- حظيت زيارة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية لولايات دارفور الخمس يتفاعل جماهيري غير مسبوق حيث تدافع مواطني دارفور من قراهم ومدنهم وفرقانهم واحتشدوا لأستقبال السيد رئيس الجمهورية . كما وجدت الزيارة استحسانا وقبولا منقطع النظير من مختلف المكونات السياسية والاجتماعية لأهل دارفور. وقد ارسلت الزيارة التاريخية رسالة لكل العالم بأن دارفور آمنة ومستقرة وقد تعافت تماما من آثار الحرب وودعت حقبة الصراع القبلي والتفلتات الأمنية واتجهت بكلياتها نحو الأعمار والتنمية. وقد أكد ت مظاهر هذا التدافع الجماهيري الكبير للمواطنين خلال هذه الزيارات بأن انسان دارفور تعلق قلبه بالسلام والأمن والاستقرار،لذلك تجاوب مع هذه الزيارة وعلق عليها آمالا كبيرة في إحداث السلام وتعزيز السلم الأهلي والإجتماعي. وقد استهل رئيس الجمهورية زيارته لهذه الولايات بزيارة ولاية شمال دارفور والتي أعلن فيها قرب إعلان دارفور خالية من التمرد مبينا أن المرحلة القادمة ستشهد عمليات جمع السلاح من المواطنين وحصره في يد القوات النظامية. وقال إن متمردي دارفور تم دحرهم تماما وهم الان يقاتلون في ليبيا بغرض الحصول علي الدولارات وأضاف أن جزء من هؤلاء المتمردين يتواجد فى جنوب السودان ينتظرون من يدفع لهم مؤكدا أن القوات المسلحة والقوات النظامية الاخري قادرة علي حسمهم وفرض هيبة الدولة. أما في الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور فقد أعلن البشير التزام الدولة بتنفيذ إرادة أهل دارفور فى الاستفتاء الإداري مهما كانت نتائجها مع الولايات أو الإقليم مؤكدا عزم الحكومة علي تنفيذ برامج جمع السلاح وتعويض أي شخص يسلم سلاحه طوعا وقال إن التنمية لاتنفصل عن الأمن لذلك أولت الدولة أهمية كبري لتحقيقه حتي تنتشر مشروعات التنمية والأعمار في كافة ربوع دارفور. وأعلن الرئيس تكوين لجنة قومية عليا لجمع السلاح في دارفور وقال أن مخرجات الحوار الوطني ستكون الأساس لوضع الدستور القادم للبلاد. وفي زالنجي بولاية وسط دارفور قال البشير ان الحكومة لجأت للعمليات العسكرية بعد أن رفض المتمرد عبد الواحد السلام واختار طريق الحرب مؤكدا ثقته في القوات المسلحة والقوات النظامية الاخري فى انهاء التمرد بدارفور. وأوضح أنه بعد الانتهاء من التمرد فإن الحكومة ستبدأ فورا في عمليات جمع السلاح داعيا المواطنين للتعاون مع الجهات المختصة في هذا الصدد حتي ينعم انسان دارفور بالأمن والسلام والاستقرار . وتعهد البشير بالمضي قدما في تنفيذ برنامج (زيرو عطش) والذي أجازه مجلس الوزراء والذي يهدف لمحاربة العطش وتمكين المواطنين مصادر المياه، ووعد رئيس الجمهورية مواطني زالنجي بكهرباء علي مدار ال 24 ساعة. وفي نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور وجه البشير بعدم تحصيل أي رسوم علي الطرق ما عدا الرسوم المحصلة لصالح الهيئة القومية للطرق والجسور. وقال أن هذه الرسوم ساهمت في ارتفاع سعر السلع الضرورية للمواطنين وتعويق عملية انسياب السلع. ووعد مواطني نيالا بحل جذري لمشكلة مياه المدينة وقال إن مياه حوض البقارة ستصل في القريب الي نيالا مشيرا إلي البرنامج الذي تنتهجه الحكومة الاتحادية المتمثل في (زيرو عطش )والذي يهدف الي توفير المياه وتمكين المواطنين من مصادرها . وثمن البشير مواقف دولة قطر الداعمة للسودان إقليميا ودوليا مشيرا إلي الدعم الذي ظلت تقدمه لدارفور في مجالات التنمية والإعمار مشيدا برعايتها لمفاوضات الدوحة للسلام في دارفور وأشار للمساعي القطرية الخاصة بإنشاء بنك خاص للتنمية في دارفور. وقال البشير ان الاستفتاء الإداري لدارفور حق أصيل لإنسان المنطقة لاختيار نظام الحكم المناسب له مؤكدا التزام الدولة بتنفيذ إرادة أهل دارفور مهما كانت نتائجها مشيدا بالنسبة العالية التي حققها أهل دارفور في التسجيل للاستفتاء الإداري والتي بلغت 3 مليون وخمسمائة الف مواطن وقال إن التحدي الحقيقي يكمن فى التصويت للاختيار بين نظام الولايات او الإقليم . وفي الضعين حاضرة ولاية شرق دارفور دعا البشير مواطني الولاية للتمسك بقيم الإخاء والتعايش ونبذ القبلية والجهوية مؤكدا ضرورة تعزيز المصالحات بين القبائل حتي ينعم انسان دارفور بالسلام والطمأنينة. وأوضح الرئيس أن الدولة ماضية في توفير خدمات المياه والكهرباء والخدمات الصحية للمواطنين داعيا ولاة الولايات لاشاعة العدل بين الناس وأضاف" أي والي يقصر في مهمته ستتم محاسبته". وأشاد البشير بنسبة التسجيل الكبيرة للمواطنين في دارفور للاستفتاء الادارى مؤكدا التزام الدولة بتنفيذ إرادة أهل دارفور لإرساء الأمن والسلام والاستقرار وامتدح رئيس الجمهورية مشاركة مواطني شرق دارفور في الحوار المجتمعي مبينا أن هذه المشاركة تؤكد تجاوبهم مع القضايا الوطنية. إن زيارة السيد رئيس الجمهورية لولايات دارفور والتي اختتمها اليوم بولاية شرق دارفور تجئ وولايات دارفور تعيش أجواء الاستفتاء الادارى الذي سيجري خلال الايام القادمة بمشاركة اكثر من ثلاثة ملايين مواطن . وقد حققت الزيارة الكثير من المكاسب لأهل المنطقة حيث وقف خلالها علي الأوضاع الأمنية والإنسانية بجانب مشروعات التنمية والأعمار التي انتظمت كافة أنحاء دارفور بفضل إنفاذ وثيقة الدوحة للسلام فى دارفور والتي أنهت الحرب وافرازاتها وعززت روح السلام والاستقرار. ب ع