الخرطوم- بهرام عبد المنعم لم تصل بعد إلى تجسيد طُرفة التندر على (العوض) ابن العمدة، مربوط اللسان، حين صاح معلمه الإنجليزي بعد ستة شهور من التلقين؛ صاح بلسان بدوي مبين (بتدور العوض؟). نعم هي لم تصل إلى ذلك الحد من التماهي، لكنها أحبت السودان حتى حدود (الانغماس)، عرفت (القراصة) و(صيجان السمك) و(قصب السكر) و(التبلدي) وما بينها من تفاصيل سودانية. إنها أستاذة اللغة الإنجليزية (سميرة عزت) التي ولدت مزيجاً من الهندية والتركية والبريطانية.. كأنها قصدت عن عمد استدعاء روح شاعرنا الفذ محمد سعد دياب وهو يناجي (مادلينا). الغربُ أتى والشرقُ أتى وتلاقتْ قممٌ يا مَرْحَى فعطاءُ اللُقيا (مادلينا) سميرة تُصلي الصبح حاضراً مُستقبلة قبلة المسلمين في مكة، ثم تردد ما شاء لها من الأدعية والابتهالات. منذ وصولها إلى الخرطوم في يوليو من العام الماضي دخلت بكلياتها في المُجتمع السوداني بشتى تفاصيله الاجتماعية وثقافاته الغذائية المتنوعة. سميرة انخرطت ك(النحلة) في تدريس كورس اللغة الإنجليزية الذي نظمه المركز الثقافي البريطاني لتطوير قدرات الصحافيين السودانيين وتمكينهم من ناصية اللغة لمواجهة تحدّيات المهنة الداخلية والخارجية. المرأة التي ترتدي الزي الإسلامي والحجاب المميز وتستقر هي وعائلتها في دولة (زيمبابوي) أبدت سعادتها بتدريس اللغة الإنجليزية للصحافيين السودانيين ليكونوا مُحترفين في مهنتهم، باعتبار أن الصحافة تسهم إيجابياً في ترقية المجتمع. سميرة قالت ل(الأهرام اليوم) إنها تسكن ضاحية (المنشية)، واندمجت في المجتمع السوداني الذي وصفته بالكريم والطيب، ونوّهت إلى أنها أصبحت وكأنها تعيش بين أسرتها، وعبّرت سميرة عن بالغ سعادتها بحفاوة المجتمع السوداني وعدّته مجتمعاً متكافلاً ومتراحماً وخيِّرا وعطوفا. وعن الوجبات السودانية قالت سميرة إنها تحب (القراصة) وعصير (التبلدي) وقصب السكر، وأشارت إلى زيارتها إلى مطعم (صاج السمك) واستمتعت بالوجبات اللذيذة والشهية. وأشارت سميرة إلى أن والدها شجعها على السفر إلى العاصمة السودانية الخرطوم باعتبارها (آمنة) عكس ما يشاع، وأكدت أن أسرتها مطمئنة لوجودها بالخرطوم، عدا قلق زوجها البريطاني الذي وصفته بالطبيعي لعدم زيارته إلى أية دولة أفريقية في حياته. سميرة ذكرت ل(الأهرام اليوم) أنها ولدت في بريطانيا ونالت الجنسية البريطانية لكنها أحبت أفريقيا والسودان.