-يبدأ وزير خارجية المانيا الاتحادية هيكو ماس ، بعد غد الثلاثاء زيارة رسمية للسودان على رأس وفد يضم (30 ) مسئولاً المانيا في زيارة ليوم واحد يلتقي خلالها برئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن ، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، للتباحث حول العلاقات الثنائية والعمل في الفترة القادمة على تنشيط اطر وهياكل التعامل بين البلدين خاصة تفعيل لجنة التشاور السياسي بين البلدين . و اوضح السفير محمد الغزالي ،مدير الادارة الاوربية بوزارة الخارجية في تصريح لوكالة السودان للانباء ان زيارة وزير الخارجية الالماني تعتبر ارفع زيارة لمسؤول اوربي على المستوى الثنائي عقب التغيير الذي حدث بالسودان ،فيما كانت آخر زيارة لوزير خارجية الماني في العام 2011م.
وقال السفير الغزالي ان المانيا دعمت التغيير الذي حدث في السودان،حيث اهتمت بالتطورات الأخيرة في الساحة السودانية ، فكانت تصريحات المسؤولين هنالك تدعم طموح وتطلعات الشعب السوداني للانتقال لحكم ديمقراطي مستدام وفي اعقاب التوقيع على وثائق الفترة الانتقالية عبر وزير الخارجية الالماني عن ترحيبه وتهنئته للشعب السوداني وللشركاء الاقليميين والدوليين بهذا الاتفاق الذي وصفه بأنه تاريخي ،مؤكدا دعم ومساندة المانيا للسودان خلال الفترة القادمة.
وحول علاقات المانيا بالقارة الافريقية على وجه العموم ، قال السفير الغزالي ان الاستراتيجية الالمانية تنبني في علاقاتها الخارجية على مبدأ السلمية والنهج الوفاقي وتجنب الصراعات ، وقد اولت المانيا في استراتيجيتها السياسة تجاه افريقيا اهمية خاصة للسلم والأمن والاستقرار والحكم الرشيد، ومن هنا اهتمت المانيا بتطورات الأحداث الأخيرة في السودان وكانت حريصة على أمن واستقرار السودان في اطار متابعتها للشأن السوداني ، حيث اوفدت المانيا في الفترة من 7-8 اغسطس الماضي السفير فيليب اكرمان مدير عام الشئون السياسية لافريقيا وامريكا اللاتينية والشرق الاوسط و الادنى في الخارجية الالمانية ، وذلك للوقوف على حقيقة الاوضاع في السودان .
السفير اكرمان كان قد أجرى عدة لقاءات في الخرطوم ، اطلع خلالها على رؤية المسئولين لتطورات الاوضاع ، واطمأن على أن الامور تسير في الاتجاه الصحيح ،حيث ابدى حماسة لتقديم السودان بشكل مختلف في المحافل الدولية اذ يعتقد ان تجربة الثورة السودانية انموذج للتوافق ،وما تم التوصل اليه يعتبر مثالاً يحتذى به.
اضاف السفير الغزالي ان السفير اكرمان عكس عقب زيارته للخرطوم انطباعات ايجابية عن السودان واستدراكا لأهمية استعادة الدور الالماني في السودان قررت المانيا بناءاً على ذلك زيارة وزير الخارجية للخرطوم على رأ س وفد عال
تشير (سونا) الى أن وفد برلماني رفيع برئاسة السيد يوهانس زيلية عضو برلماني من الحزب الحاكم كان قد زار الخرطوم أيضاً ،حيث اجرى عدداً من اللقاءات وذلك في اطار استعادة مكانة السودان في الاجهزة التشريعية الالمانية
وحول المساعدات التنموية للسودان والتي علقتها المانيا بقرار من البرلمان الالماني في عام 1989م قال السفير الغزالي ان القرار حرم السودان من الامكانيات الهائلة لالمانيا ودورها الفعال في تحقيق تنمية مستدامة للسودان، مشيرا الى ان المانيا سبق لها ان ساهمت في خزان الروصيرص ،طريق كسلا - بورتسودان ،تطوير النقل النهري والخطوط البحرية، الى جانب انفاذ المشروع الصحي البيولوجي الذي انعكس ايجابا على كفاءة المعامل الصحية
وعن ابرز المشاريع ومجالات التعاون بين السودان و جمهورية المانيا الاتحادية ،قال مدير الادارة الاوربية بوزارة الخارجية ( لسونا ) انه يمكن بشكل عام ايجاز التعاون الفعلي في هذا الشأن مع الشركات الالمانية ،حيث عادت شركة (سيمنز) للعمل في السودان وجاري افتتاح مكتبها ووقعت عقدين بتزويد السودان بعدد محطتي كهرباء جاري العمل على تنفيذها .
كما يعمل عدد مقدر من الشركات الالمانية في السودان خاصة في مجال البنى التحتية ، مثل شركة لايماير انترناشونال في مشروع سد مروي لانتاج الطاقة الكهربائية ،الى جانب قيام بعض الشركات الالمانية مثل شركتي قيشز ولايماير انترناشونال بتنفيذ خدمات استشارية وفنية ذات طبيعة تكنولوجية معقدة لوزارة الكهرباء ،كما يشمل التعاون ايضا جامعة برلين التقنية لتجديد الخارطة الجيولوجية والتي كانت قد اعدتها الجامعة في العام 1995م حيث شرعت في اعداد مشروع عقد لاثني عشر عاما بالتعاون مع وزارتي النفط والمعادن.
وفيما يتعلق بالمبادرات المستقبلية مع المانيا، قال السفير الغزالي كانت هنالك فكرة للتعاون في مجال تدوير المخلفات ، الى جانب مقترح بتوقيع مذكرة تفاهم في مجال التعدين بين شركة (H.W. ) وزارة المعادن لانشاء ثلاثة مراكز لتصفية الذهب بدون استخدام الزئبق لتطوير التعدين الاهلي
كما تم ابرام اتفاق بين شركة زادنا وشركة (Avin Procas )لانشاء مشروع تجريبي للقمح .
وتوقع السفير الغزالي في ختام حديثه (لسونا) ان تشهد الفترة القادمة في ظل التغييرات الايجابية التي تمر بها البلاد ،تطورا ملحوظا في العلاقات السودانية الالمانية وذلك بمفهوم جديد يستوعب تطلعات الشعب السوداني الانتقال نحو حكم ديمقراطي.
وتضيف(سونا)ان المانيا في اطار متابعتها لمجريات الأحداث في السودان كانت قد بادرت لانشاء مجموعة اصدقاء السودان والتي تضم دولا هامة وفعالة في المحيطين الاقليمي والدولي مثل ،الولاياتالمتحدة،بريطانيا ،المانيا ،النرويج،السعودية،مصر ،دولة الامارات العربية المتحدة ،دولة قطر واثيوبيا.
وقد عملت هذه المجموعة على دعم جهود الوساطة الاثيوبية والوساطة الافريقية وتشجيع التفاوض وتكوين الحكومة المدنية ، الى جانب البحث في كيفية تقديم الدعم المساندة للسودان خلال الفترة القادمة خاصة في النواحي الاقتصادية .
وتعتبر المانيا دولة مهمة في الخارطة السياسية الدولية وذلك لفعاليتها وتأثيرها في مجريات التفاعل الدولي مع الأحداث حيث انها عضو غير دائم في مجلس الامن الدولي وعضو في الاتحاد الاوربي و تترأس حاليا مفوضية الاتحاد الاوربي.
و قال ان العديد من الدول تتطلع لاقامة علاقات متينة ومتميزة مع المانيا ،وان من بشريات الثورة في السودان ان نالت اهتمام دولة المانيا ،ونتوقع ان تشهد الفترة القادمة تفعيل آليات التعاون والتنسيق بين البلدين .