العام، وانتقد ظاهرة تصدير الجلود خام «على عينك يا تاجر» على حد قوله مشيرًا في حديثه ل«الإنتباهة» أمس ان مدابغ الجلود بالبلاد تعد الأفضل عالميًا مبينًا ان الجلود تستورد مشطبة من نيجيريا ومصر واثيوبيا بكميات معقولة لعدم وجود قيمة مضافة عليها والتي قال إنها اهلكت المدابغ المحلية وهزمتها وكشف عن وجود «2700» ورشة ومصنعًا للصناعات الجلدية أُغلقت بسبب الأحذية المستوردة التي وصفها بالرديئة والتي تبلغ قيمتها «165» مليون دولار سنويًا وطالب رئاسة الجمهورية بالتدخل الفوري وتبني قرارات تعمل على نهضة القطاع لاسيما أن الجلود السودانية تتمتع بمميزات خاصة لا تتوفر في الجلود العالمية وقال ان القرار «150» الخاص بإلزام الجهات النظامية بارتداء المصنوعات المحلية من الأحذية ضُرب به عرض الحائط.