وصل منتخبنا الوطني الى نهائيات كاس افريقيا القادمة رغم تسونامي الكاف الذي ابعد كبار القارة عن بطولتها , وبمجرد وصول المنتخب الى نهائيات غينيا والجابون اندلعت حرب التصريحات والبيانات والتي انطلقت من حديث وتصريح المدرب مازدا عقب اللقاء عندما اتهم الوزارة بالتقصير وانها رفضت اقامة لقاء ودي لفريقنا امام توغو في فرنسا كان تكلفته 200 الف يورو . وكشف البيان الهزيل لوزارة الشباب والرياضة والذي وقع عليه مدير الادارة الرياضية عن حجم معاناتنا بسبب قيادات الكرة التي لاتعرف ابسط مقومات ودوافع صياغة بيان يخص الشان الرياضي , فللوهلة الاولى عندما يسمع احد ان هذا البيان يخص دعم المنتخب الوطني يصاب بالصدمة من الحال المتردي الذي وصلنا اليه في ادارة الكرة بالسودان . وقبل ان نخوض في اسباب ودوافع بيان وزارة الشباب والرياضة والذي جاء ردا على تصريحات المدرب مازدا لابد ان نؤكد ان الرد على هذه الاشياء يكون بالمخاطبات الداخلية بين الوزارة واتحاد القدم وليس عبر التصريحات والبيانات , هذا الدرس الاول الذي يجب ان يعرفه نجم الدين المرضي الذي وقع على البيان الهزيل . ان دعم المنتخبات الوطنية واجب على الدولة وحق اصيل من حقوق هذا المنتخب الذي ظل يسافر لاعبوه ومدربوه ويلعبون في البطولات والتصفيات المختلفة رغم عجز الدولة عن توفير مرتبات مازدا ورفاقه طوال السنوات الماضية , وهو امر مخجل للغاية ويكشف عن حجم المشكلة التي تعاني منها كرتنا . وللاسف في كل مرة تتعمد وزارة الشباب اخراج بيانات وتصريحات ترتدي فيها ثوب البطولة عن دعمها للمنتخبات الوطنية والتي اصبحت ملطشة في عهد الوزراء المتعاقبين على الوزارة , فالبيان الاخير الذي ردت فيه الوزارة على مازدا به اهانة للمنتخب اكثر من توضيح لحقائق ظلت غائبة كما يتوهم هؤلاء . ماذا ينتظر المنتخب الوطني الذي بلغ نهائيات كاس افريقيا بجهود شخصية ماذا ينتظر من وزارة ارتدى وزيرها السابق ملابس المنتخب الالماني في يوم مباراة السودان وسيشل بتصفيات كاس افريقيا 2008 دون ان يدري عما تعبر الملابس الرياضية الذي كان يريد ان يذهب بها للملعب وحضور لقاء صقور الجديان . ماذا ينتظر المنتخب الوطني من وزارة ظلت عاجزة عن وضع آلية واستراتيجية تخدم الكرة والرياضة عندنا وموظفوها لايعرفون ابجديات توضيح الحقائق والتنسيق مع اتحاد الكرة وهي لاتعرف واجباتها تجاه الرياضة . يلعب المنتخب الوطني باسم السودان ووزارة الرياضة تتعامل معه وكأنه فريق اجنبي وليس منتخب بلد ظل جهازاه الاداري والفني ولاعبوه يلعبون دون مقابل ولسنوات عديدة مرت وليس الان . والاغرب فيما جاء بالبيان الفقرة التي تحدثت عن الظروف التي كانت مواتية ليخرج المنتخب فائزا امام غانا وهو الامر الذي لم يتحقق كما قال المرضي , ولا ادري كيف لعبت الوزارة دور المنجم وهي التي كانت تتنبأ بقدرة المنتخب على الفوز . في كل البلدان الافريقية رغم معاناتها المالية تمنح الدول ميزانية ثابتة للمنتخبات مثلها مثل دعم التعليم والصحة وخلافه ولكن عندنا الحال مختلف , لان الوزير يتباهي ويستعرض عضلاته لانه منح المنتخب مبلغ مليار جنيه قبل لقاء غانا وياقلبي لاتحزن على حال بلدي . وبعد كل هذا الا تكفي هذه الاشياء لنكون فاشلين وغير قادرين على الوصول الى مصاف التطور طالما هكذا تفكر قيادتنا الكروية في التعاطي مع الشأن الكروي والذي اصبحنا فيه اضحوكة بسبب العجز الكبير وعدم القدرة على مجاراة منتخبات جاءت بعدنا ووصلت الى سلم المجد بفضل التخطيط والعقلية المتفتحة , اما ادارتنا فهي صاحبة عقلية مغلقة وستظل كذلك الى سنوات ربما