أمجد فريد الطيب يكتب: اجتياح الفاشر في دارفور…الأسباب والمخاطر    الكابتن الهادي آدم في تصريحات مثيرة...هذه أبرز الصعوبات التي ستواجه الأحمر في تمهيدي الأبطال    شاهد بالفيديو.. وسط دموع الحاضرين.. رجل سوداني يحكي تفاصيل وفاة زوجته داخل "أسانسير" بالقاهرة (متزوجها 24 سنة وما رأيت منها إلا كل خير وكنت أغلط عليها وتعتذر لي)    شاهد بالصورة.. حسناء الفن السوداني "مونيكا" تشعل مواقع التواصل الاجتماعي بأزياء قصيرة ومثيرة من إحدى شوارع القاهرة والجمهور يطلق عليها لقب (كيم كارداشيان) السودان    من سلة غذاء إلى أرض محروقة.. خطر المجاعة يهدد السودانيين    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    تفشي حمى الضنك بالخرطوم بحري    بالصور.. معتز برشم يتوج بلقب تحدي الجاذبية للوثب العالي    المخدرات.. من الفراعنة حتى محمد صلاح!    خطف الموزة .. شاهدها 6 ملايين متابع.. سعود وكريم بطلا اللقطة العفوية خلال مباراة كأس الأمير يكشفان التفاصيل المضحكة    لولوة الخاطر.. قطرية تكشف زيف شعارات الغرب حول حقوق المرأة    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    مدير شرطة ولاية القضارف يجتمع بالضباط الوافدين من الولايات المتاثرة بالحرب    محمد سامي ومي عمر وأمير كرارة وميرفت أمين في عزاء والدة كريم عبد العزيز    توجيه عاجل من"البرهان" لسلطة الطيران المدني    جبريل إبراهيم: لا يمكن أن تحتل داري وتقول لي لا تحارب    حركة المستقبل للإصلاح والتنمية: تصريح صحفي    مسؤول بالغرفة التجارية يطالب رجال الأعمال بالتوقف عن طلب الدولار    لماذا لم يتدخل الVAR لحسم الهدف الجدلي لبايرن ميونخ؟    مصر تكشف أعداد مصابي غزة الذين استقبلتهم منذ 7 أكتوبر    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    مقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر.. معلومات جديدة وتعليق كندي    النفط يتراجع مع ارتفاع المخزونات الأميركية وتوقعات العرض الحذرة    توخيل: غدروا بالبايرن.. والحكم الكارثي اعتذر    النموذج الصيني    غير صالح للاستهلاك الآدمي : زيوت طعام معاد استخدامها في مصر.. والداخلية توضح    مكي المغربي: أفهم يا إبن الجزيرة العاق!    موريانيا خطوة مهمة في الطريق إلى المونديال،،    ضمن معسكره الاعدادي بالاسماعيلية..المريخ يكسب البلدية وفايد ودياً    ثنائية البديل خوسيلو تحرق بايرن ميونيخ وتعبر بريال مدريد لنهائي الأبطال    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    الجنيه يخسر 18% في أسبوع ويخنق حياة السودانيين المأزومة    إسرائيل: عملياتنا في رفح لا تخالف معاهدة السلام مع مصر    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    الولايات المتحدة تختبر الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطبة الشيخ عبد المحمود ابو يوم الجمعة تتناول منهج الدعوة والموقف من التكفيريين
نشر في سودانيات يوم 11 - 02 - 2012


أعوذ بالله من الشيطن الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة التي ألقاها الأمير:عبدالمحمودأبو
الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار بمسجد الهجرة بود نوباوي
يوم الجمعة 17 ربيع أول 1433ه الموافق 10فبراير2012م
الحمد لله الذي خلق الانسان من علق وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد النبي الأمي الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة ومحا الظلمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك.
ثم أما بعد:
قال تعالى:" هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً " صدق الله العظيم
أحبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز
الرسالة الاسلامية الخاتمة جاءت في مرحلة النضج الانساني بكل خصائصه . فالإنسان الأول خوطب بشرائع تلائم مقدراته ومتطلباته. ولذلك نجد في الرسالات السابقة انتشار المعجزات المادية والعقوبات العاجلة مثل سفينة نوح وريح صرصر العاتية وناقة صالح وتسخيرالحديد لداود، وإحضار قصربلقيس وتسخيرالجن والريح لسليمان، وآيات موسى التسع لبني إسراءيل وغيرها من المعجزات التي كانت تلائم العقل البشري في تلك الحقب، وعند اكتمال النضج العقلي وتوسع مدارك المعرفة جاء الإسلام بمعجزة تتحدى باعجازها البشرية منذ نزول الوحي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، تتمثل هذه المعجزة في القرآن الكريم قال تعالى : " كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ " وقال تعالى:" قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا القُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً " فالرسالة الخاتمة اتصفت بالخصائص التي تجعلها صالحة لكل زمان ومكان وذلك بالآتي:
أولا: الرسول صلى الله عليه وسلم معروفة سيرته لكل دارس: نسبه ميلاده سيرة حياته أسرته وفاته وهو الأمي الذي علم المتعلمين، واليتيم الذي بعث الأمل في قلوب اليائسين، والهادى الذي قاد الإنسانية إلى الطريق المستقيم ، إنه النورالذي بدد ظلمات الشرك والرق والخرافة قال تعالى “قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين"
ثانيا: القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد المنزل المتفق على نصه من جميع المؤمنين باختلاف مذاهبهم ، وجاء مصدقا للكتب السابقة ومصححا للتحريف الذي ألحق بها ومبينا حقيقة الوقائع التاريخية للرسل السابقين، ومشتملا على أصول المعارف كلها وهو كتاب تتجدد معارفه مع تطورالعقل فلا تبلى جدته ولاتنقضي عجائبه ولايخلق من كثرة ترداده فهو نور يبدد ظلمات الجهل قال تعالى: “فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا"
ثالثا:الرسالة الخاتمة جاءت متشملة على أصول الدين التي جاء بها كل الرسل وجاءت أحكامها ميسرة وتعاليمها مرنة تلائم الفطرة الانسانية وتستجيب لمطالبها المتجددة فالذين يهتدون للاسلام يخرجون من الظلمات إلى النور قال تعالى: " كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ العَزِيزِ الحَمِيدِ" وخلاصة القول أن الرسول نور، والقرآن نور، والذي يؤمن بالرسول ويتبع هدي القرآن الكريم سيكون قد خرج من الظلمات إلى النور.
أحبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز
إن المنهج الذي اتبعه الرسول صلى الله عليه وسلم للتغيير والاصلاح يقوم على الآتي:
أولا: إعداد المجموعة الرسالية التي تحملت أعباء الدعوة إعدادا خاصا بموجبه اتصف الصحابة الأوائل باخلاص العقيدة وصدق الايمان وقوة الحجة وصلابة الموقف وسعة الأفق والقدرة على التحمل وحضور مقاصد الرسالة في أذهانهم في كافة المواقف.
ثانيا: ارتباط الرسول صلى الله عليه وسلم بأصحابه، جيث كان يتفقد أحوالهم ويزور مرضاهم ويعين عائلهم ويستشيرهم في كل الأمورالتي تحتاج إلى رأي الجماعة فأصبح قدوة ومثالا يحتذى يحبونه أكثرمن حبهم لأنفسهم قال تعالى " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ “
ثالثا: التعامل مع المخالفين في العقيدة بأسلوب المجادلة بالحسنى وإقامة الحجة والنصح المهذب والانصاف والدعوة لهم بالهداية والعنف لايستعملإلا مع المعتدي وفي حدود.
رابعا:اتباع أسلوب التدرج ومراعاة الواقع فالدعوة في مكة ركزت على تصحيح العقيدة وإبطال المفاهيم والعادات المنحرفة ولم يتعد المنهج أسلوب الكلمة ثم كانت هجرة الحبشة ثم جاءت بيعة العقبة لايجاد موقع جديد يؤمن لهم تطبيق المنهج دون عوائق ثم الهجرة إلى المدينة وهكذا ظل منهج التدرج منهجا اسلاميا معتبرا.
خامسا:استصحاب المشتركات الانسانية التي لاتتعارض مع عقيدة الاسلام وقيمه فأصول اليهودية والنصرانية جاء بها الاسلام والثناء على موسى وعيسى وكل الأنبياء جاء في الاسلام، وبعض تشريعات الرسل السابقين مبثوثة في القرآن الكريم، بل إن بعض الممارسات التي كانت في الجاهلية ولم تتصادم مع عقيدة الاسلام أخذ بها الرسول صلى الله عليه وسلم مثل: اكرام الضيف وخدمة زوارالبيت الحرام وقال صلى الله عليه وسلم عن حلف الفضول الذي اتفق عليه زعماء قريش “لودعيت إلى مثله في الاسلام لأجبت" والقاعدة الضابطة لهذا النهج قوله تعالى:"ولايجرمنكم شنئان قوم على أن لاتعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى"
سادسا: بسط قيم الحرية والعدل والمساواة لكل الناس: فالدين لايكون بالاكراه وإنما بالاقتناع “وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" والعدل مكفول لكل الناس مهما اختلفت عقائدهم “وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" والناس مهما اختلفت ألوانهم فأصلهم واحد ولاتفاضل بينهم إلا بالتقوى قال تعالى “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عندالله أتقاكم"
سابعا: بث الأمل في النفوس وعدم اليأس من رحمة الله فالواقع مهما كان ضاغطا فإن العسر لن يغلب يسرين، فالصحابة في أصعب ظروف الحصار والتعذيب يبشرهم رسول الله بقوله “..والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لايخشى إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون" وعندما يعتدي عليه أهل الطائف وينزل الملك ليدمرهم يرفض ذلك رسول الله ويقول: “إني لأرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده اللهم اهد قومه فإنهم لايعلمون" ويعزي المذنبين ويحثهم على عدم اليأس فيقول لأبي ذر “من قال لاإله إلاالله دخل الجنة ...وإن زنا وإن سرق رغم أنف أبي ذر" وينزل الله سبحانه وتعالى آية تتلى إلى يوم القيامة"قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفرالذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم"
إن منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة هو المنهج الأصلح للهداية والتغيير لأنه يراعي مقاصد الشرع ويدرك تغيرالبيئة ويعرف طبيعة الانسان المتقلبة وقبل هذا وذاك إنه منهج الرحمة بكل أبعادها قال أميراشعراء مادحا رسوالله:
وإذا رحمت فأنت أم أو أب هذان في الدنيا هما الرحماء
وإذاعفوت فقادرا ومقدرا لايستهين بعفوك الجهلاء
وإذا أخذت العهد أو أعطيته فجميع عهدك ذمة ووفاء
وإذا خطبت فللمنابرهزة تعرو الندى وللقلوب بكاء
وإذا سخوت بلغت بالجود المدى وفعلت ما لاتفعل الأنواء
المصلحون أصابع جمعت يدا هي أنت بل أنت اليد البيضاء
الحديث
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا ، واستعينوا بالغدوة والروحة وشئ من الدلجة" رواه البخاري أوكما قال
يغفرالله لي ولكم ولسائرالمسلمين.
الحمدلله الوالي الكريم والصلاة على سيدنا محمد وآله مع التسليم
وبعد
قال تعالى"وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ(10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ(11) أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ"
أحبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز
إن الذين اتبعوا منهج التكفير هم من نسل الخوارج فكرا ومنهجا فهم يكفرون العصاة من أمة محمد ويكفرون الذين يردون الأحاديث لشبهة طرأت لهم ويكفرون المسلمين المخالفين لهم في الرأي! هؤلاء اتبعوا منهجا منحرفا طابعه الجهل والنزعة التسلطية وادعاء احتكار المعرفة. واسمعوا إلى الهدي النبوي في هذا الجانب روى البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من رمى مؤمنا بكفر فهوكقتله" وعن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم “كفوا عن أهل لاإله إلاالله ؛ لاتكفروهم بذنب . من كفر أهل لاإله إلاالله فهو إلى الكفر أقرب" رواه الطبراني وهم يقولون إن شيخهم هو ابن تيمية!وابن تيميمية عالم مجتهد مجاهد ابلتي في زمانه بمقلدة العلماء فاسمعوا ماقاله ابن تيمية متحدثا عن الخوارج الذين حاربهم علي بن أبي طالب قال “وإذا كان هؤلاء الذين ثبت ضلالهم بالنص والاجماع، لم يكفروا مع أمرالله ورسوله صلى الله عليه وسلم بقتالهم، فكيف بالطوائف المختلفين الذين اشتبه عليهم الحق في مسائل غلط فيها من هو أعلم منهم؟ فلا يحل لأحد من هذه الطوائف أن تكفرالأخرى، ولاتستحل دمها ومالها، وإن كانت فيها بدعة محققة، فكيف إذا كانت المكفرة مبتدعة أيضا؟ ودعا ابن تيمية إلى عدم تكفيرالمسلمين ونقل عن السلف الصالح مع أنهم اقتتلوا إلا أنهم يوالون بعضهم بعضا موالاة الدين لايعادون كمعاداة الكفار فيقبل بعضهم شهادة بعض ويأخذ بعضهم العلم من بعض ويتوارثون ويتناكحون ..الخ ويقول الشيخ القرضاوي ومع هذا نجد – فيمن ينسبون أنفسهم إلى ابن تيمية – من يجهل هذه الحقائق كلها ، ومن يشهر سيف التكفير في وجه كل من يخالفه في رأي يرى أنه الحق ، حتى إن من هؤلاء من كفروا طوائف كبيرة تتبعها جماهيرغفيرة من الأمة كالأشاعرة ومنهم من تطاول على كبار العلماء والدعاة وحكم بكفرهم غير خائف أن يبوء بذلك كما أنذر بذاك الحديث ويقول القرضاوي :" ومن الخطأ البالغ الذي يقع فيه بعض الناشئين في العلم أوالحدثاء في الدعوة، أوالمتعجلين في الفتوى: تكفير من ينكربعض الأحاديث الصحاح من آحاديث الآحاد التي ربما أخرجها الشيخان البخاري ومسلم، أو أحدهما لشبهات لاحت لهم، قد تكون قوية معتبرة، وقد تكون واهية لااعتبارلها ولكنها- في نظرأنفسهم- شبهات جعلوها عللا قادحة في ثبوت متن الحديث ويقول ولاوجه للحكم بالكفر في هذه المسألة إذ العلماء لايكفرون إلا من أنكرالسنة مطلقا ولم يعتبرها مصدرا للأحكام الشرعية بعد القرآن لأن من فعل ذلك يلزمه أن ينكر الأمور المعلومة من الدين بالضرورة التي لم تثبت إلابالسنة . أما من أنكرحديثا أوجملة أحاديث من أحاديث الآحاد لاعتبارظهر له فلم يذهب فقيه واحد ولاعالم معتبرإلى كفره، وهؤلاء أئمة أهل السنة لم يكفروا الخوارج ولاالمعتزلة رغم إنكارهم لأحاديث كثيرة من أحاديث الصحاح كأحاديث رؤية الله تعالى في الجنة رغم استفاضتها وحديث سحرالنبي صلى الله عليه وسلم . وكم من إمام رد حديثا يراه غيره صحيحا ولايراه هو كذلك، بل من المحدثين أنفسهم من يرد من الأحاديث مايصححه غيره ولهذا ترك البخاري أحاديث جمة أخرجها غيره وكذلك فعل مسلم في صحيحه, وهذا إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين رد أحاديث (فرائض الصدقة) التي أخرجها الشيخان. وأم المؤمنين عائشة ردت أحاديث كثيرة تراها معارضة لظاهرالقرآن فقد ردت حديث الميت يعذب ببكاء أهله عليه إذ تراه يعارض قوله تعالى"ولاتزروازرة وزر أخرى" وحديث دخلت امرأة النارفي هرة " بأن المرأة كانت كافرة وحديث مناداة كفارقريش الذين دفنوا بأنه يعارض قوله تعالى “وما أنت بمسمع من في القبور"ولم يتهم أحد من الصحابة ولامن بعدهم أم المؤمنين رضي الله عنها برقة دينها أو ضعف يقينها أوتنكرها لسنة زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ناهيك أن يكفروها" انتهى كلام القرضاوي
أحبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز
إن دين الله محفوظ منذ نزل قوله تعالى " ِانا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" ومحفوظ بجهاد المجاهدين والمجتهدين والمجددين الذين يتصدون للمحرفين والغلاة قال صلى الله عليه وسلم " يبعث الله لهذا العلم في كل عصرعدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين"
أحبابي في الله أرسلت هيئة شؤون الأنصار وفودا شاركت الأحباب في احتفالات المولد في كل من الجزيرة أبا وكوستي وربك وولاية نهرالنيل وولاية سناروالدمازين والأبيض وبارا وتندلتي والقضارف وتستعد لقيام مهرجان كبيرفي ام درمان في نهاية الشهري الجاري إن شاء الله وبالأمس عاد الامام الصادق المهدي لأرض الوطن بعد أن شارك في المؤتمرالموازي لجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمرالاسلامي وتوجه صباح اليوم إلى ولاية سنار نسأل الله أن يحفظه وينصره على القوم الظالمين
اللهم أرحمنا وتب علينا وانصرنا وسدد خطانا إنك على كل شيئ قدير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.