- تتجه انظار السودانيين،السبت 17اغسطس نحو قاعة الصداقة بالخرطوم، حيث، ثوار السودان، وشركائهم من دول العالم من المنظمات الدولية والإقليمية،واصدقائهم من سفراء الدول،واشقائهم من دول الجوار،والوسطاء- تتجه انظارهم لشهود اكبر حدث ظل ينتظره اهل السودان ممثلا فى توقيع وثائق الفترة الانتقالبة. وتاتي اهمية هذه الوثائق التي تشمل وتيقة الاعلان السياسي، ووثيقة الاعلان الدستوري التي تم التوقيع عليها بالاحرف الاولي بين المجلس العسكري الانتقالي وقوي اعلان الحرية والتغيير في الرابع من اغسطس الجاري بعد مخاض عسير،وتفاوض امتد علي مدي اربعة اشهر،مدفوعا بوساطة اثيوبية- افريقبة- ويضع اطارا دستوريا يؤسس للمرحلة الانتقالية،وهياكل السلطة الثلاثة عبر مصفوفة زمنية اتفق عليها الطرفان لا تتجاوز نهاية الشهر الجاري. وتحمل الوثيقة الدستورية وفقا لمراقبين الكثير من فرص النجاح خاصة انها استوعبت كافة القضايا التي تم طرحها في التفاوض بل اجابت علي كثير من التساؤلات المطروحة، وبددت مخاوف الكثيرين من المشككين علي قدرتها علي استيعاب قضاياهم ومشاكلهم خاصة تجمع الجبهة الثورية وقوي الهامش. ان توقيع وثائق الفترة الانتقالية في حد ذاته يعتبرمن التحديات الكبري التي تواجه السودانيين لاختبار قدرتهم علي التصدي لقضاياهم،والاتفاق علي ثوابتهم دون تدخل خارجى، ويؤكد قدرتهم علي تحقيق الانتقال السلس نحو الدولة المدنية التي كانت ولا زالت شعار الثورة وهدفها المنشود. ان التوقيع النهائي علي وثائق الفترة الانتقالية يضع السودان علي اعتاب مرحلة جديدة من التطور و النهوض الاقتصادي والاجتماعي،والسياسي بتهيئة الاجواء نحو اقامة انتخابات حرة ونزيهة تحظي بمشاركة كافة اهل السودان. ويقابل السودانيون هذا الحدث التاريخي الكبير بكثير من التفاؤل والامل في ان يفضي الي تحقيق دولة المواطنة والحرية،والعدالة، ويتحقق بعده السلام الذي ظل حلما للكثيرين،والتوجه نحو تحقيق التقدم الاقتصادي ومخاطبة قضايا المواطن المعيشية. ويري الحاج ابراهيم مضوي (75)سنة يسكن الحاج يوسف ان هذا الحدث لا يقل اهمية عن اعلان استقلال السودان بل قال:انه بمثل الاستقلال الثاني بما يحمله من بشريات بمستقبل زاهر يشارك فيه كل السودانيين بمختلف مشاربهم،ومضي قائلا" صبرنا كثيرا وانتظرنا طويلا" ونتمني ان يحصد السودانيون ثمار ثورتهم تقدما و نماء وعزة وكرامة. وابدي تفاؤله في ان يعبر السودان الي مرحلة جديدة من العدل والحرية والسلام والتعافي الاجتماعي بين مكوناته المختلفة. فيما راهن الشاب ياسر خالد محمد(25)سنة علي ان الثورة التي قادها الشباب ومهروها بدمائهم ولن يتراجعوا عن تحقيق اهدافها،وهي محروسة بالشباب،حاثا الموقعين علي الوثائق للمضي قدما في تطبيق بنودها،والاسراع بتحقيق الدولة المدنية المتحضرة وفاء للشهداء. وهذه اللحظة سيسجلها التاريخ باحرف من نور لجهة نقل البلاد من الحالة التي سادت لمدة اربعة اشهر،سبقتها، ثلاثة عقود من التدهور الذي شمل كافة مناحي الحياة ، واذا تم تنفيذها بصدق فانها ستنقل البلاد الي عهد جديد قوامه الرقي والتقدم والاذدهار.