إغلاق تويتر جاء بعد بث مجهولين تسجيلات لأردوغان قيل إنها تكشف عن الفساد بين المحيطين به (الأوروبية) أثار حجب السلطات التركية موقع التواصل الاجتماعي تويتر مساء الخميس غضبا شعبيا وتنديدا دوليا، وتسبب بخلاف بين رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان والرئيس عبد الله غُل، وذلك قبل الانتخابات المحلية التي تجري في أواخر الشهر الجاري. فقد نددت الولاياتالمتحدة بحجب موقع تويتر عن الأتراك، واعتبرت وزارة الخارجية أن هذا القرار "يتعارض مع رغبة تركيا في أن تكون نموذجا ديمقراطيا", وأعلنت المتحدثة باسم الوزارة جنيفر بساكي أن "الولاياتالمتحدة تدعم حرية التعبير في تركيا, وحضت الحكومة التركية على إعادة حرية وصول مواطنيها إلى تويتر و"ضمان وصول حر إلى كل الشبكات الاجتماعية". من جانبه قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الولاياتالمتحدة أبلغت الحكومة التركية بذلك، "وتدعم الأتراك في نداءاتهم إلى إعادة إتاحة وصول كامل إلى تكنولوجيات (الاتصال) التي تم تعطيلها". من جانبها، وصفت الخارجية الفرنسية قرار الحجب بأنه صادم ويتناقض مع حريات التعبير. وقال المتحدث باسم الخارجية رومان نادال إن على تركيا أن تحترم التزاماتها كدولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولا سيما في ميدان حماية الحريات الأساسية، بما في ذلك حرية التعبير، وفق المسؤول الفرنسي. كما أعربت الخارجية البريطانية عن قلقها إزاء القرار التركي، وشددت على أن حرية التعبير هي حق أساسي. ودعا متحدث باسم الوزارة السلطات التركية إلى إعادة النظر في أي حظر على وسائل الإعلام الاجتماعية، مذكرا بأن بلاده تدعم منذ فترة طويلة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وقد أثار قرار الحجب التركي قلق الاتحاد الأوروبي، حيث اعتبر المفوض المكلف بشؤون التوسيع وسياسة الجوار الأوروبية ستيفان فول أن القرار مثير للقلق وللشكوك بشأن التزام تركيا بالقيم والمعايير الأوروبية، كما جاء في بيانه. وسبقته في ذلك المفوضة الأوروبية المكلفة بالتكنولوجيا الجديدة نيلي كرويس التي قالت إن القرار التركي "من دون أساس ومن دون جدوى وجبان". وفي وقت سابق، انتقدت الحكومة الألمانية القرار التركي، وقالت إنه ليس من شأن الدولة أن تقرر الطرق التي يتواصل بها المواطنون. وكتب الناطق باسم الحكومة شتيفن شيبغت على حسابه في تويتر أنه "في المجتمعات الحرة، يعود اختيار وسائل الاتصال للمواطنين وليس للدولة". ويأتي قرار الحجب بعد أن هدّد أردوغان الخميس بالقضاء على تويتر، وذلك بعد أن بث مجهولون عددا من التسجيلات الصوتية على الموقع قيل إنها تكشف عن الفساد بين المحيطين به. غل: لا يمكن الموافقة على الحجب التام لشبكات التواصل الاجتماعي (الفرنسية) رد الحكومة وكان جهاز تنظيم الاتصالات قال في وقت سابق إنه تم حجب تويتر بموجب قرارات محاكم بعد شكاوى قدمها مواطنون قالوا فيها إنه ينتهك الخصوصية، وأضاف أن الموقع تجاهل طلبات سابقة بحذف محتوى. وقال وزير الصناعة التركي فكري إيشيق إن محادثات تجري مع تويتر وإنه سيتم رفع الحظر إذا عينت الشركة ممثلا في تركيا ووافقت على حجب محتويات معينة حين تطلب منها المحاكم التركية. وبينما قال علي باباجان نائب رئيس الوزراء الجمعة إنه يتوقع أن يكون إغلاق الموقع مؤقتا، قلل وزير المالية محمد شيمشك من شأن المخاوف وقال لقناة "تي آر تي" إن حجب الموقع "لا ينبع من عقلية تسعى إلى المنع" وإنه ليس سوى تطبيق لحكم محكمة. وكان أردوغان قد حذر من أن حكومته ستحظر شبكتي التواصل الاجتماعي فيسبوك ويوتيوب بعد الانتخابات المحلية المهمة التي ستجري في 30 مارس/آذار. أردوغان هدد أيضا بإغلاق فيسبوك ويوتيوب بعد الانتخابات المحلية (الفرنسية) غضب داخلي وعلى المستوى الداخلي، انتقد الرئيس التركي عبد الله غل قرار الحكومة، وكتب في تغريدة "لا يمكن الموافقة على الحجب التام لشبكات التواصل الاجتماعي.. آمل ألا يستمر هذا الوضع طويلا". وقال حزب الشعب الجمهوري (وهو أبرز قوى المعارضة بالبرلمان) إنه سيطعن على قرار الحجب ويقدم شكوى جنائية ضد أردوغان تستند إلى "انتهاك الحريات الشخصية". ووصف مستخدمو تويتر ما حدث بأنه "انقلاب رقمي"، وقارن البعض تركيا بإيران وكوريا الشمالية، وظهرت دعوات لتنظيم احتجاجات. أما شركة تويتر -ومقرها سان فرانسيسكو- فقالت إنها تبحث الأمر، لكنها لم تصدر بيانا رسميا، ونشرت تغريدة موجهة للمستخدمين الأتراك تشرح لهم كيف يواصلون استخدام الموقع بالاستعانة بالرسائل النصية القصيرة.