خلال الأسبوع المنصرم صعد نجم الدكتور مأمون حميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم، فالرجل خطف الأضواء حتى من -التشكيل الوزاري وتسجيلات القمة- بفعل حيويته البائنة وقراراته الجريئة التى قلبت كيان القطاع الصحي رأسا على عقب خلال أيام معدودات.. مأمون حميدة ابتدر مهمته بهجوم كاسح من قبل بعض الأقلام الصحفية استغربت تكليف الرجل بالمهمة على خلفية أنه (صاحب بزنس) فى المجال الطبي، حميدة لم يكترث لما أريق من حبرومضى فى إنفاذ مهامه بجرأة وحيوية بددت كثيرا من الهواجس في الهجوم عليه وصعدت بأسهمه فى بورصة التوقعات ، لياقة الرجل العلمية جعلته يحرز أهدافا غالية منذ بداية المباراة، لكن ذات النقاط التى وضعها فى رصيده ربما تعارضت مع رؤية آخرين مهتمين بالعمل الصحي داخل المؤتمر الوطني،فالأخبار تقول ان تهليل وتكبير شباب القطاع الصحي بالمؤتمر الوطني شق عنان السماء وهو يخرج من قاعة الشهيد الزبير منددا بقرارات وصفها بأنها (طائشة) اتخذها الدكتور حميدة مكررين ما ذكرته الصحف من ان علاقة حميدة بوزارة الصحة مرتبطة بالاستثمار فى الصحة. وتأتي ثورة من يصفون أنفسهم بشباب القطاع الصحي فى المؤتمر الوطني على خلفية إقالة مدير الطب العلاجي للدكتور نزار إدريس مساعد المدير بمستشفى الشعب وأحمد زكريا مساعد المدير العام لمستشفى بحري وقائد الفريق الطبي فى عمليات تلودي، سياسات حميدة فى الوزارة كذلك ترى ضرورة إسناد الوظائف الى الاختصاصيين، هذا التوجه قوبل بارتياح بالغ وسط هذه الشريحة التى تساندها سياسات مأمون حميدة غير انه أحدث حالة من الاستياء فى اوساط من يقبعون تحت مظلة شباب المؤتمر الوطني بالقطاع الصحي، وهذا المسمى صعد إلى الواجهة قريبا وظل يدفع ببيانات تنتقد أداء مأمون حميدة بحدة بائنة. الأنباء حملت ان الدكتور حميدة جلس إلى قيادات نافذة فى المؤتمر الوطني بعد أن اشتدت عليه رياح الانتقاد من داخل حوش المؤتمر الوطني فى محاولة لاتقائها على مايبدو،والحصول على (فيتو) يعينه على الاستمرار فى الاصلاحات الصحية التى مضت رياحها بغير ما تشتهي سفن آخرين. مامون بدا غير مكترث للأصوات المنادية باقالته وسط ما يعرف بتنظيم شباب القطاع الصحي، واستطاع أن يوجه الأنظار إلى حركته داخل الوزارة وهو يعيد للدرجات العلمية ألقها ويراهن على أهمية وجودها فى الوظائف القيادية الأمر الذى قد يجلب إليه كذلك سخط الكثيرين. ويبدو أن أفق حميدة فى المواجهات سيكون مفتوحا، لكن المهم فيه هو موقف حزب المؤتمر الوطني ومنسوبيه فى القطاع الصحي من الرجل،فمن غير المعقول ان يدفع الحزب بوزير دون ان يكون هنالك تراض حوله يلزم العضوية باحتماله على الاقل فى الدقائق الاولى، العقلاء يرون انه من المبكر الحكم على أداء مامون حميدة بينما يرى آخرون ان التعقيدات الماثلة فى هذا القطاع جعلت من البعض يستل سيف الانتقاد من غمده باكرا، وان التحديات التى ستواجه حميدة سيكون جزء منها مدى قدرته على احتمال آراء عضوية القطاع الصحي فى أدائه. مامون حميدة سيكون تحديا جديدا فى أجندة قيادة المؤتمر الوطني التى تسعى الى حث الجميع على التعاون معه أو على الأقل عدم وضع العراقيل أمام جهوده فى وقت تطالب فيه بعض الأصوات باقالته علنا، غير ان الرجل ماض فى كسب أراض جديدة كل يوم حسبما تتحدث الاخبار، ويتردد انه أقنع مناهضين كثر بالسياسات التى أعلنها،ومن المفيد ان يمنح الرجل فرصة كافية قبل الحكم عليه، فهو يمثل على الاقل الآن صوتا مهنيا فى مجال أرهقه التسييس كثيرا ،مهمة حميدة ستكون صعبة خاصة وانه بدأها بلائحة اتهامات جاهزة تجعل من أدائه فى الوزارة مثل السير فى حقل الالغام.